لأول مرة.. مشاركة 25 شركة محلية للمنتجات الطبية بعروض أسعار لمنافسة الشركات العالمية بعد استبعاد كافة الشركات المحلية من مناقصة العام الماضي اختارت لجنة الشراء الموحد بوزارة الصحة 25 شركة مصرية عاملة بقطاع الأجهزة والمستلزمات الطبية، من بين 45 شركة تم تقييم منتجاتها مطلع أكتوبر الماضي، للمشاركة فى مناقصة الشراء الموحد المنعقدة في مدينة شرم الشيخ منذ يوم 11 نوفمبر الماضي والتي تستمر حتى يوم 18 من الشهر القادم. مناقصة الشراء الموحد الحالية تهدف إلى تلبية احتياجات القطاع الصحى السنوية من الأدوية والمستلزمات الطبية، حيث تضمنت المنتجات الطبية الأساسية التي يحتاجها المرضى المعالجين عبر قرارات نفقة الدولة أو التأمين الصحي أو العلاج الاقتصادي وليس الكماليات، ومن بينها مستلزمات جراحة العظام والمفاصل، والمستهلكات الطبية، وتجهيزات غرف العمليات على رأسها الطاولات الجراحية. حجم سوق المستلزمات يضم قطاع الأجهزة الطبية والمستلزمات غير الدوائية، 230 شركة متخصصة بصناعة الأجهزة الطبية، والتي تغطى رُبع احتياجات السوق المحلي، باستثمارات عالية تقدر ب 2.2 مليار جنيه، فيما يصل حجم صادرات هذا القطاع نحو 250 مليون دولار سنويًا. فى الوقت الذي تستورد مصر أدوية ومواد خام دوائية ومستلزمات تصنيعها بما يعادل 2.6 مليار دولار سنويا، بجانب 800 مليون دولار سنويا للأجهزة والمستلزمات الطبية غير الدوائية، نجحت لجنة الشراء الموحد العام الماضى فى توفير أكثر من 2 مليار جنيه من تكلفة الاستيراد خلال مناقصة العام الماضي. المستلزمات الطبية عبارة عن 3 أصناف، الأول يسمى المستهلك الطبي والذي يتم استخدامه مرة واحدة كالسرنجة والكانيولا والجوانتيات والصنف الثاني آلات مساعدة كالمقص والقساطر وأدوات الجراحة وهي تستخدم أكثر من مرة بعد تعقيمها، أما الصنف الثالث فيتمثل في الأجهزة الطبية مثل أجهزة القلب والغسيل الكلوي والسونار والاشعة المقطعية وغيرها. 10 شركات تهدد أكد محمد إسماعيل عبده، رئيس شعبة المستلزمات الطبية بالغرفة التجارية في القاهرة أنه كان هناك اجتماعًا بأصحاب شركات الأجهزة والمستلزمات الطبية داخل مستشفى الجلاء العسكري قبل اجتماعهم الجاري في مدينة شرم الشيخ لدخول مناقصة الآلات والأجهزة الطبية التي بدأت منذ 11 نوفمبر الجاري وتنتهي يوم 8 ديسمبر القادم. عن كواليس ما دار في الإجتماع يكشف عبده الذي أرسل إليه أحد الممثلين عن شركته "يوروميد" للمستلزمات الطبية أنه كانت هناك موجة غضب كبيرة من 10 شركات في اتحاد الصناعات بسبب وقف التوريد وتولي لجنة الشراء الموحد للأدوية والمستلزمات الطبية ذلك. منذ قرار استبعاد بعض الشركات من مناقصات توريد الأجهزة والمستلزمات الطبية أرسلت غرفة صناعة المستلزمات باتحاد الصناعات شكوى عاجلة إلى رئيس الجمهورية نتيجة تسبب القرار الوزاري بإنشاء لجنة الشراء الموحد في خسائر مالية كبيرة لهم. يقتصر دور إدارة الخدمات الطبية بحسب عبده على الجانب الفني فقط لحفظ حقوق وزارة الصحة في إمكانية استرجاع كل المستلزمات التي انتهت صلاحيتها للشركة الأم واستبدالها من خلال تقرير فني مقدم إليها يقول بأن المنتج سئ وبه عيوب وهناك شكاوى عديدة منه. وطرحت لجنة الشراء الموحد كراسة الشروط الواردة في 2400 صفحة عبر مناقصة تتحول إلى ممارسة يتم ارسائها على الشركة التي تقبل بأقل سعر وأعلى جودة في توريد السرائر الطبية وكواشف المعامل والأربطة الطبية والآلات الجراحية وفلاتر الكلى وغيرها. "وزارة الصحة يهمها السعر قبل