شيماء محمد أعلنت وزارة الخارجية العراقية، منذ أيام قليلة، أنها أبلغت الخارجية الإيرانية بموافقتها على تعيين العميد "ايرج مسجدى" سفيرا لها فى بغداد، بعد أن كثرت الشائعات منذ الشهر الماضى حول تولى "مسجدى" منصب السفير من عدمه، فكان قد نفى أكثر من مرة المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية الإيرانية "بهرام قاسمى" خبر تعيين مسجدى، حسب ما نقلته وكالة "ايسنا" الإيرانية. وما بين نفى خبر تعيين مسجدى وتأكيده، هناك الكثير من الجدل المثار لسبيين، أولهما؛ يدور حول شخص العميد مسجدى؛ فهو أحد أهم قادة فيلق القدس التابع للحرس الثورى، وأكبر مستشارين الجنرال "قاسم سليمانى"، المدرج اسمه على لائحة الإرهاب الدولية من قبل الولاياتالمتحدة. كان لمسجدى دورا كبيرا فى الحرب العراقيةالإيرانية، ومن حينها وهو المسؤول عن ملف العراق داخل الحرس الثورى، وكانت قد نشرت جريدة "اعتماد" الإيرانية فى وقت سابق أن العميد مسجدى هو صاحب فكرة تأسيس قوات الحشد الشعبى لمساعدة القوات الأمنية العراقية فى حربها ضد داعش، ومازال هو المشرف على تلك القوات إلى الآن. يقول آميد سعدى الصحفى الإيرانى المختص بالشؤون العسكرية، إن العميد مسجدى مقيم فى العراق منذ عدة سنوات، وكان مسؤول عن تدريب مجموعة من القوات العراقيةالإيرانية ضد القوات الأمريكية، أثناء تواجدها فى العراق. كما أنه ساعد أيضا فى إدراة العمليات العسكرية فى سوريا، وأنه من أكبر الداعمين لحروب إيران فى سورياوالعراق، لأنه يرى أن الجماعات الإرهابية المسلحة مثل داعش هدفها الأول هو القضاء على إيران. ويبدو أن مسجدى مؤمن إيمان تام بأهمية تدخل إيران فى العراقوسوريا، لذا صرح ذات مرة، أثناء حفل تأبيين مجموعة من المقاتليين الإيرانيين فى سوريا، قائلا "نحن فى إيران نعتبر الجبهتين السورية والعراقية يشكلان الخط الأمامى والدفاعى الأول عن إيران وأمننا القومى فى المنطقة". ويرى مهدى صادقى أستاذ السياسة الدولية بجامعة طهران، أنه من الخطأ اختيار مسجدى سفيرا لإيران فى العراق، فهو رجل عسكرى معروف بميوله الدائمة للحروب وتنظيم الميليشيات، ولا يعرف أى شيء عن السياسة والعمل الدبلوماسي، واختياره يؤكد للعالم أن إيران هى من تحكم العراق الآن، وهذا الامر يعتبر تعدٍ على سيادة دولة وأمر أشبه بالاحتلال. أما فيما يخص السبب التانى لإثارة الجدل حول اختيار مسجدى، هو ما تناولته الصحف الإيرانية عن أن أمر اختياره جاء بقرار من الجنرال قاسم سليمانى فقط؛ وهو ما أدى إلى الصدام بين الحرس الثورى وبين الرئيس روحانى؛ الذى اعتبر أن ذلك الأمر تخطٍ واضح لصلاحيات الرئيس والحكومة، فوزارة الخارجية هى من تقوم بتعيين السفراء. ولكن، علل المتحدث باسم الحرس الثورى ذلك الأمر؛ بأن سفارة إيران فى العراق ذات أهمية استراتيجة كبيرة، ولابد من تعيين رجل عسكرى على دراية بكل الأمور فى العراق؛ مثل العميد مسجدى. فالوضع فى العراق مختلف عن أى دولة أخرى، ومنذ وقت طويلا وإيران تعيين سفراءها فى العراق من القادة العسكريين. واضاف المتحدث أن تعيين الحرس الثورى لمسجدى لا يوجد به أى تجاوز لصلاحيات الرئيس الإيرانى، فالحرس يتقاسم مع وزراة الخارجية أمور تعيين السفراء فى دول معينة مثل العراقوسوريا ولبنان واليمن، وليس هناك أى داعٍ للضجة المثارة حول تولى قائد عسكرى منصب السفير.