كان الإرهاب فى الحكم وأسقطناه.. فكيف يكون الأمر وقد تحوّلوا إلى مجرد عصابات خائنة ترتكب جرائمها المنحطة وتظن أنها ستنجو من العقاب؟ وكيف يكون الأمر وزعماؤهم يفرون فى جُبن وخسّة سعيًّا وراء حماية من استخدموهم فى العِمالة؟ وكيف يكون الأمر ومن بقى منهم يختبئ خلف النساء ويتصور أن غاية الجهاد أن يقتل طفلا بلا ذنب أو يذبح مواطنًا بريئًا؟ مجنون أو مخبول من يتصور أن الإرهاب -مهما فعل- يمكن أن يكسر إرادة شعب أو يسقط دولة بحجم مصر. فى مثل هذا الوقت من العام الماضى، وبعد أحداث الاتحادية، كنا نقول: إن حكم الإخوان قد سقط ولم يبقَ إلا استخراج شهادة الوفاة التى استغرق شهورا حتى انتهى الأمر فى 30 يونيو مع بداية هذا العام، وعلى الرغم من كل ما نراه من جرائمهم، ندرك جيدا أن عصابات الإرهاب بقيادة الإخوان تلفظ أنفاسها، ولهذا يهرب زعماؤهم كالجرذان إلى حيث أولياء نعمتهم فى الدوحة أو إسطنبول، وإلى حيث حماية أجهزة المخابرات الأجنبية التى خانت بلادها حين ارتضت العمل معها.. أو لحسابها!! فى مثل هذا الوقت من العام الماضى كان الخونة فى الحكم يبيعون الوطن، ويتنازلون عن الأرض، ويعرضون قناة السويس للرهن أو الإيجار، ويتركون سيناء للعصابات تقول إنها تريد تحرير القدس فلا تفعل إلا الاغتيال الخسيس لأشرف جند الأرض من جيش مصر.. الآن -ومع بداية العام الجديد- تسقط كل الأقنعة مع سقوط الحكم الخائن، ومع انكشاف الوجه الحقيقى لمن تاجروا بالدين ليبيعوا الوطن. فى مثل هذا الوقت من العام الماضى كانت وحدتنا الوطنية تواجه أفدح الأخطار وكانت ثقافة التخلف تنخر فى جسد المجتمع. وكان القبح قد وصل إلى درجة أن نسمع فتاوى تحريم التهنئة بالأعياد لإخوتنا فى الوطن!.. اليوم -ونحن نستقبل العام الجديد- تعود مصر التى نعرفها تقاتل صفًا واحدًا معركتها ضد الإرهاب، وتتقدم لتبنى النظام الجديد الذى تستحقه مصر على العدل والحرية. فى مثل هذا الوقت من العام الماضى كانت مصر مستباحة لأوباش الإرهاب من كل مكان، وكانت سفيرة أمريكا تتصرف باعتبارها صاحبة القرار على حُكم كان مستعدًا لبيع كل شىء من أجل «التمكين» من السلطة، متوهمًا أن دعم واشنطن سوف يحميه من غضب الشعب.. اليوم -ونحن نستقبل العام الجديد- يعرف العالم كله أن القرار فى مصر لا سلطان عليه إلا الشعب ولا دليل يقوده إلا مصلحة الوطن. نعرف الآن أن أمامنا فترات صعبة حتى نسحق الإرهاب وننفذ خارطة الطريق ونبدأ المعركة الأهم لبناء الوطن.. لكننا نعرف أننا نستطيع إنجاز المهمة، وندرك أن ما حققناه فى أصعب الأعوام التى مرت علينا منذ زمن طويل يكفى لكى يعطينا الثقة بانتصارنا الأكيد حتى نحقق كل أهداف الثورة، نبنى مصر التى نتمناها رغم كل المؤامرات ومع معرفتنا الكاملة أن الطريق ملىء بالتحديات. بالطبع دفعنا ثمنا كبيرا لكى نَعبُر هذه السنة الصعبة، قدمنا دماء أغلى الشهداء وتحمَّل الناس ظروفًا معيشية صعبة وأوضاعًا أمنية قَلِقة، لكننا فى النهاية أنقذنا مصر من كابوس لم نكن نتصور يومًا أنه سيداهمنا، ووضعنا أنفسنا مرة أخرى على مشارف المستقبل بعد أن كادت فاشية الإخوان أن تقودنا إلى كهوف التخلف وظلام العصور الوسطى. مع بداية العام الجديد تستعدُ مصر للخطوة الأولى على طريق البناء الجديد. ستخرج الملايين بعد أيام لتقول «نعم» للدستور وللثورة وللإصرار على اجتثاث الإرهاب من جذوره. ستتوالى خطوات البناء. مصر تعرف الآن طريقها لا مجال للعودة للوراء. من يتصور أن الشعب يمكن أن يتنازل عن شىء مما حققه فى موجتين من الثورة وبأغلى التضحيات فهو واهمٌ. فقط علينا أن ندرك أن قوى الثورة لا ينبغى أبدا أن تفرط فى وحْدتها أو تسمح بشق صفوفها. عَبَرنا أصعب الأعوام، أسقطنا فاشية الإخوان. قهرنا همجية الإرهاب، حَكمنا بالفشل على أحقر المؤامرات لحصار الثورة وتمزيق الوطن. نستقبل بالأمل عامًا جديدا نستكمل فيه النصر بإذن الله. كل سنة ومصر على طريق الخير والعدل والحرية.