عبد الله غيث " أسد " السينما العربية

فى ذكرى وفاته العشرين

رحلة طويلة من الكفاح والأداء المتميز أستطاع الفنان الراحل " عبد الله غيث " أن يجعلنا تنذكرها بشكل دائم ولا ننساها على الإطلاق ، فهو فنان أستطاع أن يتألق فى كافة الأدوار التى قام بأدائها .
ولد الفنان عبد الله غيث فى 28 يناير 1930 ، فى محافظة الشرقية ، فهو من أسرة تمتلك مئات الأفدنة لأب يجيد الإنجليزية ، درس والده الطب في لندن و تولى العمودية بقريته مع بوادر الحرب العالمية الاولى ، وتزوج وأنجب خمسة أبناء ويعتبرعبدالله غيث أصغر ابنائه .
تركه والده ورحل عن عالمه وهو لا يزال صغيراً ، فاستمر" غيث" في دراسته بالقرية إلا أنه كان تلميذاً شقياً يحب الهروب من المدرسة ليذهب إلى السينما والمسارح والحفلات الصباحية وحصل على الاعدادية ثم الثانوية وظل بعدها يعمل بالزراعة ويشرف على ارضه لمدة عشر سنوات ، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة والتحق بمعهد الفنون المسرحية تحت إشراف أخيه حمدي غيث الذي عمل استاذاً بالمعهد بعد رجوعه من بعثته بباريس وحصل على دبلوم المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1955.
كان مشواره الفنى حافل بالعديد من المسلسلات والأفلام الدينية والتاريخية التي برع في أدائها ، فكان يختار كل أعماله بدقة بالغة ، ومن أشهر أفلامه السينمائية " أدهم الشرقاوى " عام 1964 ، و"حكاية من بلدنا" و"السمان والخريف" و"جفت الامطار" و"الحرام" ورابعة العدوية.
و نتيجة لتألقة البالغ فى كل أدواره السابقة ، وقع إختيار المنتج والمخرج السوري "مصطفى العقاد" على عبدالله غيث للقيام بدور حمزة" عم الرسول صلى الله عليه وسلم في فيلم الرسالة عام 1966م ، وهو فيلم عالمى ، صورت معظم مشاهده ما بين أرض ليبيا والمغرب وتم انتاج نسختين منه عربية وانجليزية بنفس الديكور والمناظر مع تغيير في المجاميع والابطال .
وفي المقابل قام الممثل العالمي "انتوني كوين" بدور حمزة" في النسخة الانجليزية ، اعتقد المخرج مصطفى العقاد في البداية أن الممثلين العرب سوف يتعلمون الأداء الدرامي من الاجانب فتعمد ان يبدأ تصوير كل مشهد بالابطال الأجانب ، وبعد مضي ثلاثة مشاهد بالتحديد فوجئ العقاد بالفرق في الاحساس بالشخصية وطريقة الأداء بين الممثل العربي وزميله الأجنبي فطلب من أنتوني كوين أن يجعل المجموعة العربية تبدأ بالتمثيل إذ لايعقل ان تمثل شخصية إسلامية مثل "أسد قريش بأسلوب أمريكاني يطغي عليه الكابوي ، كان انتوني كوين يقف معجباً مندهشاً وهو يتابع عبدالله غيث حيث قال "لو كان عبدالله غيث في أوروبا أو امريكا لكان له شأن آخر"
أما في عالم التلفزيون اشتهر في العديد من المسلسلات الناجحة أولها مسلسل "هارب من الأيام" عام 1963م ولقب بعده بملك الفيديو ، وكانت باقى أعماله فى التلفزيون هى "الصبر" و"الثعلب" و "المال والبنون" و"محمد رسول الله" و "الحرية" و"الكبرياء تليق بالفرسان" وآخرها "ذئاب الجبل" ، وقد تألق في مسرحيات "الحسين ثائرا" و"الفتى مهران" و"زيارة السيدة العجوز" و"الوزير العاشق".
وتوفي عبد الله غيث أثناء تصوير مسلسل ذئاب الجبل في 13 مارس عام 1993 عن عمر يناهز 63 عاماً على إثر أزمة قلبية مفاجئة ، بعد أن ترك تاريخ حافل من التميز والكفاح الذى لا ينسى