لحظات إيمانية وروحانية فريدة يعيشها ملايين المسلمين في الأراضي المقدسة أثناء أداء مناسك الحج والعمرة، ومن أصعب اللحظات على الحاج وقت وداع مكةالمكرمة والمسجد الحرام بعد انتهائه من أداء المناسك، ويبحث الحجاج والمعتمرون عن دعاء الخروج من مكة ووداع الكعبة المشرفة، وما يقول من أتم حجّه أو عمرته وأراد العودة إلى وطنه. يقول بعض الفقهاء في فقه الحج والعمرة: "وينبغي على المفارق لمكةالمكرمة أن يكون آخر عهده بها البيت الحرام، وأن ينظر إليه عند المفارقة بتحزن وتحنن"، فهذا الموقف أدعى لإطلاق اللسان بالدعاء. وقال أهل العلم إنه يستحب للمسلم عند مفارقة مكة أن يدعو الله أن يجعل له عودة كرّات ومرّات إلى هذا المكان الطيب المبارك وأن يتقبل منه ما قدم من عمل سواء حج أو عمرة أو الصلوات والدعوات وغيرهم، وليس هناك أدعية خاصة تقال عند المغاردة والخروج من الحرم المكي، حيث لم يرد عن الرسول دعاء معين، ولكن المعتمر أو الحاج يشرع له سؤال الله والدعاء بأي ما شاء، ولا مكان على الأرض أطهر من الكعبة المشرفة في مكة. زقال المصنف رحمه الله تعالى (فإذا فرغ من طواف الوداع فالمستحب أن يقف في الملتزم ، وهو ما بين الركن والباب ، فيدعو ويقول " اللهم إن البيت بيتك والعبد عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، حملتني على ما سخرت لي من خلقك ، حتى سيرتني في بلادك وبلغتني بنعمتك حتى أعنتني على قضاء مناسكك ، فإن كنت رضيت عني فازدد عني رضى ، وإلا فمن الآن قبل أن تنأى عن بيتك داري ، هذا أوان انصرافي إن أذنت لي غير مستبدل بك ولا ببيتك ، ولا راغب عنك ولا عن بيتك ، اللهم اصحبني العافية في بدني ، والعصمة في ديني وأحسن منقلبي، وارزقني طاعتك ما أبقيتني " فإنه قد روي ذلك عن بعض السلف ، ولأنه دعاء يليق بالحال ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم). وفي هذا السياق، قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يستحب ترديد دعاء الخروج من مكة ووداع الكعبة، ويقول: "اللَّهُمَّ البَيْتُ بَيْتُك، وَالعَبْدُ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبدِكَ وابْنُ أمَتِكَ، حَمَلْتَنِى علىٰ ما سَخَّرْتَ لى مِنْ خَلْقِكَ، حتَّىٰ سَيَّرْتَنى فِى بِلادِكَ، وَبَلَّغْتَنِى بِنِعْمَتِكَ حتَّىٰ أعَنْتَنِى علىٰ قَضَاءِ مَناسِكِكَ، فإنْ كُنْتَ رَضِيتَ عَنِّى فازْدَدْ عنى رِضًا، وَإِلاَّ فَمِنَ الآنَ قَبْلَ أنْ يَنأى عَنْ بَيْتِكَ دَارِى، هَذَا أوَانُ انْصِرَافى، إنْ أذِنْتَ لى غَيْرَ مُسْتَبْدِلٍ بِكَ وَلا بِبَيْتِكَ، وَلا رَاغِبٍ عَنْكَ وَلا عَنْ بَيْتِكَ، اللَّهُمَّ فأصْحِبْنِى العافِيَةَ فى بَدَنِى، وَالعِصْمَةَ فى دِينِى، وأحْسِنْ مُنْقَلَبِى، وَارْزُقْنِى طاعَتَكَ ما أبْقَيْتَنِى، واجْمَعْ لى خَيْرَى الآخِرةِ والدُّنْيا، إنَّكَ علىٰ كُلّ شَيىءٍ قدِيرٌ". وأشارت الإفتاء إلى أنه يمكن للحاج ترديد أكثر من صيغة لدعاء الخروج من مكة، وهو ما حثَّ عليه الشرع الشريف. وفي الإطار نفسه، قال الدكتور شوقي علام، المفتي السابق، إنه يستحب ترديد أكثر من صيغة لدعاء الخروج من مكة، مستشهدًا بقول الله عز وجل: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾. ومن دعاء الخروج من مكةالمكرمة والمسجد الحرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اللهم لا تجعل هذا الوداع الأخير بيني وبين بيتك وخير بقاع أرضك، يا رب وفقني للعمرة والحج العام القادم، أسألك أن تكتب لي الخير الكثير بفضل هذا العمل، يا رب هوّن علينا هذا السفر، وأعدنا إلى المنزل سالمين معافين مقبولين. اللهم إن هذا البلد بلدك، وهذا الحرم حرمك، وأنا عبدك، جئتك راجيا عفوك ورضاك، فاكتب لي دخول بيتك مرات عديدة، واستجب ما كان مني من الدعاء، وارزقني زيارة حرمك ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم في كل عام أبدا ما حييت. دعاء طواف الوداع يُستحبُّ للحاجّ والمعتمر بعد تأدية ركعتي طواف الوداع الدعاء عند المُلتزم، كأن يقول: "اللهم البيت بيتك، والعبد عبدك، وابن عبدك، وابن أمَتِك، حملتني على ما سخرت لي من خلقك، حتى سيرتني في بلادك، وبلغتني بنعمتك حتى أعنتني على قضاء مناسكك، فإن كنت رضيت عنِّي فازدد عنِّي رضا، وإلّا فمُنَّ الآن، قبل أن تنأى عن بيتك داري، فهذا أوان انصرافي إن أذنت لي غير مستبدِّل بك ولا ببيتك ولا راغب عنك، ولا عن بيتك، اللَّهم فاصحبني بالعافية في بدني، والعصمة في ديني وأحسن منقلبي، وارزقني طاعتك ما أبقيتني". اقرأ أيضًا: هل امتناع الزوجة عن إعطاء الزوج حقه الشرعي يبيح له اغتصابها؟.. علي جمعة يرد فيديو- علي جمعة يوضح حكم إجبار الزوجة على المعاشرة الجنسية تحصين قرآني يكفيك من كل شيء.. ينصح به عالم بالأزهر