انفراجة في حركة النقل التجارية من وإلى سيناء بعد تشغيل كوبري السلام بالإسماعيلية

انطلقت "زغرودة" من داخل سيارة ميكروباص، أطلقتها سيدة فرحة بسهولة العبور: " كلنا فرحانين بفتح الكوبرى علشان وفر وقت كنا بنضيعه فى المعدية"، كانت تقصد كوبرى السلام، المار أعلى قناة السويس، والذي أعيد تشغيله، بعد إغلاقه عامين ونصف، منذ ثورة 30 يونيو.
القرار انتظره الكثير، خاصة سائقي سيارات البضائع، التى تعتمد بشكل أساسى على الحركة بين ضفتى القناة، واعتبروه انفراجة لحركة النقل التجارية من وإلى سيناء، بعد معاناة وتكدس لساعات طويلة أمام المعديات الرابطة بين الضفتين.
ورصدت "الشروق" إجراءات التفتيش المتبعة بين السيارات التي تنتظر عبور الكوبري، والتى تجرى بالتنسيق بين القوات المسلحة والشرطة، من تسجيل لأرقام السيارات وفحص هويات السائقين والركاب بوسائل التفتيش والكلاب البوليسية وأجهزة الكشف عن المفرقعات، بجانب مرور السيارات على نقطة تفتيش للفحص بأشعة "إكس"، وفحصها بالتنسيق بين قوات الجيش والشرطة، قبل استكمال طريقها إلى الجانب الشرقى للقناة.
يقول سيد عبده، أحد السائقين، إن تشغيل الكوبرى "سيخفض الفترة التى كنا ننتظرها بالمعدية والتى كانت تتعدى يومين نواجه خلالها تقلبات الطقس سواء فى البرودة أو الحرارة الشديدة، لكن بتشغيل الكوبرى ستنتهى الأزمة وتنتعش حركة التجارة بسيناء التى عانت كثيرا من الركود خلال الفترة الماضية".
أما سعيد عبد الهادى، الذي يعمل فى نقل الخضر والفاكهة، يؤكد أن أكثر من تضرروا من غلق الكوبرى هم تجار الخضر والفاكهة، التى تتعرض للتلف نتيجة طول فترة الإنتظار والإجراءات التفتيشية بالكمائن، ما جعلهم يعزفون عن التوجه إلى المنطقة بسبب تعرضهم للخسارة.
بينما يوضح أحمد زيدان، السائق الذى يعمل فى نقل البضائع، أنه كان يستغرق 3 أيام فى توصيل نقلة من السويس إلى شرق التفريعة، ولكن عن طريق الكوبرى لن يتعدى 4 ساعات للمرور إلى شرق التفريعة مباشرة، فيما أكد سائق ميكروباص أن المرور عبر الكوبرى أفضل وسيضاعف مرات تحميل الركاب وزيادة الرزق، بينما لم تتمكن إحدى السيارات المتوقفة أمام الكوبري، حاملة مواشى، من المرور لأن حمولة المواشى ممنوعة من عبور الكوبرى، فما كان من سائقها إلى العودة للخلف متوجها إلى المعدية ولسان حاله يقول"يافرحة ما تمت".
كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد وافق على إعادة تشغيل كوبرى السلام، لتسهيل حركة المرور إلى شرق القناة والتخفيف عن المعديات الرابطة بين ضفتى القناة.
وأكد الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس إن تشغيل الكوبرى سيبدأ من السادسة مساءا حتى الواحدة صباحا، لعبور المركبات فى إتجاه واحد "من الغرب إلى الشرق" وتشغيل معدية الفردان لأول مرة بعد حفر قناة السويس الجديدة، ومؤكدا استيعاب الكوبرى لنحو 3000 سيارة يوميا.
وطبقا لتعليمات المرور بالكوبرى، فهى متاحة لجميع المركبات فيما عدا المحملة بالمواد البترولية والأسمنت والدبش والرمل والمواد الملتهبة والسن، والمركبات التى تزيد حمولتها عن40 طن.
وفى سياق متصل تولت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تشغيل الكوبرى العائم جنوب معدية القنطرة والذى تبلغ حمولته 60 طنا، وطولة 330 مترا، للعبور فى إتجاه واحد من الشرق إلى الغرب، بدءا من السادسة مساءا حتى الواحدة صباحا، للسيارات الصغيرة "ملاكى وربع ونصف نقل" على أن تعبر مركبات النقل المتوسطة والثقيلة من خلال معديات هيئة قناة السويس.