تظاهر آلاف الفلسطينيين، اليوم الخميس، في مدن الضفة الغربيةوالقدس وداخل "الخط الأخضر"، تنديدا بوعد بلفور الذي يصادف اليوم مرور مئة عام عليه، حسبما ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية. ورفع الفلسطينيون الأعلام السوداء والأعلام الفلسطينية ولافتات، خطوا عليها شعارات منددة بوعد بلفور، واعتزام بريطانيا الاحتفال بهذه المناسبة التي يعتبرها الفلسطينيون ذكرى أليمة. وأكد المتظاهرون حق العودة إلى ديارهم التي هجروا منها على أثر وعد بلفور، الذي أعطى اليهود بناء وطن قومي لهم في فلسطين، مطالبين بمحاسبة بريطانيا على ما اقترفته من خطأ تاريخي ضد الفلسطينيين لصالح إسرائيل وإقامة دولتها. وعبر المتظاهرون عن استيائهم من مواقف الأسرة الدولية، التي لم تتحرك وتنصف الفلسطينيين في حقهم ببناء دولتهم وتقرير مصيرهم. 100 ألف رسالة لقنصلية بريطانيا شدد المتظاهرون على ضرورة اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية والاعتذار للشعب الفلسطيني، عوضا عن الاحتفال بذكرى وعد بلفور، الذي اعتبره الفلسطينيون بمثابة عمل استفزازي لهم، دون أن تكترث المملكة المتحدة بمشاعر الفلسطينيين. وسلم الطلبة الفلسطينيون، اليوم، 100 ألف رسالة للقنصلية البريطانية في القدس تنديدا بعزم بريطانيا الاحتفال بالذكرى المئوية لوعد بلفور. وطالب الرئيس الفلسطيني، بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور، وتصحيح هذا الخطأ بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعدم الاحتفال بالذكرى المئوية لبلفور، لما لذلك من تجاهل لحقوق الشعب الفلسطيني. كما طالبت الحكومة الفلسطينية، حكومة بريطانيا بالعدول عن قرارها إقامة حفل في ذكرى وعد بلفور. دعاوى دولية ضد بريطانيا من جانبه، قال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، إنه سيتم تحريك دعاوى قانونية أمام المحاكم البريطانية والأوروبية والدولية ضد بريطانيا، لرفع الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني بسبب وعد بلفور. وأضاف المالكي، في بيان له، اليوم الخميس، أن دولة فلسطين بذلت كل جهد ممكن لإقناع الحكومة البريطانية بالعدول عن قرارها الاحتفال بمئوية وعد بلفور، لما يمثل ذلك من فقدان للحساسية التي يمكن أن يولدها مثل هذا الاحتفال لأبناء الشعب الفلسطيني الذي اكتوى بنتائج هذا الوعد، ودفع ثمنا باهظا تمثل بحالة الشتات وفقدان وطنه وما زال يدفع هذا الثمن وانعكاساته حتى اللحظة. وتابع: "لكن للأسف فغياب الحساسية والإحساس بالمسؤولية السياسية والأخلاقية تأكد أنه ما زال يشكل الموقف البريطاني الرسمي حتى اللحظة، ورغم مرور 100 عام على ذلك الوعد". وذكر وزير خارجية فلسطين: "بعد أن تم استنفاد كل ما يمكن على مستوانا لإقناع الحكومة البريطانية بالعدول عن هذه الاحتفالات اللاأخلاقية وغير المسؤولة، تجد دولة فلسطين نفسها أمام التزام أخلاقي ووطني تجاه شعبها، وستعمل وزارة الخارجية والمغتربين وفق تعليمات القيادة والرئيس محمود عباس بتحريك دعاوى قانونية أمام المحاكم البريطانية". تفويض مكتب محاماة بريطاني وأوضح الوزير: "وعليه سيوقع وزير الخارجية والمغتربين قريبا تفويضا لمكتب محاماة بريطاني، لمتابعة هذه الإجراءات القانونية وبأسرع ما يمكن، من أجل تحقيق العدالة ورفع الظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني، وإلزام الحكومة البريطانية بتقديم الاعتذار وتقديم التعويضات المناسبة بديلا عن هذه المأساة، وبما يشمل ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين التي أنكرت حقها في الوجود". وأشار إلى أن الوزارة ستعمل على تحفيز المواطنين الفلسطينيين الذين تضرروا من تطبيقات هذا الوعد برفع دعاوى مشابهة، خاصة من يحمل الجنسية البريطانية، بالإضافة للمواطنين البريطانيين الذين تضرروا جراء سياسات حكوماتهم تجاه فلسطين وعبر هذا الوعد. ونوه إلى أن وزارة الخارجية والمغتربين ستستكمل إجراءاتها القانونية بدراسة إمكانية رفع دعاوى قانونية أمام المحاكم الأوروبية والدولية، وستستنفذ كل الإمكانيات لتحقيق جزء من العدالة المسلوبة التي أعدمتها بريطانيا عبر وعدها المشؤوم. ويشهد العالم، اليوم، الذكرى المئوية لإعلان وعد بلفور، الذي أصدره، آرثر جيمس بلفور، الذي كان يشغل حينها منصب وزير الخارجية البريطاني، والذي أعلن فيه تأييد بلاده إنشاء مقام قومي لليهود على أراضي فلسطين.