كتب: أمير الشعار بعد أن استيقظ العالم، أمس، على فاجعة مقاطعة 8 دول مابين عربية وإفريقية لقطر، بسبب دعمها للإرهاب والتدخل في شؤون الدول المجاورة، ما تسبب في عزوفها عربيًا، إلا أن هناك مساعٍ حثيثة لرأب الصدع وإيجاد ثغرة لإنهاء الأزمة واحتوائها. بالأمس، كان أمير قطر يستعد لإلقاء كلمة للأمة، يُعبر من خلالها عن أسفه وحزنه الشديد من موقف الدول العربية الشقيقة بقطع العلاقات، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه لن يسير على نفس الدرب، لكن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد رأى أنه لابد من تأجيل ذلك الخطاب، آملًا في التواصل مع أطراف الأزمة وإيجاد حلولًا وسطية يمكن أن تنهي شبح الانقسام العربي. لكن الدوحة تصر على أن موقف الدول الشقيقة "غير مبرر"، ولا يمكن إنهاء ذلك الخلاف إلا بالجلوس على طاولة حوار في جلسة مكاشفة ومصارحة. اللواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجي قال ل"التحرير": إن "الأسرة الحاكمة في قطر ستسعى لرأب الصدع مع دول الخليج، خشية وقوع انقلابات داخلية، وذلك عبر وساطة أمير الكويت". وأوضح "سويلم" أن الشيخ تميم سيعتمد في المقام الأول على إيران وإسرائيل لإنهاء الأزمة العربية والعودة إلى أحضان مجلس التعاون. ما يدفعنا إلى التساؤل مجددًا، هل تسامح الدول العربية قطر بعد سقوط القناع الزائف لتميم؟ الخبير السياسي، فلاديمير إيسايف، قال في إحدى تصريحاته: إن "العلاقات التجارية بين إسرائيل وقطر ودعم إيران، كانت الشوكة التي قسمت ظهر تميم، كون السعودية تعارض ذلك الأمر جملة وتفصيلًا". غضب سعودي "قطر كانت دائمًا ولدًا عاقًا في مجلس التعاون الخليجي، ولم يعفوا عنها شيئ"، هكذا استكمل الخبير السياسي الروسي، مشيرًا إلى أن الدوحة عارضت التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن". إضافة إلى تكوين جيش من المعارضة السورية لمواجهة السعودية، ما زاد الأمر سوءًا، وجعل الرياض تستشيط غضبًا وترفض مبادرة الصلح، بل وقررت معاقبة الشيخ تميم، بحسب فلاديمير إيساسيف. سوريا بوابة الخلافات الصراع الآن سيتحول إلى سوريا، هكذا أفاد الخبير الروسي، قائلًا: إنه "سيكون بين جبهتين (أحرار الشام) المدعومة من قطر، و(جبهة النصرة) الممولة من السعودية.. وأن مسامحة الرياض للدوحة لن تجدي نفعًا، وأيضًا تصرفات مصر ستحدد أمورًا كثيرة في المنطقة، وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية لن يكون لها تأثير كبير بين البلدين"ز بين العمالة والتصفية، ظلت سوريا بوابة الصراع بين الفصائل المقتتلة، حيث بدأت الخلافات بعد السيطرة على حلب في العام 2016 من قبضة نظام بشار الأسد، لكن تدخل الجهات الممولة لإقناع كل فصيل بفرض نفوذه كان الدافع وراء اندلاع معارك عنيفة بين القوات الفصائل المعارضة. الصدام المباشر اتهمت جبهة النصرة المدعومة من (السعودية) أحرار الشام الممولة من (قطر وتركيا)، بالعمالة إلى أمريكا، وتسليمها وثائق يمكنها التأثير على موازين القوى في المنطقة، ما قد يُرجِّح ميزان بشار الأسد فيما بعد، بحسب مراقبون دوليون. الأمر الذي قد يفجر أزمة كبرى في المنطقة العربية قد تنتهي إلى اقتتال بين دعاة الفتنة والإرهاب من السنة، لتصبح بعد ذلك حربًا "سنية سنية". ترقب إيراني في الوقت نفسه ظلت إيران تراقب الوضع عن كثب وما ستؤول إليه الأحداث، لكن سرعان ما تغيرت الأمور، وكشفت طهران النقاب عن نواياها في الخليج ودعمها اللامتناهي لقطر، ليزداد الصراع بين السعودية وإيران، الأمر الذي قد ينذر إلى اندلاع حربا طائفين بين السنة والشيعة. كانت طهران ترفض منذ بداية الأزمة السورية تدخل السعودية، لكن عناد "آل سلمان" وتهديدهم بإرسال قوات عسكرية بالمشاركة في الحرب السورية، دفع طهران إلى تحذير الرياض، مؤكدة أن الصراع سيشعل المنطقة بأكملها وأن الرياض ستكون على قائمتها، باستثناء إيران، وبهذا تظل الخلافات قائمة بين الطرفين، بعد أن أصبح الموقف معقدًا على كافة الأطراف الدولية.