للمرة الأولى خلال هذا العقد، أعلنت الولاياتالمتحدة عن تقديم مكافأة مالية من أجل التوصل إلى اثنين من كبار القادة في حزب الله، في تحول ملحوظ من سياسة تطبيق المزيد من العقوبات الدولية. وذلك في إطار برنامج "مكافآت من أجل العدالة"، وهو برنامج أمريكي يقدم مكافآت لكل من يدلي بمعلومات عن قيادات مطلوبة ومصنفة إرهابية. حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أول من أمس الثلاثاء، عن مكافأة قدرها 12 مليون دولار مقابل القبض أو تحديد مكان هؤلاء القادة العسكريين في حزب الله. وقال ناثان سيلز المدير في إدارة مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية، إن الشخصين المستهدفين هما طلال حمية مسؤول الأمن الخارجي في التنظيم، وفؤاد شكر وهو قائد عسكري بارز في "حزب الله". من جانبه صرح مسؤول بارز في "حزب الله" لوكالة "أسوشيتيد برس" بأن هذا الإعلان محاولة "لشيطنة" الجماعة، مضيفًا أن تلك الإجراءات الجديدة لن تؤثر على عمليات الحركة. وأشارت صحيفة "فورين بوليسي" إلى أن قيمة مكافأة القبض على حمية بلغت 7 ملايين دولار، بينما بلغت مكافأة شكر 5 ملايين دولار. ووفقًا لمسؤولي الحكومة الأمريكية، فإن تلك الإجراءات تأتي ضمن حملة أوسع للحد من تصرفات حزب الله العدائية ضد الولاياتالمتحدة وغيرها من دول العالم. من هما المسؤولان المطلوب القبض عليهما؟ طلال حمية وفقا لما ذكره موقع "بي بي سي" فحمية هو مسؤول الأمن الخارجي في حزب الله ويدير خلايا الجماعة في مختلف أرجاء العالم، التي تقوم بالتخطيط للعمليات خارج لبنان وتنفيذها. وهو مواليد 27 نوفمبر 1952، منحدر من بلدة طاريا الواقعة في البقاع الأوسط قضاء بعلبك. وهو من بين المتهمين في الهجوم على المركز اليهودي في الأرجنتين عام 1994 والذي أسفر عن مقتل 85 شخصا، كما لعب دورا أساسيا في إرسال الجهاديين إلى العراق في أعقاب الغزو الأمريكي في عام 2003، واتهم بالمشاركة في خطف طائرة TWA في يونيو 1998. وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد صنفت طلال حمية في 13 سبتمبر 2012 بأنه إرهابي عالمي، لأنه "يقدم الدعم لأنشطة حزب الله الإرهابية في الشرق الأوسط وحول العالم". فؤاد شكر القائد العسكري الأول لقوات الحزب في جنوبلبنان، من مواليد بلدة النبي شيت في بعلبك عام 1962، وانضم للحزب منذ أكثر من 30 عامًا. ووفقًا لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فإن شكر يعتبر المسؤول العسكري الأرفع في حزب الله ويلعب دورا كبيرا في المعارك التي يخوضها مقاتلو الجماعة الذين يحاربون دفاعا عن نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد، ويعمل في أعلى هيئة عسكرية تابعة للحزب، وهو ما يسمى "مجلس الجهاد". ولعب شكر دورا رئيسيا في تخطيط وتنفيذ تفجيرات ثكنة المشاة البحرية الأمريكية في بيروت في 23 نوفمبر 1983، حيث تم استهداف مقر القوات الأمريكية بشاحنة مفخخة محملة بعشرة أطنان من المتفجرات والوقود، مما أدى إلى مقتل 241 عسكريا أمريكيا.