«إحنا لو بنشحت مش حيدونا كل واحد زجاجة زيت وكيس سكر»، بهذه الكلمات عبر عشرات المواطنين المزدحمين على مكاتب صرف المقررات التموينية بمنطقة الورديان، غرب الإسكندرية، عن غضبهم من قرار رفع سعر الزيت والسكر التموينين، إذ سيكون نصيب كل فرد وفقًا للقرار الجديد زجاجة زيت وكيس سكر. «التحرير»، قامت بجولة على عدد من مكاتب التموين بمنطقتي مينا البصل والورديان غرب الإسكندرية لرصد ردود فعل الأهالي مع بدء تطبيق القرار. يقول ستار الحديدي، أحد الأهالي: «الأزمة أن مش السكر والزيت بس سعرهم ارتفع، لكن باقي السلع الأخرى الأساسية التي كانت محسوبة أنها طعام الفقراء ومنها العدس والفول»، متسائلًا: «هل يعقل أن يكون سعر قرص الفلافل جنيه؟». وتابع الحديدي: «اللي عنده 5 أو 6 عيال يعمل أيه في الأسعار دي وحيعيش أزاي، خاصة أن كل شيء بيغلى سعره بشكل جنوني بما فيها الدواء، والمرتبات زي ما هي»، مختتمًا: «بجد حرام اللي بيحصل في الشعب ده». ذكرت أم محمد، 68 عامًا: «إحنا هنجيب منين حرام والله اللي بيحصل، أنا مريضة سكر وضغط وقلب وبصرف شهريًا على العلاج 700 جنيه، وكل دخلي معتمد على المعاش اللي مش بيكفي كام يوم من الشهر بسبب الأسعار، وكنا بنعتمد على التموين يسند معانا شوية، وأديهم رفعوا سعر هو كمان»، متسائلة: «هو المعاش والمرتبات زادت علشان الأسعار تزيد كده؟». وواصلت السيدة حديثها: «إحنا شعب غلبان، شعب فقير هيجب منين، يا ريت الرئيس عبد الفتاح السيسي يشوف الشعب شوية، هو قال لنا أصبروا وأدينا صبرنا، بس المرض والهم مش صابرين علينا». وأوضح جابر أحمد، 40 عامًا: «أنا دلوقتي جاي أخد تموين وأخد النقاط اللي هي الإضافى باقي العيش، لكن فوجئت بيهم في المكتب بيقولولي إني مش حاخد غير التموين بس»، مضيفًا: «أنا بوفر كل شهر من العيش علشان أخد نقط أجيب بيها سكر وزيت ازود التموين، إحنا 11 فرد عايشين في شقة واحدة». وتابع أحمد: «قالوا لي النقاط مفيش فيها سكر والزيت هو كل فرد له زجاجة زيت وكيس سكر، غير شهر اللي فات كان زجاتين زيت وكيس سكر وكانت زجاجة الزيت لتر ودلوقتي بقت 750 جرام وسعرها زاد، ده يرضى مين؟». وذكر: «الشهر الماضي كانت زجاجة الزيت ب10 جنيه ووصلت الشهر دا ل12 جنيه، بينما ارتفع السكر من 7 جنيه ل8»، متسائلًا: «هو مفيش حد بيحاسب في البلد دي غير الغلبان؟». وبين عشرات المواطنين بالطابور كانت الحاجة أم كامل، 70 عامًا، تبكي صارخة: «إحنا متبهدلين ورغيف العيش غالي، مش عارفين نعيش خلاص هنموت». وتقول فاطمة محمود، 45 سنة: «أنا أرملة وعندي 3 أطفال وباخد معاش 450 جنيه، مش عارفة أعيش والسلع التموينية سعرها بيزيد كل يوم، وحتى العلاج بقى غالي واللي يتعب بعد كده حيموت». من جانبه قال أحمد مرسي، بدال تموين بمنطقة الورديان: «زجاجة الزيت كانت لتر ب9 جنيه، وبعد كده وزنها وصل 750 جرام وسعرها 8 جنيه وربع، وبعدها بشهرين سعرها زاد وبقى 10 جنيه، والشهر دا سعرها 12 جنيه، والفرد له زجاجة زيت وكيس سكر استحالة يقضي طول الشهر كدا، وبنسبة للنقاط الدولة مش بتدي بيهم سكر أو زيت مدعم، ياخد أي مواد تموينية تانية». وأشار إلى أن المكتب شهد العديد من المشادات والمشاحنات بين المواطنين والعاملين بسبب رفع أسعار السكر والزيت. يقول عماد فتحي، أمين أمانة حزب التحالف بمينا البصل، إن قرار رفع أسعار السكر والزيت داخل بطاقة التموين، ليس قرارًا جديدًا ومفاجئًا، فهو يعبر عن عدم وجود للعدالة الاجتماعية. وتابع فتحي: «النظام يحمل الفقراء ومعدومي الدخل فاتورة رفاهية الطبقة الحاكمة الفاسدة ومن يلتف حولها من المنتفعين، ويصر على تحميل الفقراء تبعات قراراته الخاطئة وفي مقدمتها شروط قرض صندوق النقد».