الجودة، ولكن لجنة الشراء المجمع يهمها الجودة أولًا ثم السعر" .. هكذا أوضح رئيس غرفة المستلزمات الطبية بالغرفة التجارية والذي أوضح أن مصر تتقدم في صناعة وانتاج المستهلكات الطبية وتنافس فيه في الاسواق العالمية، ولكن الآلة الطبية يتم استيرادها من باكستان ثم تقوم الشركات المصرية بتلميعها فقط، وصولًا إلى الأجهزة الطبية التي تورد من اليابان والصين وأمريكا. الشراء الموحد هي لجنة وطنية وإدارة موحدة مختصة بالشراء تم تشكيلها بقرار وزاري تحت إشراف رئيس الوزراء بعضوية كل من وزارات الدفاع والصحة والتعليم العالي وممثلي صناعة الدواء في مصر لتوحيد أنواع الأصناف وشرائها بسعر أقل وجودة أكبر. تقوم اللجنة الوطنية بالشراء المجمع للمستلزمات والأجهزة الطبية والتي بدأت بمناقصة برلين في مطلع إبريل من العام الماضي لشراء أجهزة ومستلزمات طبية من شركات عالمية بنحو 4 مليارات يورو وتولي إدارة الخدمات الطبية شراء كافة المستلزمات عن طريق مناقصة واحدة لتوريد احتياجات مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية والهيئات الخاصة من أجهزة طبية ومستلزمات وأجهزة أشعة وشاشات ومفاصل تعويضية والقساطر الطبية والآلات الجراحية ومناضد العمليات ومستلزمات غرف العمليات. 2.5 مليار فائض بعد أن نجحت المناقصة الموحدة فى توفير نحو 2.5 مليار جنيه من تكلفة التعاقدات السنوية لتلبية حاجات القطاع وتحديد الاحتياجات المطلوبة بدقة، كذلك خفض تكلفة الاستيراد تدرس الدولة إنشاء هيئة وطنية للصناعات الموحدة من أجل الشراء الموحد للمستلزمات والأجهزة الطبية. هذا ما أكده الدكتور شريف عزت رئيس شعبة الأجهزة والمستلزمات الطبية غير الدوائية باتحاد الصناعات، أن الشركات المحلية التي تدخل المناقصة الجارية بشرم الشيخ والتى تم اختيارها من قبل لجنة الشراء الموحد بينها 4 شركات (الفرش الطبي)، و4 شركات ل (التجهيزات الطبية)، و4 شركات ل (تجهيزات المعامل)، بجانب شركات المستلزمات الطبية. وأضاف عزت ل "التحرير" أن الحكومة نسقت مع لجنة الشراء الموحد لمشاركة المنتج المحلي في المناقصة الجارية وتم الاتفاق خلاله على الاعتماد على المنتج المحلى من الأجهزة والمستلزمات الطبية غير الدوائية، بنسبة 50%، على أن يتم استيراد ال50% المتبقية من الخارج وأن يتم التقييم بعد انتهاءها في 18 ديسمبر المقبل بناءًا على المنتج الأعلى جودة وأقل سعرًا. تشريع لتوحيد الأسعار يقول رئيس شعبة المستلزمات الطبية والأجهزة باتحاد الصناعات إن المريض لن يستفيد من المناقصة الموحدة في الوقت الحالي، ولكن بعد صدور قانون لتوحيد أسعار العلاج داخل المستشفيات التابعة للقطاعين العام والخاص وهذا سوف يحدث جزئيًا مع بداية تطبيق قانون التأمين الصحي الإجتماعي الشامل المعروض حاليًا أمام مجلس النواب. في المقابل قال اللواء بهاء الدين زيدان، رئيس لجنة الشراء الموحد للأجهزة والمستلزمات الطبية، مدير مجمع الجلاء العسكري إنه تم التواصل مع كبرى الشركات المنتجة للأجهزة الطبية فى 10 دول حول العالم، بالتعاون مع وزارة الخارجية، للتنسيق مع تلك الشركات بهدف النهوض بالصناعة المحلية بهذا القطاع وزيادة المخزون الإستراتيجي منها على المدى البعيد. وأكد زيدان ل "التحرير" أن مناقصة شرم الشيخ جاءت لتوريد المستلزمات الطبية والأجهزة التي تنتج محليًا ولم يتم توفيرها عبر مناقصة برلين، قائلًا: "المنافسة قوية بين الشركات المحلية والأجنبية المشاركة في المناقصة الحالية والأسعار انخفضت بصورة لم يسبق لها مثيل".