وقع ممثلو الدول الضامنة لاتفاق الهدنة في سوريا على مذكرة خاصة، بإنشاء مناطق لوقف التصعيد في سوريا، وذلك خلال الاجتماع العام الختامي لمفاوضات "أستانا - 4". ووقع على الوثيقة رؤساء وفود روسيا وتركيا وإيران وهم على الترتيب، مبعوث الرئيس الروسي للتسوية السورية ألكسندر لافرينتييف، ونائب وزير الخارجية التركي سيدات أونال، ونائب وزير الخارجية الإيراني جابري أنصاري. وحضر الاجتماع وفدا الحكومة والمعارضة السورية المسلحة، لكن انسحب جزء من أعضاء الوفد المعارض، من القاعة احتجاجًا على توقيع إيران على المذكرة. وأوضح وزير الخارجية الكازاخستاني، خيرت عبدالرحمنوف، أن المشاركين في مفاوضات أستانا قاموا خلال الاجتماعات التي استغرقت يومين، بمتابعة تنفيذ الاتفاقات الخاصة بنظام وقف إطلاق النار ووقف العمليات القتالية في سوريا، ووافقوا في نهاية المطاف على توقيع المذكرة الخاصة بإنشاء مناطق وقف التصعيد في سوريا. وتابع عبدالرحمنوف، أن المشاركين في مفاوضات أستانا، اتفقوا على إجراء اللقاء المقبل في منتصف يوليو المقبل، وعلى إجراء مشاورات تمهيدية على مستوى الخبراء في أنقرة قبل أسبوعين من انطلاق تلك الجولة.
وأضاف أنه يجب وقف القتال في المناطق التي سيرسم الخبراء العسكريون حدودها بشكل أولي، اعتبارًا من 6 مايو الجاري. وبعد مرور أسبوعين على التوقيع على الوثيقة، ستشكل الدول الضامنة فريق عمل لمعالجة المسائل المتعلقة بوقف التصعيد، وترسيم حدود مناطق وقف التصعيد والمناطق الآمنة، وتسوية المشاكل العملية والفنية المتعلقة بتنفيذ المذكرة. وبحسب الوكالات الروسية، فإن المذكرة تنص على أن إنشاء مناطق وقف التصعيد والمناطق الآمنة إجراء مؤقت مدته 6 أشهر، سيتم تمديد سريانه تلقائيا في حال توافق الدول الضامنة على ذلك. وتنص هذه الوثيقة على إنشاء 4 مناطق لوقف التصعيد، إذ من المقرر إنشاء قطاعات آمنة عند حدود المناطق للحيلولة دون مواجهة عسكرية مباشرة. من جانبه، أعلن رئيس الوفد الروسي إلى أستانا ألكسندر لافرينتيف إنه في حال تحقيق هدنة مستقرة في سوريا يمكن الحديث عن إخراج القوات الخاضعة لإيران من البلاد. وقال إنه "إذا تمكنا من تحقيق الهدوء في مناطق وقف التصعيد هذه.. فسيكون بإمكاننا الحديث عن ذلك. وطبعا، إذا اكتسب السلام والهدوء طابعا مستقرا فسيمكننا الحديث عن إخراج الوحدات الخاضعة لإيران". وجدد لافرينتيف استعداد موسكو لإرسال مراقبيها إلى الأشرطة الحدودية الآمنة لمناطق وقف التصعيد للمشاركة في الرقابة على نظام وقف إطلاق النار ورصد الانتهاكات. وقال إن روسيا ستبذل كل ما بوسعها لمنع استخدام الطيران الحربي في مناطق وقف التصعيد، معربا عن أمله بأن تتوقف طلعات الطيران التابع لنظام الأسد وتحليقه فوق مناطق وقف التصعيد.