من أم مدمنة وأب اعتاد كسب رزقه من سرقة المارة والبلطجة على عباد الله، ولدت «ملك»، ترعرت وسط 4 جدران يعلوها الفقر والبؤس، لم تذهب لمدرسة، لم تلاعب أقرانها لم ترتد زي العيد مرة واحدة في حياتها، بل تعودت على وصلات ضرب لا تنتهي من أمها عقب الزج بأبيها في السجن، أشفق الجيران على ملك التي لم يكن لها من اسمها نصيب، وحاولوا في كل مرة استعطاف قلب الأم عليها، دون جدوى، إذ سيطرت المخدرات على رأسها فلم تقدر على الاستغناء عن "سيجارة الحشيش"، شاء القدر أن يضع حدا لمعاناة الطفلة بعدما لفظت أنفاسها عقب «علقة موت» وتعذيب وتقييد بالسلاسل وإغلاق فمها بالصمغ على يد أمها، التي تحجرت عواطفها وماتت غريزتها، وألقت بجثة طفلتها المتورمة بصندوق قمامة ليبلغ الجيران الشرطة عقب توجسهم من اختفاء الطفلة.. وإلى التفاصيل.. الهدوء يلف المساكن الحكومية البسيطة بالنهضة بمدينة السلام، وفي أحدها وتحديدا بالدور الأرضي، كانت تعيش الطفلة المجني عليها، بمجرد الاقتراب من المسكن رصدنا الحزن والغضب والبكاء على الطفلة البريئة التي قتلت دون ذنب، سيحكي لك الجميع عن جمال وطيبة الطفلة الملاك، وكيف أنها عانت الأمرين مع أبويها قبل أن يختارها رب كريم إلى جواره. "حسين.م"، عامل، جار الضحية، يقول إن المتهمة تدعى "صابرين"، زوجها مسجل وفي السجن حاليا لتقضية فترة العقوبة المقررة عليه. وأضاف أن "أم ملك" استأجرت غرفة بالمنطقة منذ شهرين ولديها طفلان، أحدهما المجني عليها التي لا تتعدى الثامنة من عمرها، وتذهب يوميا لعملها كبائعة خضار بأحد الأسواق بمدينة السلام . وأوضح الجار أن الأم القاتلة كانت تتناول عقاقير مخدرة ويحدث لها حالة من الهذيان أغلب الوقت، لافتا إلى أنها كانت تتعدى على الطفلة كثيرا بالضرب المبرح حتى إنهم شاهدوها ليلة الواقعة تكبل يد طفلتها بالسلاسل الحديدة وتغلق فمها بالصمغ، مضيفا «منها لله كانت كل يوم تغديها وتعشيها ضرب وماعندهاش رحمة والحشيش لحس مخها». "أم إبراهيم"، ربة منزل، وجارة المجني عليها، استقبلتنا بدموع حسرة على مقتل الطفلة، قائلة إنها فوجئت وباقي الجيران صباح يوم السبت الماضي بوجود جثة طفلة تحول جسدها ووجهها من كثرة الكدمات إلى اللون الأزرق، مما أدى إلى اختفاء معالم وجهها ولم يستطيعوا التعرف عليها . وأضافت أنهم أبلغوا الشرطة، مضيفة أن الأم المجرمة جاءت عندما حضرت الشرطة لمكان القمامة التي ألقت بها طفلتها تصرخ وتدعي اختفاء ابنتها منذ مساء الجمعة الماضية، واستطردت: «ذنبها إيه المسكينة تموت من الضرب دي أم ماعندهاش رحمة ولا دين». «دي لازم يعدموها في مكان عام واللي زي دي ماينفعش تعيش تاني قتلت بنتها الصغيرة عشان الحشيش منها لله أنا اتقهرت على البت ملك».. ما سبق جرى على لسان أم دعاء جارة القتيلة في البلوك المقابل، مضيفة أن ملك كانت طفلة وديعة وتحب اللعب مع الأطفال، «والله كانت بتصعب عليا لما تشوف العيال رايحة المدرسة وهي لأ».
البداية عندما تلقى ضباط مباحث قسم شرطة النهضة بمدينة السلام بلاغا يفيد العثور على جثة طفلة مجهولة بالقمامة، وبالبحث والتحري تم إلقاء القبض على المتهمه "صابرين.م" وبالتضييق عليها بالأسئلة اعترفت بارتكابها الجريمة، حيث قالت إنها عندما تتناول بعض العقاقير المخدرة وجوهر الحشيش المخدر تفقد الوعي، ولم تشعر بنفسها إلا وطفلتها قاطعه النفس من كثرة الضرب المبرح الذي تعرضت له». وأضافت أنها انتظرت حتى ظهر نور الصباح وألقت طفلتها بأحد صناديق القمامة وذهبت لعملها كبائعة خضار، وعندما شاهدت أن الجيران اكتشفوا مقتل طفلتها وحضور الشرطة، ادعت اختفاءها حتى تبتعد عن الشبهات. تحرر عن ذالك المحضر اللازم، وأخطرت النيابة لاستكمال التحقيقات، التي أمرت بحبسها على ذمة التحقيقات.