في ذكري ميلاده.. عبدالله غيث ''المشاغب'' الذي لفت انتباه العالمي أنتوني كوين

''المشاغب''.. لم يكن الفتي الذي ولد يوم الثامن والعشرين من يناير لعام 1930 مشاغباً في الوسط الفني، ولكنه كأي شاب في مقتبل عمره، والده عمدة كفر ''شلشلمون'' بمركز منيا القمح محافظة الشرقية.. سلطة والده جعلته يضع نفسه ضمن المشاغبين بالقرية، سواء بالسلب عندما يقوم ''بفرد سطوته'' على أصدقاءه، مما تسبب في وضع والده بمواقف حرجة دائماً، وان كانت بالايجاب يوقت أن يقوم بالصلح بين أحد أصدقاءه المتشاجرين، معتبراً نفسه ''الكبير''.
هو عبدالله غيث الذي توفي يوم الثالث عشر من مارس لعام 1993، والذي عانى أبيه حمدي الحسيني غيث، من شقاوته ومشاكله المعتادة في القرية، فقرر أن يزوجه من ابنة خالته وقت عمره الصغير، ولم يصمت المشاغب الصغير عبدالله غيث فمن حين إلى آخر كان يوقع والده العمدة في المشاكل، فاضطر العمدة بأن يطلب من أخيه الفنان حمدي غيث، والذي كان مخرجاً وممثلاُ معروفاً في ذلك الوقت قائلاً : ''خد أخوك شوفله شغلانه في مصر وريحني من مشاكله''.
على الفور ألحقه أخيه بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وحصل بعدها على دبلوم المعهد في عام 1955، وانطلق عبدالله غيث إلى النجومية حتى فاقت شهرته شهرة أخيه حمدي غيث.
''لحظة تحول''.. تأتي لفتي المسرح العربي، الذي قدم العديد من المسرحيات والأعمال التليفزيونية في ذلك الوقت، لفت بعدها انظار المخرج السوري مصطفي العقاد وقت تصويره الفيلم السينمائي ''الرسالة''عام 1976، وقدم غيث فيها شخصية حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم.
يقدم العقاد من خلال فيلمه نسختين بالانجليزية والعربية، الصورة الذهنية المتكونة في أذهاننا على ان الغرب هم أفضل منا في كل شيء، كان يقوم العقاد بتصوير المشاهد بالفريق الاجنبي، ثم يعيد التصوير بفريق الممثلين العرب، معتقداً في البداية أن الممثلين العرب سوف يتعلمون الأداء الدرامي من الأجانب .
وبعد ثلاثة مشاهد بالتحديد، كان يلعب دور حمزة في النسخة الانجليزية النجم العالمي انتوني كوين.
كانت المفاجأة عندما اندهش انتوني كوين من براعة وإتقان وإجادة عبدالله غيث لدوره فطلب من المخرج أن يتم تصوير المشاهد بالنسخة العربية قبل الانجليزية، حتي يشاهد هذا ''العبقري'' عبدالله غيث في أداءه لدوره.
وفي مشهد الوضوء، كان أنتوني كوين يتابع باهتمام ويراقب بتركيز شديد الفنان عبدالله غيث، ويقف معجباً ومندهشًا وهو يتابعه وقال وقتها: ''لولا انني رأيت الفنان عبدالله غيث، ما كنت أديتها بهذه الصورة، ولو كان عبد الله غيث في أوروبا أو أمريكا لكان له شأن آخر''.