يعتبر كوبرى السلام الواصل بين ضفتى قناة السويس شريان الحياة الرئيسى لأهالى شمال سيناء، فمن خلاله يعبر السيناويون إلى باقى محافظات الجمهورية من وخلاله أيضا يعاودون أدراجهم إلى محافظتهم الأم. ومنذ أكثر من أربع سنوات تم إغلاق الكوبرى فى الاتجاهين الشرقى والغربى، ومع بداية العام الماضى 2016 فتحت الجهة الغربية أمام حركة السيارات لعدد من الساعات فقط فى اليوم الواحد. وأغلقت السلطات كوبرى السلام بشكل تام - بعد 12 عاما من افتتاحة فى العام 2001- على أثر واقعة اغتيال مسؤول فرقة تأمينه بالقوات المسلحة العميد طه زكي، في 15 أغسطس 2015، وهو الحادث الذي نفذه مجهولون مستخدمين فيه أسلحة نارية ما أسفر عن إصابة جندي آخر. طريق المعاناة وتحولت حركة العبور والمرور بين ضفتى القناة إلى معديات قناة السويس، ما نتج عنه ازدحاما شديدا ومعاناة للأهالى والسائقين خاصة العاملين على خطى "العريش/ القاهرة"، و"العريش/ الإسماعيلية". يقول عمرو محمد، سائق سيارة أجرة على خط "العريش/ الإسماعيلية"، إن إغلاق الكوبرى يتسبب في ازدحام المعديات، ما دفع الركاب للتنقل من خلال خط "العريش/ القنطرة"، ومن ثم عبور القناة للضفة الغربية بواسطة معدية الركاب، ومن موقف القنطرة غرب يختارون وجهتم إلى باقى محافظات الجمهورية. هذ التحول أثر كثيرًا على سائقى خطوط السفر التى تنطلق من موقف العريش وتكون مضطرة لاجتياز قناة السويس إما عن طريق المعديات أو كوبرى السلام، بحسب محمد. وأضاف: "السائقون فى الأسبوع الواحد بيعلموا طلعتين بس على الطريق"، لافتًا إلى أن مكسب السائق فى النقلة الواحدة حتى موقف الإسماعيلية 60 جنيها، وفى النقلتين 120 جنيها، متسائلًا: "بيعملوا إيه فى الزمن ده؟". الحال نفسه يتكرر مع سائقى سيارات "العريش/القاهرة"، هذا ما يؤكده هشام محمد، سائق بنفس الخط، متابعا: "سيارات القاهرة بتعمل نقلة واحدة فى الأسبوع ويضطر السائقون للمبيت داخل موقف المرج فى القاهرة لعدة أيام حتى يتمكن من تحميل نقلة أخرى يعود بها إلى موقف العريش". ولفت هشام إلى أن الحال فى السابق قبل إغلاق الكوبرى كان عكس ذلك تمامًا، موضحا أن السائقين حينها ينقلون 3 دورات فى الأسبوع الواحد، و"لكن قفل الكوبرى وقف حالنا" على حد قوله. تشغيل محدود وفى شهر يناير من العام الماضى 2016، قررت السلطات الأمنية إعادة تشغيل كوبرى السلام فى اتجاه واحد فقط من الغرب إلى الشرق لمدة ست ساعات بشكل يومى من الساعة السادسة مساءً وحتى الواحدة صباحًا بشكل يومى، ولكن الأزمة مازالت مستمرة للخارجين من سيناء مرورًا بقناة السويس من شرقها لغربها. البديل المؤلم يحاول بعض السائقين سلك طرق أخرى غير المقررة لطريقهم من أجل التغلب على زحام المعديات وإغلاق الكوبرى، فيسلك البعض طريق شرق التفريعة الواصل إلى بورسعيد حيث يعبر عبر معديات بورسعيد إلى الصفة الغربية للقناة، ولكن هذا الطريق يعتبر خطرًا إذ يتعرض صاحب السيارة لغرامة حال ضبطها خارج "طريق الكارتة" التى يقطعها السائق من موقف العريش. يقول خالد السيد سائق، إن بعض السائقين يرفعون تسعيرة الركوب ليسلكوا طريق شرق التفريعة لتفادى أزمة زحام المعديات، مستدركا: "لكن هذا قد يكلف السائق دفع مخالفة سير لأنه يسير على طريق مخالف للكارتة"، لافتًا إلى أن قوات الأمن تحفظت على أحد زملائه ومعه الركاب لعدة أيام فى بورسعيد، بعد ضبتهم بالقرب من مدينة بورسعيد. وعن سبب سلوك طريق المخالفات أجاب السيد: "الحال السيئ الذى وصل له حال السائقين وقلة الدخل دفهم لفعل أى شيء لتدارك الأزمة". ويدخل في قائمة المعهاناة أيضا سائقو سيارات النقل الخفيف إذ ليسوا ببعدين عن الزحام المروري، يقول عمرو سالم، سائق سيارة ربع نقل، إن سيارات نقل البضائع من وإلى العريش تضطر للذهاب والإياب وسلك طريق بورسعيد خاصة فى العودة إلى العريش، معللًا ذلك بأن جهاز وزن السيارات على كوبرى السلام لا يسمح غير بوزن ومرور السيارات النقل الثقيل فقط أما النقل الخفيف فلا يسمحون بمرورها ما يضطر السائقين لدخول سيناء من معديات بورسعيد، ما أسفر عن رفع أجرة السائق وأسعار البضائع التى تدخل إلى شمال سيناء. استغاثة أمل السائقون العاملون على خط "العريش/ القاهرة" وجهوا من خلال "التحرير" استغاثة آملين أن يصل صدى صوتهم إلى المسئولين، للنظر إلى حالهم مطالبين بالسماح لهم بعبور المعديات دون الانتظار فى طوابير طويلة بعد تفتيشهم كما يحدث مع أتوبيسات شركة شرق الدلتا ذهابًا وإيابًا، نظرا لأن إغلاق كوبرى السلام وإغلاق المعديات، دفع الركاب لتفضيل ركوب سيارات القنطرة شرق، ما تسبب فى زيادة الضغط على خط القنطرة ووقف حال سائقى الخطوط الأخرى، على حد تعبيرهم، ماكان له أثر بالغ بالسلب على الحياة المعيشية للسائقين بسبب انخفاض دخلهم.