قالت روسيا، أمس الثلاثاء، إنها ألغت عرض الفيلم الدرامي الساخر "وفاة ستالين" للمخرج البريطاني أرماندو لانوتشي، مشيرة إلى أن كثيرا من الروس سيجدونه سخرية مهينة للماضي السوفييتي للبلاد، وشاهد الفيلم في عرض خاص مسؤولون ومستشارون من وزارة الثقافة، ويركز الفيلم على التناحر والطعن من الخلف بين أوثق حلفاء الزعيم السوفييتي الراحل، وهم يتنافسون على السلطة بمجرد وفاته عام 1953، وقال وزير الثقافة الروسي فلاديمير ميدينسكي، اليوم الثلاثاء، إن وزارته تلقت عددا من الشكاوى بعد العرض مما دفعه لسحب ترخيص عرض الفيلم في دور السينما للجمهور. وأضاف ميدينسكي في بيان "كثيرون من الجيل القديم وغيرهم سينظرون إليه كسخرية مهينة لكل الماضي السوفييتي لبلاد هزمت الفاشية". وقال إن وزارته أبلغت موزع الفيلم إنه من غير الملائم عرض الفيلم عشية الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للانتصار في معركة ستالينجراد بالحرب العالمية الثانية التي فقد فيها كثير من الجنود السوفييت أرواحهم من أجل المدينة التي تحمل اسم ستالين، لكنه قال إن الموزع لم يستجب للتحذير. وقال ميدينسكي "لا توجد لدينا رقابة.. لا نخشى النقد والتقييمات غير السارة للتاريخ. لكن هناك خطا أخلاقيا فاصلا بين التحليل النقدي للتاريخ وتدنيسه". يذكر أن فيلم "وفاة ستالين" بطولة الممثل الأمريكي ستيف بوشيمي، في دور الزعيم نيكيتا خروشوف، والممثل الكوميدي الأمريكي جيفري تامبور، الذي يمثل شخصية رئيس الوزراء السوفييتي جيورجي مالينكوف، أما الممثل البريطاني جايسون إسحاق، فيؤدي دور المارشال غيورغي جوكوف. ويقدم الفيلم بشكل كوميدي الأحداث التي وقعت في الاتحاد السوفييتي عقب موت جوزيف ستالين، عام 1953، ونظرا لأن الفيلم يتحدث عن تاريخ الاتحاد السوفييتي فإن غالبية أحداث الفيلم تجسد شخصيات حقيقية، وكانت بارزة في هذا الوقت. يذكر أن الفيلم قد بدأ عرضه في بريطانيا أكتوبر الماضي، وكان من المقرر عرضه في روسيا الشهر الجاري.