وقعت موسكووالرياض، اليوم الخميس، خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا، حزمة اتفاقيات تعاون بين البلدين لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية. ومن أبرز العقود التي وقعت اتفاقية لتأسيس صندوق بقيمة مليار دولار للاستثمار في مجال التكنولوجيا، وصندوق بمثل هذه القيمة للاستثمار في مشاريع طاقة، ووقع الجانبان أيضا على خارطة طريق لتعزيز التعاون بين البلدين. ويأتي توقيع الاتفاقيات بعد قمة عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في الكرملين بموسكو. وتزامنت القمة مع انطلاق منتدى الاستثمار الروسي- السعودي بمشاركة نحو 200 شركة من روسيا والسعودية، حيث ناقش المشاركون آفاق وسبل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين. كما تم الاتفاق على تأسيس مجموعة عمل معنية بمتابعة المشاريع الاستثمارية المشتركة بهدف تجاوز العراقيل البيروقراطية. وفي ما يتعلق بتصريحات الطرفين الروسي والسعودي عقب انتهاء مباحثات القمة، طالب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتكثيف الجهود المشتركة من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف وتجفيف منابع تمويله. وأشار العاهل السعودي إلى أن المملكة دعت إلى تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب في الأممالمتحدة، كما عملت على تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذى يضم 41 دولة إسلامية، إضافة إلى تأسيس المركز العالمي للفكر المتطرف في الرياض. وأشاد الملك سلمان بعمق ومتانة العلاقات السعودية الروسية وما تتسم به من توافق في القضايا الإقليمية والدولية، فضلا عن التنسيق المستمر فى كل المجالات، وهو من شأنه تعزيز الأمن والازدهار فى أوطاننا وخدمة الأمن والسلم الدوليين، مؤكدا حرص بلاده على استمرار التعاون الإيجابي بين البلدين لتحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية وخدمة النمو الاقتصادي العالمي. وأشار إلى أن هناك مجالا كبيرا للتعاون بين البلدين، منها المجال الاقتصادي، فضلا عن إيجاد أرضية تجارية واستثمارية قادرة على استغلال الامتيازات للبلدين ودفع عجلة التبادل التجاري بمحاوره المختلفة. وحول القضية الفلسطينية، أكد الملك سلمان ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، مشددا على أن تكون مبادرة السلام العربية والشرعية الدولية هي المرجعية للوصول إلى سلام شامل وعادل، ما يكفل حق الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، مشيرا إلى أن الأمن والاستقرار بين الخليج والشرق الأوسط ضرورة قصوى لتحقيق الأمن والاستقرار العالمي، ما يستوجب التزام إيران بالكف عن تدخلاتها فى شئون المنطقة وزعزعة الأمن والاستقرار فيها. وفي ما يتعلق بالأزمة اليمنية، قال خادم الحرمين الشريفين: "نؤكد أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية وفقا للمبادرة الخليجية واللائحة التنفيذية ونتائج الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن رقم 2216 وما يحفظ لليمن وحدته ويحقق أمنه واستقراره". وحول الأزمة السورية، أكد الملك سلمان أن السعودية مطالبة بالعمل على إنهاء تلك الأزمة وفقا لقرارات جنيف "1-1" وقرار مجلس الأمن رقم 2254 وإيجاد حل سياسي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار وحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها. كما طالب العاهل السعودي، إيران بالتخلي عن التدخلات في شؤون دول المنطقة والأنشطة المقوضة للاستقرار الإقليمي. ودعا العاهل السعودي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته فيما يخص أزمة مسلمي "الروهينجا". وأضاف بأن الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه وتوحيد جبهته الداخلية أمر هام لمحاربة الإرهاب. من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه سيلبى دعوة الملك سلمان بزيارة المملكة العربية السعودية، معربا عن سعادته الكبيرة بزيارة سلمان العاصمة الروسية موسكو، مشددا على أن الزيارة سيكون لها أثر كبير فى توطيد العلاقة بين البلدين. وقال بوتين: "إن المباحثات مع الملك سلمان كانت مفصلة جدا وتم خلالها مناقشة كل العلاقات الثنائية بين البلدين وكذلك الأوضاع في المنطقة بأكملها"، مشددا على أن الحديث كان غنيا فى المضمون واتسم بالثقة المتبادلة من الجانبين. وأشار إلى أن زيارة الملك سلمان موسكو هي الأولى التي يقوم بها، معربا عن سعادته بما سيكون لها من تأثير كبير فى توطيد العلاقة بين البلدين.