في قلب القرية والنجع فى كل قري ونجع، تقف "عربة الحواديت".. تجمع الأطفال، وتوزع الكتب المجانية وتعقد ورش لتعلم فن السرد والحكي: "بننزل فى القرية مرة واحدة، بنوزع أكثر من 200 كتاب، ولو حسينا أن الأطفال والطلاب محتاجنا بننزل تانى".. هكذا قال "هيثم عبد ربه" مؤسس "عربة حواديت"، والذى يستعد جولة فى واحة سيوة خلال الأيام المقبلة. "عربة حواديت" هي فريق مكون من 9 أعضاء يعملون بمجهوداتهم الذاتية، ووزعوا أكثر من 20 ألف كتاب لأكثر من 60 قرية حتى الآن، بهدف خلق فرصة القراءة لأطفال القرى، يروي هيثم عنها ل"التحرير: "إحنا عبارة عن عربة صغيرة، تتجول في القرى والنجوع البعيدة عن العاصمة، بنحاول نزرع في عقول الأطفال أهمية القراءة، وكله بمجهودتنا الذاتية".
"عربة حواديت" فكرة جاءت ل"هيثم" عقب تخرجه في كلية التربية، وتعيينه فى المدرسة التى اعتاد على الذهاب إلى مكتبتها المدرسية يروي: "والدى كان معلم لغة عربية وفى مدرسته كانت مكتبة صغيرة مفتوحة دائما في الصيف.. كنت بحب أنزل معاه كل يوم وأروح عشان أقرى، وللأسف مكانش حد بيبقى موجود غيرى". ويتابع: "لما أتعينت فى نفس المدرسة رحت ملقتش أى جديد، المكتبة آخر حاجة الطلاب بيفكروا فيها، وماحدش مهتم.. فكنت عايز أعمل حاجة مفيدة لأني مؤمن أن الثقافة زى الأكل ففكرت فى عربة حواديت". طافت "عربة حواديت" أغلب محافظاتالقاهرة، ومعرض الكتاب العام الماضي، وتنوى خلال أيام الذهاب إلى واحة سيوة:"إحنا بنشتغل من خلال مجهودنا الذاتي، وجولة زى دى محتاجة 2000 كتاب و500 كراسة رسم و500 قلم رصاص و100 علبة ألوان خشب و5 رزوم ورق"، موجها رسالة إلى الجميع:"ايدك معانا ودعم جولتنا".