كشف مصدر كنسي -فضل عدم ذكر اسمه- أن الضغوط التي وقعت من بعض أساقفة المجمع المقدس على البابا تواضروس؛ هى السبب في «تراجع الكنيسة تجاه صيغة البيان المشترك الموقع بين البابا تواضروس والبابا فرنسيس ، بابا الفاتيكان، بشأن توحيد المعمودية بين الكنيستين». أثناء توقيع البيان المشترك بين الجانبين
وقال المصدر ل«التحرير» إن هناك لجنة خاصة مشكّلة منذ عام، لدراسة بعض الأمور اللاهوتية المختلف عليها مع الكنيسة الكاثوليكية برئاسة الأنبا بيشوي، مطران دمياط وكفرالشيخ، ومن المفترض أن النتيجة التي خرجت بها اللجنة بشأن هذا الأمر، هى ما ستنفذ في نص البيان الموقع بين الباباوين. لم يتسن لنا التواصل مع الأنبا بيشوي لمعرفة تعليقه، وكذلك القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة. وأكد المصدر أن هناك توترا شديدا بين أساقفة المجمع بشأن توقيع هذا النص، وهو ما أثر على موقف الكنيسة الأرثوذكسية، الذي وصفه ب«المحرج جدا». وأشار إلى أنه من غير المنطقي عدم عقد اجتماع مع المجمع المقدس لمناقشة هذا الأمر، والاتفاق على صيغة نهائية توافقية قبل الزيارة. وكان الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس، قد نشر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عشية زيارة البابا فرنسيس إلى مصر، مساء الخميس الماضي، نصا سيتم التوقيع عليه من الطرفين، وهو: «طاعةً لعمل الروح القدس الذي يقدس الكنيسة ويحفظها عبر العصور ويقودها لتبلغ الوحدة الكاملة التي صلى المسيح من أجلها، نحن اليوم البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني كي نسعد قلب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وكذلك قلوب أبنائنا في الإيمان، نسعى جاهدين بضمير صالح نحو عدم إعادة سر المعمودية الممارس في كنيستينا للشخص الذي يريد الانضمام للكنيسة الأخرى (توحيد المعمودية)، حسب تعاليم الكتاب المقدس وإيمان المجامع المسكونية الثلاث في نيقية والقسطنطينية وأفسس، نطلب من الله الآب أن يقودنا في الأوقات وبالطرق التي يريدها الروح القدس إلى بلوغ الوحدة التامة لجسد المسيح السري». وهو النص ذاته الذي نشرته الصفحة الرسمية للكنيسة، في مساء اليوم التالي بعد انتهاء زيارة البابا فرنسيس للكاتدرائية وتوقيع هذا البيان المشترك. في حين أنه في نفس الوقت، نشر موقع الكنيسة الكاثوليكية بمصر، نصا مخالفا، فبدلا من جملة: «نسعى جاهدين»، أوردت كلمة «قررنا»؛ مما يعني أن هناك قرارا جديدا بشأن «توحيد المعمودية» بين الكنيستين، وهى الصيغة الموجودة حتى هذه اللحظة على موقعهم. الأب رفيق جريش، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر، أوضح ل«التحرير» أن النسخة المنشورة على الموقع هي النص الذي كان مقترحا حتى موعد الزيارة ثم تغيرت كلمة «قررنا» إلى «نسعى جاهدين»، وهذا النص النهائي الذي تم التوقيع عليه. وعند سؤاله عن المسؤول عن هذا التعديل، قال: «الإجابة عند الكنيسة الأرثوذكسية.. ليس لدي تعليق أكثر من ذلك». النص المنشور على صفحة الكنيسة الأرثوذوكسية النص المنشور على موقع الكنيسة الكاثوليكية في مصر أجرى موقع الفاتيكان، الذي كان نصه يتفق مع نص موقع الكنيسة الكاثوليكية في مصر، تعديلًا ليتفق مع نص الكنيسة الأرثوذكسية، أى وضع كلمة «نسعى» دون كلمة «قررنا».
النص المنشور على موقع الفاتيكان رغم هذا التعديل، ظل الأمر معروف للجميع ولوسائل الإعلام على أن الكنيستين اتفقتا معًا على توحيد المعمودية، بعدما كانت الكنيسة الأرثوذكسية تشترط تعميد الشخص الكاثوليكي الذي ينضم إليها مرة أخرى، كونها لا تعترف بغير المعمودية الأرثوذكسية بسبب وجود اختلافات بينهما. لكن تغير الأمر تماما بعدما أصدرت الكنيسة الأرثوذوكسية، بيانا مساء السبت، بعد مغادرة بابا الفاتيكان مصر، ذكرت فيه أن ما تم التوقيع عليه «بيان مشترك وليس اتفاقية كما يقال». وأشارت إلى أن البيان كان بمثابة تأريخ فقط للزيارة الثانية لرأس الكنيسة الكاثوليكية للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، وأنه «لا يحمل أي إضافات تمس الصعيد الإيماني والعقيدي سوى التمسك بالسعي الجاد في طريق الوحدة المؤسسة على الكتاب المقدس». هذه الصيغة تعني أنْ ليس هناك اتفاق جديد، وهو ما أكده البابا تواضروس بشكل قاطع في تصريح ل«التحرير»، أمس الإثنين، قائلا: «لا يوجد أي اتفاق جديد مع الكنيسة الكاثوليكية، وأن ما صدر هو مجرد بيان». جاء ذلك بالتزامن مع بيان صدر من قبل الأنبا أغاثون، أسقف مغاغة والعدوة، يعلن فيه أنه لا يجب التراجع عن إعادة المعمودية لمن يأتي من الكنيسة الكاثوليكية إلى الكنيسة الأرثوذكسية. أقرأ أيضا: البابا تواضروس يغادر مصر أثناء زيارة بابا الفاتيكان