23 عاما مرَّت على حادثة مروعة لا تزال عالقة في أذهان عشاق الساحرة المستديرة، عندما قُتل نجم دفاع المنتخب الكولومبي أندريس إسكوبار على يد العصابات الكولومبية بعد أن سجل هدفا بالخطأ في مرماه خلال إحدى مباريات مونديال 1994 الذي أقيم بالولايات المتحدةالأمريكية. طوال تصفيات المونديال، قدم لاعبو المنتخب الكولومبي أداء متميزا ساهم في تصدرهم ترتيب المجموعة الأولى التي ضمت الأرجنتين والبارجواي وبيرو، مخالفة كل التوقعات. واكتسح منتخب "القهوجية" نظيره الأرجنتيني في العاصمة بوينس آيرس في مباراة شارك فيها النجم مارادونا الذي صرح عشية المباراة أنها لن تكون صعبة لأن الأرجنتين أكبر منها كرويا، لكن كانت الصدمة بخسارة "التانجو" بخماسية نظيفة ليرتفع سقف طموحات مشجعي المنتخب الكولومبي في حصد كأس العالم. وانطلق ماراثون مراهنات بارونات المخدرات الكولومبية، ودفعوا أموالا طائلة للمراهنة على فوز منتخب بلادهم الذي وقع في المجموعة الأولى إلى جانب أمريكاورومانياوسويسرا. المفاجئة كانت حاضرة مع ضربة البداية بهزيمة منتخب كولومبيا على يد رومانيا بثلاثة أهداف مقابل هدف، لكن آمال المشجعين تعلقت بالمباراة الثانية أمام صاحب الأرض والجمهور، وضرورة تحقيق الفوز أو التعادل على الأقل؛ للحفاظ على حظوظهم في تخطي دور المجموعات. وقبل انطلاق المباراة بساعات، عانى لاعبو كولومبيا من تهديدات بالقتل؛ والتي على إثرها رفض اللاعب جابرييل جوميز المشاركة خوفا على حياته. آهات أكثر من 93 ألف متفرج كان تهز ملعب "روز بول" في ولاية كاليفورنيا، حيث لقاء منتخبي كولومبيا والولايات المتحدةالأمريكية، بين صراخ وتصفيق الجماهير، حملت الدقيقة 35 أولى أهداف اللقاء لصالح أمريكا بأقدام المدافع الكولومبي إسكوبار بالخطأ في مرماه، وانتهت المباراة بهزيمة كولومبيا بهدفين مقابل هدف وحيد، قبل الفوز في المباراة الأخيرة أمام سويسرا بهدفين نظيفين، ليودع معها المنتخب البطولة مخيبا طموحات وأحلام جماهيره. وكشفت تقارير صحفية، أن تلك المباراة شهدت محاولات للتلاعب في نتيجتها من قبل المافيا الأمريكية أو الكولومبية. اللاعب صاحب ال27 عاما عاد إلى بلاده ضمن بعثة المنتخب، وسط موجة غضب عارمة اجتاحت الشوارع الكولومبية حزنا على ضياع حلم التتويج بالونديال. بينما تشير عقارب الساعة إلى 3:30 فجر يوم الأحد 2 يوليو، توجه إسكوبار إلى ملهى "إل إينديو" بمدينة "ميديلين" المعروفة بتجارة الكوكايين، وأخذ يوضح للزبائن كواليس الخسارة دون خوف من التعرض لأي مكروه، لكنه فوجئ أصناء خروجه بتوقف سيارة ماركة "تويوتا" يستقلها 3 أشخاص، أطلق اثنان منهم النار صوب إسكوبار، الذي نُقل إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة عقب مرور 45 دقيقة. وفي حضور أكثر من 120 ألف شخص، شيُعت جنازة اللاعب التي تقدمها الرئيس الكولومبي سيزار غافاريا - آنذاك - حمل خلالها المشيعون صورة من ذكريات ومباريات إسكوبار. ونجحت قوات الشرطة في إلقاء القبض على مرتكبي الجريمة، وتبين انتمائهم إلى عصابة تابعة لبارون المخدرات الكولومبي لتثبت صحة المقولة "كولومبيا دولة لا يمكن أن يُؤمن العيش فيها حتى لو كنت مواطنا كولومبيا". وقررت بلدية "ميديلين" تصميم تمثال خاص بإسكوبار في يوليو 2002 بدعم من سكان المدينة.