تأهل الأهلي لنهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا، بعد اكتساحه ضيفه النجم الساحلي، بستة أهداف مقابل هدفين، خلال اللقاء الذي أقيم بين الفريقين مساء اليوم الأحد، على ملعب «برج العرب»، في إياب الدور نصف النهائي للبطولة ليضرب موعدًا مع الوداد المغربي في النهائي. واستطاع الأهلي طوال أحداث المباراة أن يتفوق على فريق النجم الساحلي أداءً ونتيجة ويتلاعب بدفاعات الفريق التونسي الذي جاء ضيفا خفيفا على المارد الأحمر. وتستعرض «التحرير» في السطور التالية أبرز الملامح الفنية التي أعطت تفوقًا للمارد الأحمر على الفريق التونسي: 1- تفوق أحمر: بدأ حسام البدري المدير الفني للنادي الأهلي مبادرا فريق النجم الساحلي بهجوم ضاغط منذ البداية حيث لعب بطريقة (4\2\3\1) مع الاعتماد على السولية وربيعة في منطقة الوسط وأمامهما ثلاثي هجومي (أجاي - وصالج جمعة - ومؤمن زكري) خلف المهاجم الصريح وليد أزارو. ساعدت البداية القوية للنادي الأهلي على إحرازه الهدف الأول في الدقيقة الثانية عن طريق على معلول، مما أعطى دفعة قوية للاعبي الأحمرفي دخول المباراة بأسبقية على فريق النجم، حيث إن الهدف الذي أحرزه الأهلي مبكرا خلق ارتباكا كبيرا في صفوف الفريق التونسي الذي ظهر متخلخلا وغير جاهز للمباراة سواء من الناحية البدية أو الخططية. نجح البدري في استغلال الفجوات الواضحة في صفوف لاعبي النجم الساحلي بين لاعبي الوسط (محمد أمين بن عمر - أيمن الطرابلسي) وخط الدفاع الذي ظهر بشكل ضعيف وغير متماسك. 2- اكتساح للنادي الأهلي: لم يستطع فريق النجم التماسك سريعا واستغلال الهجمات المرتدة وأطراف الفريق الهجومية وزاد الأمر سوءا غياب (الخليل بانجورا وحمزة لحمر) عن مستواهما المعتاد، حيث كان يعتمد عليهما المدير الفني لفريق النجم بشكل كبير في نقل الفريق من الحالة الدفاعية للهجومية، كما أن تألق رامي ربيعة الذي شارك كلاعب ارتكاز بديلا لعاشور في هذا المركز الجديد ومعه السولية أعطى تفوقا كبيرًا للنادي الأهلي في وسط الملعب. تراجع الأهلي قليلا من أجل الحفاظ على الهدف، الأمر الذي دفع النجم إلى التقدم للأمام ومحاولة الهجوم، ولجأ البدري خلال 15 دقيقة بعد تسجيل الهدف إلى خلق مساحات خلف دفاع النجم من أجل لعب هجمات مرتدة سريعة. وساهم استمرار تفوق لاعبي المارد الأحمر في إحرازهم الهدف الثاني عن طريق وليد أزارو في الدقيقة 23 في وسط توهان غريب لدفاعات الفريق التونسي، واستعجل المدير الفني للساحلي في فتح الملعب في وقت مبكر، مما أعطى مساحات كبيرة في الخط الدفاعي للفريق استغلها اللاعبين أصحاب السرعات في الأهلي بشكل أمثل خاصة الثلاثي (أجاي ومؤمن وازارو). 3- تألق معلول وأزارو: استغل البدري الأخطاء الساذجة لحمدي النقاز وغازي عبد الرازق الظهيرين لفريق النجم الساحلي وعدم تغطيتهما في النواحي الدفاعية، فأعطي لمعلول حرية هجومية كبيرة في جميع مناطق الملعب، جعلته يكون مساهما رئيسيا في أغلب أهداف النادي الأهلي مع التحركات الرائعة للمهاجم وليد أزارو الذي سجل ثلاثية اليوم ليرد علي كثير من الانتقادات التي وجهت له في الفترة الأخيرة، وساهم أزارو في كثير من التفوق الأحمر، حيث كانت تحركاته سريعة وأخذ أماكن مؤثرة خلف خط دفاع فريق النجم الغائب تماما عن حالته وعن مراقبة مهاجمي النادي الأهلي وساهم في تفوق كبير للمارد الأحمر. لم ينتبه الفرنسي هوبير فيلود المدير الفني للنجم الساحلي لأخطاء لاعبيه التي باتت واضحة للجميع ولم يحاول معالجتها بين شوطي المباراة واكتفى في تغيراته بأن تكون هجومية على الرغم من أن الأخطاء الدفاعية للفريق التونسي كانت كارثية، وظلت متواجدة طوال المباراة، والغريب في الأمر وجود فجوة كبيرة بين قلبي الدفاع في الفريق التونسي (رامي البدوي - زياد بوغطاس). 4- انهيار للنجم: دفع الفرنسي بإيهاب المساكني بدلا من حمزة لحمر الذي كان الغائب الحاضر في المبارة وأحرز أزارو الهدف الرابع للنادي الأهلي وهو ما أعطى ارتياحية كبيرة للفريق الأحمر مع تألق كبير لمؤمن زكريا الذي كان له دور كبير في نشاط الحالة الهجومية للمارد الأحمر مع وليد أزارو وسرعات علي معلول. عندما أحرز النجم الساحلي الهدف الأول عن طريق رامي بدوي، الذي استقبل كرة ثابتة في منطقة الجزاء، برأسية قوية ارتطمت في العارضة وسكنت الشباك بالدقيقة 51. حاول الفريق الساحلي أن يتماسك بعد إحرازة الهدف إلا أنه سريعا بعد عشر دقائق أخطأ حمدي النقاز وتسبب بهدف في مرماه. حيث ارتطمت الكرة في ظهر حمدي النقاز وسكنت الشباك بشكل كوميدي لتتهادى، بطريقة غربية في الشباك في استمرار للغياب الدفاعي التام وخط وسط الفريق الساحلي والمساحات الكبيرة في خط الظهر، كما تسبب توقيت تسجيل المارد الأحمر أهدافه في إعطاء الأفضلية للنادي الأهلي طوال المباراة. 5- تفوق فني: دفع فيلود المدير الفني للنجم في الدقيقة 62، باللاعب عمرو مرعي بدلا من علية بريقي، على أمل تعديل النتيجة من خلال زيادة القوة الهجومية. إلا أن أغلب مشاكل فريق النجم كانت في بناء الكرة في الخط الخلفي والأخطاء الساذجة وأيضا غياب خط الوسط والانهيار البدني الذي بات واضحا علي الفريق التونسي أغلب فترات المباراة، بعدما أحرز ربيعة المتألق الهدف السادس للمارد الأحمر، ظهر الانهيار على لاعبي النجم الساحلي تماما، وتلاعبت عناصر الأهلي بالمنافس وأهدرت فرصتين الأولى عن طريق مؤمن زكريا، والثانية من خلال أزارو في الدقيقة 70. وأضاف المساكني الهدف الثاني للنجم الساحلي لحفظ ماء الوجه في الدقيقة 90 في مباراة ظهر فشل فيها المدير الفني الفرنسي في إعداد لاعبيه بالشكل الأمثل وعدم استغلاله غياب أحمد فتحي وحسام عاشور وهما من العناصر الأساسية للفريق الأحمر.