أعلنت روسيا أن أحد أهداف مبادرتها الخاصة بإقامة مناطق آمنة في سوريا تهدف لإبعاد الطيران الأمريكي وطيران التحالف عن هذه المناطق. وقال رئيس الوفد الروسي إلى مفاوضات أستانا ألكسندر لافرينتيف، إنه يُحْظَر على طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن العمل في أجواء مناطق وقف التصعيد بسوريا منذ التوقيع على المذكرة الخاصة بإنشاء هذه المناطق، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذا الحظر ليس مسجلا في المذكرة، ولكن "هذه المناطق مغلقة منذ الآن أمام طلعات التحالف الدولي". وذهب المسؤول الروسي إلى أن الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) ستتابع عن كثب عمليات التحالف الدولي في ما يخص التزامه بحظر العمل في أجواء مناطق وقف التصعيد، مشددا على أن "المذكرة لا تسمح بعمل الطيران الحربي في أجواء المناطق، وخاصة طيران التحالف الدولي. ومهما كان ذلك بإبلاغ مسبق أم دون إبلاغ، لقد تم إغلاق هذه المسألة". وبشأن نظام الرقابة على وقف إطلاق النار، أقر لافرينتيف أن العمل على صياغته لم يكتمل بعد. وتابع أنه لم يتم بعد تحديد الدول التي سترسل مراقبيها إلى مناطق وقف التصعيد، لكنه رجح مشاركة الأردن في الرقابة على وقف إطلاق النار في المنطقة الجنوبية. غير أن مصادر أردنية شككت في هذا التصريح مشيرة إلى أن الأردن أرسل فقط بمراقب إلى مباحثات أستانا، ولم يكن هناك أي حديث حول قيام الأردن بأدوار على الأرض. من جهة أخرى أشار رئيس الوفد الروسي إلى أن العمل على الوثائق الأخرى قيد الدراسة في إطار مفاوضات أستانا، وأن الأمو صعبة جدا وتتطلب دراسة مفصلة للعديد من المسائل والتحلي بالحذر البالغ. خاصة فيما يتعلق ببنود الاتفاقية التي تتناول المسؤولية عن خرق نظام وقف إطلاق النار. واعترف لافرينتيف بأنه رغم مرور 3 أشهر على بدء العمل في هذا الاتجاه، فإنه لم يتم حتى الآن التوافق بشأن آلية لمحاسبة منتهكي الهدنة. من جانبها، قالت المعارضة السورية المسلحة إنها لا تستطيع قبول الخطة الروسية لإقامة مناطق آمنة في سوريا لأن ذلك يهدد وحدة الأراضي السورية. وشددت على أنها لن تعترف بإيران دولة ضامنة لأي خطة لوقف ِإطلاق النار. وقال المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة السورية المسلحة إلى أستانا أسامة أبو زيد "نحن ضد تقسيم سوريا. أما بالنسبة للاتفاقات فنحن لسنا طرفا في هذا الاتفاق وبالطبع لن نؤيده أبدا طالما توصف إيران بأنها دولة ضامنة". وأشار إلى أن هناك فجوة كبيرة بين وعود روسيا وأفعالها، حيث تدخلت عسكريا في 2015 دعما للأسد وأعادت له اليد العليا في الصراع. وأوضح بأن الجانب الروسي أكد في السابق استعداده للمضي قدما في تسوية الأزمة سياسيا وعدم تمسكه بشخص بشار الأسد، مشيرا إلى وجود فجوة كبيرة بين وعود موسكو وما ينفذ على الأرض. وأضاف أن وفد المعارضة لم يحصل على إجابات واضحة من الجانب الروسي بخصوص كيفية التعامل مع "خروقات إيران أو قوات النظام" في سوريا. وقال أبو زيد "لدينا اتفاق بالفعل في أيدينا لماذا لم يطبق؟ هناك اتفاق... موقع منذ خمسة أشهر مضت لماذا لم يطبق؟" وذلك في إشارة لاتفاق هدنة أعلنته روسيا في ديسمبر 2016 وتجاهلته الأطراف بشكل كبير على الأرض. أما وزارة الخارجية الأمريكية فقد ثَمَّنَت جهود روسيا وتركيا في التوصل إلى ما يسمى ب "مذكرة مناطق وقف التصعيد في سوريا". وأعلنت أن "الولاياتالمتحدة تدعم أية جهود يمكن أن تساهم فعلا في تخفيف تصعيد العنف في سوريا وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وتركيز الجهود على هزيمة داعش والإرهابيين الآخرين وخلق ظروف للتسوية السياسة الثابتة للصراع". من جهة أخرى، أعربت واشنطن عن قلقها إزاء مشاركة إيران في اتفاقية أستانا بصفة "ما يسمى بضامن"، حسب الخارجية الأمريكية، وشددت على أن "نشاط إيران في سوريا لم يسفر إلا عن تصعيد العنف ولم يوقفه، ودعم إيران غير المشروط لنظام الأسد أدى إلى إطالة أمد معاناة الشعب السوري". وقالت الخارجية الأمريكية إن الجانب الأمريكي يتوقع أن تضمن روسيا احترام نظام الهدنة في سوريا، وأن "يوقف النظام جميع هجماته على السكان المدنيين وقوات المعارضة، الأمر الذي لم يقم به أبدا".