قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة، ويجب العمل على إعلانها رسميًّا والاعتراف الدولي بها، وأن عروبة القدس أمر لا يقبل العبث أو التغيير وهي ثابتة تاريخيًّا منذ آلاف السنين. وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد أعلن فى مؤتمر صحفى سابق له، اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي بدلًا من تل أبيب، كما أصدر توجيهاته لوزارة الخارجية الأمريكية بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وأعلن الطيب خلال إلقائه البيان الختامى لفعاليات مؤتمر الأزهر لنصرة القدس، رفضه القاطع لقرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة والتي لا تعدو أن تكون حبرًا على ورق، مؤكدًا مؤازرة المؤتمر صمود الشعب الفلسطيني الباسل ودعم انتفاضته في مواجهة القرارات المتغطرسة بحق القضية الفلسطينية ومدينة القدس والمسجد الأقصى وشدد شيخ الأزهر خلال إعلانه للبيان الختامى، على أن المؤتمر يتمسك بوثيقة الأزهر عن القدس الصادرة في 20 نوفمبر 2011، والتي شددت على عروبة القدس، وكونها حرمًا إسلاميًّا ومسيحيا مقدسا عبر التاريخ. وتابع: "القدس ليست فقط مُجرَّد أرض محتلة، أو قضية وطنية فلسطينية، أو قضية قومية عربية، بل هي أكبر من كل ذلك، فهي حرم إسلامي مسيحي مقدس، وقضية عقدية إسلامية مسيحية، وإن المسلمين والمسيحيين وهم يعملون على تحريرها من الاغتصاب الصهيوني الغاشم، وإنَّ عروبةَ القدس أمر لا يقبل العبث أو التغيير وهي ثابتة تاريخيًّا منذ آلاف السنين". وفند الطيب أدلة ملكية القدس للعرب، قائلا: القدس بناها العرب اليبوسيون في الألف الرابع قبل الميلاد، أي قبل ظهور اليهودية التي ظهرت أول ما ظهرت مع شريعة موسى -عليه السلام- بسبعة وعشرين قرنًا، كما أن الوجود العبراني في مدينة القدس لم يتعد 415 عامًا، على عهد داود وسليمان -عليهما السلام- في القرن العاشر قبل الميلاد، وهو وجود طارئ عابر محدود حدث بعد أن تأسَّست القُدس العربية ومضى عليها ثلاثون قرنا من التاريخ. ودعا رئيس مجلس حكماء المسلمين، حكومات دول العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني إلى التحرك السريع والجاد لوقف تنفيذ قرار الإدارة الأمريكية، وخلق رأي عام عالمي مناهض لهذه السياسات الجائرة ضد الحقوق والحريات الإنسانية، مؤكدا أن المؤتمر يدعم انتفاضته في مواجهة هذه القرارات المتغطرسة بحق القضية الفلسطينية ومدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، كما يحيي روح التلاحم الشعبي بين مسلمي القدس ومسيحييهم، ووقوفهم صفًّا واحدًا في مواجهة هذه القرارات. ووجه الطيب برسالة إلى من اسماهم ب"عقلاء اليهود" أنفسهم للاعتبار بالتاريخ، الذي شهد على اضطهادهم في كل مكان حلّوا به إلَّا في ظل حضارة المسلمين، وأن يعملوا على فضح الممارسات الصهيونية المخالفة لتعاليم موسى عليه السلام. ونظمت مشيخة الأزهر، بالتنسيق مع مجلس حكماء المسلمين، مؤتمر دولي على مدار يومين لنصرة القدس، وذلك بقاعة الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، تحت رعاية الرئيس السيسى، وفى حضور الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، والبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وممثلين من 86 دولة. ويأتى انعقاد المؤتمر ضمن سلسلة الإجراءات التى أتخذها شيخ الأزهر أحمد الطيب، للإعلان عن رفض القرار الأمريكى بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيونى.