حالة من الترقب والخوف تشهدها إسرائيل ، بعد استهداف حاخامات يهود ، فقد أصبح هؤلاء هدف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الوقت الراهن، فيما عبرت وسائل إعلام الاحتلال عن الارتياب والقلق الذي يعيشه المستوطنون والساسة الصهاينة، وسط مخاوف إسرائيلية من عودة الكفاح المسلح واللجوء السلاح لمقاومة الاحتلال. 7 على القائمة خلال تأبين الشهيد أحمد جرار الذي استشهد برصاص الاحتلال في مدينة جنين، عقب مطاردة استمرت أسابيع ، نشرت عناصر القسام، أمس الأربعاء، لافتة كبيرة، بدا واضحا فيها صور وجوه لمستوطنين تصنفهم الكتائب على لائحة الاغتيالات. وظهر في اللافتة صورا ل7 حاخامات من المستوطنين، اثنين منهم تمت الإشارة على الصورة ب"تمت تصفيته" فيما الخمسة المتبقين، كتب على صورهم عبارة "على قائمة الاغتيالات". ومن بين المستوطنين الذين تمت تصفيتهم، الحاخام الذي قتل في العملية التي ينسبها الاحتلال للشهيد أحمد جرار، ونفذت قبل أسابيع قرب مدينة نابلس. ويبدو أن حركة المقاومة أرادت من خلال هذه القائمة أن ترد عمليا على وضع الولاياتالمتحدةالأمريكية لاسم إسماعيل هنية على قائمة الإرهاب التي أعلنت عنها مؤخرًا، موجهة رسالة بأنها مستمرة في مقاومتها للاحتلال. وتعتبر حركة حماس الشهيد جرار أحد منتسبيها، فيما ترجح تقديرات الاحتلال أن الأخير عمل بمفرده ولم يتلقَ توجيهات من أحد. ولاحقت القوات الإسرائيلية جرار طيلة شهر، واقتحمت بلدتي برقين والسيلة عدة مرات في محاولة لاعتقاله أو تصفيته، إذ تتهمه إسرائيل بقتل الحاخام رزيئيل شيفاح، 35 عاما، يناير الماضي قرب نابلس. وخير دليل على المخاوف الإسرائيلية من تواصل الاغتيالات، مطالبة ديفيد أزولا ي وزير الخدمات الدينينة الإسرائيلي من وزير الأمن الإسرائيلي توفير حماية مضاعفة للحاخامات في مقدمتهم من هددت "حماس" بتصفيتهم. نفسية اللص من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم حركة "حماس" حازم قاسم، لشبكة "إرم نيوز": "العدو الصهيوني يعيش دائما حالة من الخوف والترقب، لأنه يعيش بنفسية اللص وهؤلاء سرقوا الأرض الفلسطينية وهجروا الشعب الفلسطيني، وشعبنا لن يرضى باستمرار الاحتلال وهو يرتكب الجرائم ضدنا"، موضحا: "المقاومة ستواصل استهداف الاحتلال ومستوطنيه وعليهم أن يعيشوا في خوف دائم طالما أنهم يتنكرون لحقوق شعبنا". أما المختص في الشأن الإسرائيلي أحمد عبد الرحمن فقال: "يبدو أن هناك بوادر تصعيد كبير من الضفة في ظل الخطاب التصعيدي الصادر من السلطة الفلسطينية والحديث عن وقف التنسيق الأمني حتى لو على الإعلام، هذا يترك أثرا في نفوس المواطنين فيشكل شحنة تجاه المحتل وبالتالي إسرائيل تخشى من المواجهة القريبة في الضفة وأنا اعتقد أنها باتت حتمية". لغة التهديد رغم حالة الرعب التي تعيشها إسرائيل إلا أنها تحاول كعادتها التظاهر بالقوة، فقد هدد وزراء في الحكومة الإسرائيلية بمواصلة الاغتيالات للفلسطينيين ممن يضلعون في عمليات مسلحة ضد الاحتلال والمستوطنين، وأشادوا بالعملية التي قامت بها قوات الاحتلال التي تم خلالها اغتيال أحمد جرار المطارد منذ أكثر من شهر، بعد عملية نابلس التي أسفرت عن مقتل مستوطن. وحملت ردود الفعل الإسرائيلية لغة الوعيد والتهديد بعد أن أعلن جهاز الأمن العام "الشاباك"، اغتيال المطارد جرار خلال عملية عسكرية وصفها ب"المعقدة"، في بلدة اليامون قضاء محافظة جنين شمال الضفة الغربيةالمحتلة. وفي أول تعقيب على عملية اغتيال جرار، قال وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، حسبما نقلت صحيفة "عرب 48": "لقد صفينا الحساب مع أحمد جرار وسرعان ما سنصل إلى قاتل بن غال" في إشارة إلى المستوطن الذي قتل، أمس، بعملية طعن في مستوطنة "أريئيل". وأضاف ليبرمان، في تغريدة له على "توتير": "أهنئ قوات الأمن الإسرائيلية وأجهزة الشاباك ووحدة مكافحة الإرهاب على العملية الناجحة، وكان من الواضح أن الأمر لم يكن سوى مسألة وقت قبل أن نصل إلى زعيم الخلية الذي قتل الحاخام رازيئيل شيفح، وآمل ونعتقد أننا في المستقبل القريب سوف نقوم أيضا بتوسيع عملياتنا للوصول إلى قاتل الحاخام إيتامار بن غال". وعقب رئيس دولة الاحتلال رؤوفين ريفلين على خطى ليبرمان، على العملية بالقول: "تقديرنا وتحيتنا لجميع قوات الأمن والوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي والشاباك لتنفيذهم السليم وبجرأة واغتيال قاتل أمننا هذا الصباح، وليس لدي أي شك في أن قاتل ايتمار بن غال سنصل إليه قريبا ودولة إسرائيل لن تتسلم أبدا للإرهاب. وسوف تصل إلى آخر من يساعدهم من أجل سلامة مواطنينا". تذكير للعدو استهداف الحاخام رزيئيل شيفاح بإطلاق النار عليه في سيارته أمام مستوطنة حافات جلعاد قرب مدينة نابلس، قد يكون مقدمة لعودة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال. وما يدل على مقدمة عودة الكفاح المسلح ضد الاحتلال، ووضوح هذا الافتراض حالة الاحتفال والتحيب في أوساط حركتي "حماس والجهاد الإسلامي" بهذه العملية، حتى أن "حماس" باركتها علنا، ووصفتها بالبطولية، أما "كتائب القسام"، جناحها العسكري، فذهب إلى ما هو أبعد من ذلك عندما قال المتحدث باسم الكتائب، في تصريح مقتضب نشره الموقع الرسمي للكتائب، إن "عملية نابلس أول رد عملي بالنار لتذكير قادة العدو ومن وراءهم بأن ما تخشونه قادم". دعوة للنفير على خلفية اغتيال جرار، دعت حركة حماس للنفير العام، غدا الجمعة، واعتبارها "جمعة الشهيد أحمد جرار"، والمشاركة في مسيرات التأبين الرمزية في جميع الأراضي الفلسطينية. وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، أن أحمد جرار فتح الطريق أمام الشباب الفلسطيني المنتفض على المحتل، لافتا إلى أن بطولة "جرار" عكست مستوى الإيمان العميق الذي تربى عليه الشاب سائرا على خطى والده نصر جرار.