يستمر اجرام الأمريكان والروس وتصارعهم الطائفى والاقتصادى والعسكرى، الذى يدفعه ثمنه المسلمون وحدهم، الذين يجلسون فى بلادهم التى كانت آمنه قبل تدخل الغرب فيها، وأصبحوا الآن جثث هامدة تملئ بطون الأرض، جراء الغارات الجوية، التى تزعم محاربة الإرهاب، ولكنها تحارب المسلمين. فعلى ما يبدو أن هناك أمورا ما زالت طي الكتمان حول تفاصيل المجزرة المروعة, التي ارتكبها التحالف الدولي في أحد أحياء الشطر الغربي من مدينة الموصل شمالي العراق في 17 مارس. ولعل إعلان الحكومة العراقية السبت الموافق 25 مارس إيقاف العمليات العسكرية لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة, يؤكد أن عدد الضحايا في هذه المجزرة يفوق بكثير ما تم الإعلان عنه, خاصة أنه تم قصف أحد الأحياء بالكامل وتسويته بالأرض على غرار ما فعلته روسيا في حلب وبقية مدن سوريا. وكان التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة في العراق، الذي تقوده الولاياتالمتحدة، قال في 25 مارس إنه بدأ تحقيقا في تقارير عن مقتل نحو مائتي مدني في قصف جوي غربي الموصل, فيما ترددت أنباء عن سقوط أضعاف هذا الرقم في قصف نفذته القوات الأمريكية، وأدى لدفن مئات بل آلاف المدنيين تحت مبان منهارة. وطالب كاظم الشمري رئيس الكتلة النيابية لائتلاف الوطنية بزعامة نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة من التحالف الدولي والحكومة العراقية لكشف ملابسات المجزرة. ونقلت فضائية "الجزيرة" عن الشمري القول في بيان صادر عن كتلته :"إن الهدف الأساسي الذي كان ينشده الجميع في معركة الموصل هو تقليل الخسائر بين المدنيين والقوات الأمنية". وأضاف أن ما حصل في حي الموصل الجديدة من قصف استهدف المدنيين وأسفر عن مقتل المئات تحت أنقاض المنازل هي مجزرة وكارثة بكل معنى الكلمة. وأكد الشمري أن تضارب الاتهامات يستوجب تشكيل لجنة تحقيق عالية المستوى. ومن جانبها, نقلت "رويترز" عن المتحدث باسم الشرطة العراقية "سعد معن", قوله السبت الموافق 25 مارس إنه تم وقف الهجوم على "داعش" غربي الموصل، بسبب المعدل المرتفع للقتلى والمصابين من المدنيين بسبب المعارك. وأضاف المتحدث "العدد المرتفع في الآونة الأخيرة من القتلى بين المدنيين داخل الحي القديم أجبرنا على وقف العمليات لمراجعة خططنا… حان الوقت لبحث خطط هجوم وأساليب جديدة. لن نواصل العمليات القتالية". وتابع "نحتاج إلى التأكد من أن طرد داعش من الحي القديم لن يؤدي إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى المدنيين. نحن بحاجة لعمليات شديدة الدقة لاستهداف الإرهابيين دون التسبب في أضرار جانبية بين السكان". وبدوره, أقر التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة السبت الموافق 25 مارس بأن الجيش الأمريكي قصف موقعا غرب الموصل أفادت تقارير بسقوط عشرات القتلى المدنيين فيه إثر ضربة جوية، وقال إنه بدأ التحقيق في الحادث. وقال التحالف في بيان له إنه "بعد الاستعراض الأولي للبيانات، فقد ضربت قوات التحالف مقاتلين تابعين لتنظيم الدولة ومعداتهم في الموقع الذي قيل إن ضحايا مدنيين سقطوا فيه غرب الموصل في 17 مارس بناء على طلب من القوات العراقية". وأكد البيان أن "هذه المزاعم" أخذت على محمل الجد، وفتح تحقيق للوقوف على الحقائق المحيطة بتلك الضربة وصحة الادعاءات عن سقوط ضحايا مدنيين". وأشار بيان التحالف إلى احتمال سقوط 220 قتيلا بشكل غير متعمد خلال ضربات جوية لقوات التحالف منذ بداية مارس، لكنه أكد أن باقي الحوادث لا تزال قيد التحقيق. كما اعترف الجيش الأمريكي في بيان له بأن طائرة أمريكية قصفت بناء على طلب من قوات أمن عراقية موقعا غرب الموصل يعتقد بأن عشرات المدنيين سقطوا فيه بين قتيل وجريح. وكان مسؤولون عراقيون أعلنوا أيضا في وقت سابق السبت سقوط عشرات المدنيين في الجانب الغربي لمدينة الموصل إثر ضربات جوية نفذت خلال الأيام الماضية في إطار عملية استعادة المدينة من تنظيم الدولة. وتشارك القوات الأمريكية في ضرب تنظيم الدولة في العراق منذ أغسطس 2014، ولعبت الضربات الجوية للتحالف الدولي دورا كبيرا في مساعدة القوات العراقية من أجل استعادة الأراضي التي فقدتها. وتشارك الطائرات العراقية في قصف تنظيم الدولة، لكن القوات العراقية لم تصدر أي أرقام أو إحصاءات بخصوص سقوط ضحايا مدنيين. وتشن القوات العراقية عملية عسكرية كبرى منذ أكتوبر الماضي لاستعادة مدينة الموصل، وبعد استعادة الجانب الشرقي للمدينة، تخوض هذه القوات منذ 19 فبراير الماضي معارك في الجانب الغربي الأكثر اكتظاظا بالسكان، ووصلت إلى منتصفه. وتفاقمت أزمة النازحين من الموصل خلال الأيام الماضية، بل تحولت إلى مأساة لأكثر من 400 ألف لاجئ حتى الآن، وينتظر وصول العدد إلى الضعف خلال الأسابيع القادمة مع كل تقدم جديد لقوات التحالف والقوات العراقية والشيعة باتجاه الأحياء السكنية.