علقت صحيفة "التليجراف" البريطانية على زيارة "جاريد كوشنر صهر ترامب، إلى العراق أمس الاثنين، قائلة: إن "قرار الرئيس دونالد ترامب بإرسال صهره إلى العراق أثار العديد من تساؤلات حول سبب قيامه بجولة في المنطقة حتى قبل وزير الخارجية ريكس تيلرسون". وكان "كوشنر" الذي عينه ترامب مستشارًا له بالبيت الأبيض، وصل إلى العراق أمس، بصحبة الجنرال جوزيف دونفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة في زيارة مفاجئة لمراجعة الأوضاع المشتعلة مع "تنظيم داعش" الإرهابي، حيث التقيا بقوات التحالف الأمريكي والمسؤولين العراقيين ببغداد. وقال الجنرال دونفورد: إنه "دعا كوشنر قبل أسابيع لزيارة العراق للاستماع المباشر من المستشارين العسكريين حول الوضع على الأرض، بالإضافة للقاء القوات الأمريكية المشاركة في العمليات العكسرية. من جانبه صرح جريج هيكس المتحدث باسم الجنرال دونفورد، أن كوشنر كان يسافر نيابة عن الرئيس ترامب للتعبير عن دعمه والتزامه لحكومة العراق والموظفين الأمريكيين المشاركين حاليًا في الحملة". "التليجراف" اعتبرت أن قيام "كوشنر" - وهو ليس لديه أية خبرة في السياسة الخارجية في مثل تلك الرحلة الخطيرة "مفاجئة كبيرة"، حيث تهكَّم "بن رودس مستشار السياسة الخارجية السابق لأوباما قائلًا: "كوشنر في العراق قبل مستشار الأمن القومي أو وزير الخارجية.. طبيعية تمامًا". وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة بدون "ريكس تيلرسون"، أكدت القلق من أن وزير الخارجية تم تهميشه في البيت الأبيض والذي وصفته بأنه أصبح "مملكة". كما تؤكد المخاوف أيضًا من تجاهل ذوي الخبرة في السياسة الخارجية لصالح دائرة ترامب الداخلية، بل تكشف النفوذ المتزايد ل"كوشنر" في إدارة "حماه". ولفتت إلى أنه على الرغم من أن كوشنر لم يكن لديه خبرة دبلوماسية أو حكومية سابقة، فقد كلفه ترامب أيضًا بمحاولة التوسط في اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث قال له ترامب: "إذا لم تستطع أنت تحقيق السلام في الشرق الأوسط فلن يستطيع أحد فعل ذلك". وتأتي زيارة "كوشنر" في وقت حرج للعلاقات بين العراق والولايات المتحدة، وذلك بدءًا من خلفية التحقيق الجاري بمقتل المدنيين في غارة جوية للتحالف الدولي بقايدة الولالايات المتحدةالأمريكية، بالموصل. تجدر الإشارة إلى أن واشنطن تعرضت للتدقيق في الأسابيع الأخيرة لحملتها الجوية على المدينة الثانية في العراق، والتي يعتقد أنها أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.