حليمة الشرباصي فاجأ رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون، العالم بعد عرضه وضع برنامج بلاده النووي على طاولة المفاوضات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أنه هذه المرة ليست الأولى التي تلوح فيها كوريا الشمالية باحتمالية تخليها عن سلاحها النووي، وفقا ل«سي إن إن» الإخبارية. وعرضت «سي إن إن» تحليلا مطولا عن تاريخ العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكوريا الشمالية، موضحة أن قدرات الأخيرة النووية والتسليحية تجعلها في مرتبة خطرة بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية، وبالتالي فإن قدراتها على التفاوض أعظم، ونتائج الفشل لهذه المفاوضات أقوى، وفقا للمدير التنفيذي لجمعية مراقبة الأسلحة بواشنطن داريل كيمبل. نقض الوعود عام 1992، وقعت الكوريتان الشمالية والجنوبية، على إعلان مشترك بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وجاء في الإعلان "الشمال والجنوب يتعهدان بعدم اختبار أو تصنيع أو إنتاج أو حيازة أو تخزين أية أسلحة نووية، على أن يستخدموا الطاقة النووية فقط لأغراض سلمية". كما تعهدت كوريا الشمالية عام 1994 أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية، بتجميد كل أنشطتها النووية تمهيدا لنزعها، مقابل مساعدات دولية، في بناء مفاعلين نوويين لتوليد الطاقة. وفي عام 2002، أصدر الرئيس الأسبق للولايات المتحدةالأمريكية، جورج دبليو بوش، تصنيفا لدول الشر، وجاءت كوريا الشمالية ضمن هذه الدول مع كل من العراق وإيران، قائلا «إنه بسعي هذه الدول لامتلاك أسلحة نووية فإنهم يشكلون خطرًا متفاقمًا على العالم»، ولتصرح إدارته فيما بعد باعتراف كوريا الشمالية بامتلاكها برنامج تسليح نوويا سريا، منتهكة بذلك اتفاقية 1994. وفي عام 2003، قامت أمريكا ودول أخرى بسحب مساعدات الطاقة، بينما انسحبت كوريا الشمالية من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة "إن بي تي"، إلا أنه في عام 2005، أعلنت كوريا الشمالية موافقتها على وقف برنامجها النووي بأكمله بما في ذلك الأسلحة، في مقابل تعهد كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية، والصين، وروسيا، وكوريا الجنوبية، بتقديم مساعدات في قطاع الطاقة بكوريا الشمالية، بالإضافة لترويج تعاون اقتصادي. وفي عام 2006، قالت كوريا الشمالية إنها اختبرت أول سلاح نووي لها، الأمر الذي دعا مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات واسعة عليها. حالة من الجدل أثيرت خلال المحادثات السداسية التي جرت عام 2008، بين الولاياتالمتحدةالأمريكية، والصين، واليابان، والكوريتين، بسبب رفض كوريا الشمالية، السماح لمفتشيين دوليين، بالكشف عن مواقعها النووية، بينما اتهمت الأخيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعدم الوفاء بالتزاماتها. وفي عام 2011، أعلنت "بيونج يونج" عاصمة كوريا الشمالية استعدادها لوقف إنتاج واختبار الأسلحة النووية، في مقابل استئناف المحادثات السداسية، وجاء ذلك على خلفية اجتماع رئيس كوريا الشمالية مع الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، وفقا لجمعية مراقبة الأسلحة بواشنطن. 2012 وافقت كوريا الشمالية على وقف عمليات تخصيب اليورانيوم، واختبارات الأسلحة النووية والصواريخ، في مقابل تعهد الولاياتالمتحدةالأمريكية، بمساعدات غذائية، إلا أنها ما لبثت أن تراجعت عن وعودها بعد إعلان كوريا الشمالية إطلاق قمر صناعي. 2016 أشارت كوريا الشمالية إلى استكمالها مفاوضات نزع السلاح النووي، حسب جمعية مراقبة الأسلحة بواشنطن. غياب الثقة أرجع المدير التنفيذي لجمعية مراقبة الأسلحة بواشنطن «داريل كيمبل»، أسباب تقديم وعود ونقضها مجددا، لانعدام الثقة بين الطرفين، فالجانب الكوري لا يثق بأن الجانب الأمريكي سيفي بوعوده بتقديم المساعدات الغذائية، إضافة لتبنيه سياسات عدائية تجاهها. وأوضح أنه لا يجب بناء توقعات عالية على اجتماع ترامب وكيم يونج، مهما كانت الاستعدادات له قوية، مؤكدا «اجتماع واحد لن يحل الأزمة ولكن يمكن لهذا اللقاء أن يقدم احتمالية جدية لاستئناف محادثات تقود لطريق واضح بعيدا عن الأزمة النووية الحالية».