دافع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم الاثنين، عن قواته إثر الاتهامات التي طالتها باستخدام القوة المفرطة في الحرب الدائرة ضد تنظيم الدولة "داعش" داخل الأحياء السكنية في الجانب الغربي لمدينة الموصل شمالي البلاد. وقال العبادي، خلال لقائه عددًا من الإعلاميين والمحللين السياسيين ببغداد، حسب "الأناضول": "لا أحد يزايد علينا في حماية المدنيين، فمنذ انطلاق عمليات التحرير أكَّدنا على تحرير الإنسان قبل الأرض". وأضاف: "تعالي الصيحات وادعاءات استهداف المدنيين هدفها إنقاذ الدواعش في اللحظات الأخيرة، ووقف الدعم الدولي للعراق في حربه ضد الإرهاب". وتابع: "فتحنا تحقيقًا مبكرًا وأرسلنا لجنتين للتحقيق في ملابسات التفجير بالموصل الذي أودى بحياة عدد من المواطنين ولدينا نتائج أولية خلاف ما أشيع، ولن نقول إلا الحقيقة ونثق بقواتنا والتزامها العالي بأوامر حماية المدنيين". ولا يزال الغموض يحيط بذلك التفجير الذي وُصف ب"المجزرة" إثر مقتل عشرات المدنيين في حي الموصل الجديدة غربي الموصل في 17 مارس الجاري، مع ورود معلومات متضاربة بشأنها من جهات أمريكية وعراقية ووسائل إعلام. وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيانٍ لها، إنَّ طائرة أمريكية قصفت بناءً على طلب من قوات أمن عراقية الموقع التي تحدثت التقارير الصحفية عن وقوع المجزرة فيه، لافتةً إلى أنَّه تمَّ فتح تحقيق للوقوف على الحقائق المحيطة بتلك الضربة وصحة الادعاءات عن سقوط ضحايا مدنيين. لكن وزارة الدفاع العراقية سردت رواية مختلفة، قالت فيها إنَّ تنظيم "الدولة" فجَّر عددًا من السيارات الملغومة على مبنى في حي الرسالة، ما أدَّى إلى مقتل 61 مدنيًّا، ولم تتحدث الوزارة عن أي حادث في حي الموصل الجديدة. وكان الحادث قد أثار غضب السياسيين السنة الذين وصفوه ب"الكارثة والمجزرة"، متهمين القوات العراقية باستخدام القوة المفرطة في الأحياء المكتظة بالمدنيين. والموصل مدينة ذات كثافة سكنية سنية، وتعد ثاني أكبر مدن العراق، وسيطر عليها تنظيم "الدولة" في صيف 2014. وتمكنت القوات العراقية خلال حملة عسكرية بدأت في أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي للمدينة، ومن ثمَّ بدأت قبل أكثر من شهر هجوما لاستعادة الشطر الغربي للمدينة. ووفق الأممالمتحدة فإنَّ نحو 600 ألف مدني لا يزالون في الجانب الغربي للمدينة، بعد أن فرَّ منها ما يصل إلى 200 ألف خلال الأسابيع الأخيرة.