يبدو أن هناك تشابه في بعض الصفات بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبير مستشاريه، حسبما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية. وأضافت الصحيفة أن كلا الشخصين متسرعين في قراراتهما، ووجودهما معا يشكل مزيجا خطيرا، فبحسب جميع الأدلة والتقارير، أصبح الرجلان صديقين، تربطهما علاقات تعاون قوية، ما دعم وجود رابطة تجمع بين الشباب والقوة. وتوجه كوشنر، بزيارة ثالثة إلى المملكة العربية السعودية، نهاية أكتوبر الماضي، وقيل إنه تحدث مع بن سلمان، وبعد وقت قصير من هذا الاجتماع، حدثت 3 أمور: بدأ سلمان بحملة تطهير شملت جميع المنافسين الملكيين الأثرياء، وأطلق انقلابا صامتا في لبنان، وفرضت القوات المسلحة السعودية حصارا على المساعدات على الموانئ اليمنية، التي تهدد بوقوع كارثة إنسانية، ولم يوجه البيت الأبيض، أي انتقاد لمثل هذه القرارات، بل دعم العديد منها. وتابعت الصحيفة أن الروابط القوية بين بن سلمان وكوشنر تعد مصدر قلق كبير للدبلوماسيين الأمريكيين والبنتاجون، إذ قال بعض المسؤولون إنه لم يتم إطلاعهم على محادثات سلمان وكوشنر، مضيفين أن "هذه السرية يبدو أنها القاعدة الأساسية لهم". ولفتت "الجارديان" إلى أن كيفية إدارة الولاياتالمتحدة لسياستها الخارجية تعد من أعمالها وقراراتها الخاصة بها، لكن عندما تكون تلك الإجراءات طائشة ومتهورة وتزعزع الاستقرار في المنطقة، فتعتبر مشكلة تخص الجميع، وهذا ما يحدث الآن. واستشهدت الصحيفة بموقف بن سلمان عندما كان وزيرا للدفاع في عام 2015، إذ أطلق التدخل العسكري في اليمن، وكانت أهدافه هزيمة المتمردين الحوثيين الشيعة والحد من النفوذ الإيراني، لكن فشلت هذه العملية بشكل فادح في كليهما، وما تم فعله تحويل أحد أفقر البلدان في العالم إلى أرض معارك، مزقتها أعمال العنف والمرض وسوء التغذية. وكما أشارت بعض تقارير شبكة "بي بي سي" التلفزيونية، الأسبوع الماضي، فإن الوضع في اليمن كارثي وغير مقبول، إلا أن الاجراءات السعودية، بما فيها الجرائم المزعومة ضد الإنسانية، تمر دون مواجهة أو اعتراض من قبل كوشنر وإدارة ترامب. وفي حين صمت البيت الأبيض على الوضع في لبنان، حذر وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون، الأسبوع الماضي، من أن البلاد يجب ألا تصبح مكانا للصراعات، منتقدا ما قامت به الرياض. واختمت "الجارديان": "السعودية تتعرض للعديد من التهديدات ليس فقط من قبل إيران، بل أيضا بسبب انخفاض عائدات النفط وتقلص الثروة الوطنية وتزايد مطالب الإصلاح، وفي ظل هذه الأوضاع، فإن سلوك بن سلمان المتهور والعنيف - الذي لا يعاقب عليه ولا يخضع للمساءلة من قبل البيت الأبيض - يخاطر بكل شيء".