أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موافقته على الدعوة التي وجهها له الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، لعقد مباحثات مشتركة، بعد زيارة وفد كوري جنوبي لبيونج يانج الأسبوع الماضي. وقالت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، إن هذه الخطوة تعد تطورًا هامًا لتهدئة التوتر الناجم عن التهديدات النووية المتبادلة بين البلدين منذ أن تولى ترامب منصبه في يناير 2017. وأعلن عن الدعوة تشونج إيوي يونج مستشار الأمن القومي لكوريا الجنوبية، في مؤتمر صحفي من أمام البيت الأبيض، مساء أمس الخميس، بعد زيارة إلى بيونج يانج، التقى خلالها الزعيم الكوري الشمالي. كما أشار يونج إلى أن كوريا الشمالية وافقت على تعليق تجاربها الصاروخية بشكل مؤقت، واستعدادها للتفاوض على إنهاء برنامج الأسلحة النووية تماما. وصرح: "لقد أوضحت للرئيس ترامب أن قيادته وسياسة الضغط القصوى التي اتبعها، إلى جانب التضامن الدولي، أوصلتنا إلى هذه المرحلة". وجاء هذا الإعلان بعد ساعتين تقريبًا من تصريح الرئيس الأمريكي لصحفيي البيت الأبيض، بأنه هناك أخبار جديدة سيتم الإعلان عنها قريبًا. وبعد الإعلان عن الدعوة، غرد ترامب قائلًا: "تحدث كيم جونج أون عن نزع السلاح النووي مع ممثلي كوريا الجنوبية، وليس مجرد تجميده، كما لن يتم إجراء أي اختبار صاروخي من قبل كوريا الشمالية خلال هذه الفترة الزمنية، هذا تقدم كبير لكن العقوبات ستبقى حتى يتم التوصل إلى اتفاق، يجري التخطيط لعقد اجتماع". وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن هذه الخطوة تعد تطورًا كبيرًا، حيث انخرط ترامب في حرب كلامية مع الزعيم الكوري الشمالي، وأطلق عليه لقب "رجل الصواريخ الصغير"، كما دعا ترامب إلى زيادة الضغط الدبلوماسي على بيونج يانج، وفرض عقوبات عليها. وأثارت الكلمات العدائية المتبادلة التي أطلقها الزعيمان في الأشهر الأخيرة قلق الدبلوماسيين الدوليين والمسؤولين العسكريين الذين حذروا من أن هذه الحرب الكلامية يمكن أن تتحول إلى حرب حقيقية، قد تشهد استخدام أسلحة نووية. في الوقت الذي تتمتع فيه كوريا الشمالية بسمعة سيئة في توجيه تهديدات نووية، استخدم الرؤساء الأمريكيون لغة دبلوماسية، للتعبير عن موقف واشنطن بأنه لا يمكن الوثوق في امتلاك بيونج يانج ترسانة نووية وصواريخ طويلة المدى، إلا أن ترامب منذ بداية فترة رئاسته، دأب على السخرية ومهاجمة زعيم كوريا الشمالية. وأضافت "بوليتيكو" أن الاجتماع المقرر عقده بين ترامب وكيم، يشير إلى أن الزعيمين يعتقدان أن الخيار الدبلوماسي هو الحل الوحيد لهذه المواجهة. حيث صرح ويليام بيري وزير الدفاع الأمريكي في عهد بيل كلينتون، أن "هذا يعد تحسنًا كبيرًا في الدبلوماسية التي كانت تعتمد على الصراخ والإهانات". فيما أشار النائب الجمهوري إد رويس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إلى أن "رغبة كيم جونج أون في التفاوض تكشف أن العقوبات التي وقعتها الإدارة الأمريكية أثمرت عن نتيجة". وقال داريل كيمبول المدير التنفيذي لجمعية مراقبة الأسلحة في واشنطن، التي كثيرًا ما انتقدت نهج إدارة ترامب في التعامل مع كوريا الشمالية إن "هذه أخبار مرحب بها للغاية، حيث يرسل الجانبان إشارات قوية إلى أنهما يرغبان في التوصل إلى حل تفاوضي". وأضاف كيمبول أنه بالإضافة إلى موافقة ترامب على الاجتماع مع كيم، فإن موافقة كوريا الشمالية على وقف تجاربها النووية والصاروخية، أمر مهم للغاية. ولكن في الوقت الذي لاقت هذه الأخبار ترحيبا شديدا من قبل العديدين، أشارت المجلة، إلى أن هناك العديد من التساؤلات حول أجندة لقاء ترامب وكيم، والنتيجة المتوقعة من المفاوضات، لم يتم الإجابة عنها. حيث قال جويل ويت، مؤسس موقع "38 نورث" المتخصص في شؤون كوريا الشمالية: "إنه يجب التحضير لهذا الاجتماع بشكل جيد، وعلى الإدارة أن تفكر كثيرًا حوله، وتشاور مع أصحاب الخبرة في التحدث مع الكوريين الشماليين". وحذر ويليام بيري من عقد المحادثات دون أهداف واضحة، قائلًا: "آمل أن تستند المحادثات إلى توقعات واقعية لما يمكن التفاوض عليه، وما يمكن التحقق منه". من جانبه حذر جيمس كارافانو، نائب رئيس مؤسسة "هيريتاج" لدراسات السياسة الخارجية، من تقديم أي تنازلات لكوريا الشمالية، حتى تظهر بحق أنها لا تشكل تهديدًا نوويًا للولايات المتحدة وحلفائها.