عبد الله غيث| «عباس الضو» الذي علم «أنتوني كوين» وأصاب «شقيقه» بالاكتئاب

بأدوار قليلة، حفر النجم الراحل "عبد الله غيث" ذكراه في أذهان الجمهور العربي، الذي انبهر ب"ابن العمدة" الذي وصل للعالمية وعلم "أنتوني كوين" أشهر نجوم هوليوود.
ابن الأغنياء
في 28 يناير عام 1930، ولد "ابن العمدة"، كما عرف في الوسط الفني بكفر شلشلمون بمنيا القمح في محافظة الشرقية، ويعد أحد أبرز نجوم المسرح العربي طوال خمسين عامًا، وهو الأخ الأصغر للفنان حمدي غيث وآخر أبناء أسرته الميسورة التي تمتلك مئات الأفدنة حيث كان لوضع أبيهم مكانة مميزة حيث درس الطب في لندن وأجاد الإنجليزية ولكنه عاد لقريته ليتولى العمودية بقريته مع بداية الحرب العالمية الأولى.
الفاشل دراسيًّا
بعد وفاة الده وهو مازال صغيرًا أكمل عبد الله غيث تعليمه المدرسي بالكاد حتى حصل على شهادة الثانوية، فقد كان تليمذًا شقيًّا يكره الذهاب إلى المدرسة، ويفضل مشاهدة السينما والمسارح والحفلات الصباحية، ولكن خلال تلك الفترة عمل بالزراعة وأشرف على أرضه لمدة استمرت حوالي عشر سنوات، ثم انتقل إلى القاهرة والتحق بمعهد الفنون المسرحية وكان من الأوائل لحبه في هذا المجال الذي تتلمذ فيه على يد أخيه حمدي غيث الذي عمل أستاذًا بالمعهد بعد رجوعه من بعثته الدراسية بالعاصمة الفرنسية باريس، وهذا ما أبعد فكرة اختياره ليرعى مصالح عائلته وأن يكون عمدة قريته بدلًا من عمه الذي توفي بعد أبيه.

زواج مبكر
اتسم هذا العصر بالزواج المبكر للإناث والذكور فقد تزوج غيث صغيرًا في عمر ال18 عامًا من ابنة خالته التي رافقته طوال رحلة عمره وأنجبا ثلاثة أبناء وهم أدهم وعبلة والحسيني، لكنه حرص على إبعادهم التام عن مراقبة عدسات الكاميرات وأقاويل الصحافة.
موهبة علمت نجم هوليوود
نجح عبد الله في إثبات نفسه وموهبته بعيدًا عن شخصية أخيه ومعلمه حيث قدم 511 عملًا فنيًّا بين الأفلام السينمائية والمسرحيات والمسلسلات التي تنوعت بين الاجتماعي والتاريخي والإسلامي، ووصل اسمه إلى العالمية وهو على أرض بلاده، بعد تألقه طويًلا عن خشبة المسرح وعلى الشاشة الصغيرة، حيث لفت أنظار المخرج السوري مصطفى العقاد وقت تصويره الفيلم السينمائي "الرسالة" عام 1976، بعد أن اختاره لتقديم شخصية حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم في النسخة العربية بنفس الشخصية التي قدمها النجم العالمي أنتوني كوين فى النسخة الإنجليزية.
دفعت موهبة عبد الله كلًّا من أنتوني والمخرج العقاد لتغيير أسلوب التصوير، حيث كان يبدأ العقاد بتصوير المشاهد بالفريق الأجنبي ثم يعيد التصوير بفريق الممثلين العرب حتى يتعلموا من الأجانب، وبعد ثلاثة مشاهد من أداء عبد الله المميز اندهش كوين من براعته فطلب من المخرج أن يتم تصوير المشاهد بالنسخة العربية قبل الإنجليزية، حتى يشاهد عبدالله ويتعلم منه.
ولعل أبرز المشاهد التي تابعها كوين باهتمام كانت الخاصة بالوضوء وانبهر بها، قائلا: "لولا أنني رأيت الفنان عبدالله غيث ما كنت أديتها بهذه الصورة، ولو كان عبد الله غيث في أوروبا أو أمريكا لكان له شأن آخر".

"عباس الضو"، دور اشتهر به الفنان عبد الله غيث في الجزء الأول من مسلسل "المال والبنون"، وبعد رحيله في 13 مارس عام 1993 اضطر أخوه الفنان حمدى غيث للقيام بدوره في الجزء الثاني من المسلسل، والذى أصيب بأزمة نفسية بسبب وفاته وقال عنه: "كان عبد الله قطعة مني، فقد توفي والدنا وعمره لم يتجاوز العام فشعرت بمسؤوليتي تجاهه وأنه ابني لا شقيقي، حتى عندما احترفت التمثيل كان يلازمني ويقلدني وكان يقول لي إنني قدوته وكنت أشجعه وأعتقد أنه كان ممثلًا بارعًا وموهوبًا".