كل التحية لعاهل السعودية الملك عبد الله على موقفه الشجاع فى مساندة مصر وهى تخوض معركتها ضد الإرهاب، والتحية أيضا للأشقاء الأعزاء فى دولة الإمارات التى وقفت منذ اللحظة الأولى مع إرادة شعب مصر التى أعلن عنها فى 30 يونيو، وللأشقاء أيضًا فى الكويت والأردن، ولكل الشعوب العربية التى تدرك أن المعركة التى يخوضها شعب مصر وجيشها الوطنى هى معركة الأمة العربية كلها، وأن ما يجرى على أرض مصر سيقرر مصير المنطقة لعهود طويلة قادمة. ونترك الذيول الصغيرة فى تركيا وقطر، ونسأل القائد الحقيقى للمؤامرة ضد شعب مصر السيد أوباما، ونسأل حلفاءه الأوروبيين الذين يشاركون فى الحملة المسعورة ضد مصر: ألم تروا أيها السادة حجم الجرائم التى ارتكبها عملاؤكم «المسالمون!» وهم يقتلون الأبرياء ويهاجمون بالسلاح مراكز الشرطة ومؤسسات الدولة، ويذبحون رجال الأمن ويمثِّلون بجثثهم، ويحرقون عشرات الكنائس ويحولون المساجد إلى مراكز لإطلاق النار على المواطنين؟! ألم تروا أيها السادة فِرق الإرهاب الإخوانية، وهى تنشر الفوضى فى كل مكان، وترفع أعلام القاعدة فى قلب القاهرة، وتجعل فضيحتكم بجلاجل حين تكشف دعمكم للإرهاب وصفقاتكم المشبوهة مع القتلة، ودفاعكم المستميت عنهم، ومحاولتكم المجنونة لإرغامنا على أن نسلم أعناقنا لهم، لأن غباءكم يصور لكم أن هذا سوف يبعدهم عنكم، وأنهم سوف يكتفون بقتلنا ويضمنون سلامتكم؟! أما الحقيقة، فهى أن الإرهاب الذى تدعمونه الآن سوف يرتد إليكم، وشعوبكم التى تخدعونها الآن سوف تكتشف الحقيقة وتحاسبكم، ولن يختلف مصير كل من يشارك فى المؤامرة عن مصير حكام فرنسا وبريطانيا عام 56 عندما تآمروا مع إسرائىل لشن العدوان الثلاثى، فكانت النتيجة انتصار مصر وسقوط آخر إمبراطوريات الاستعمار القديم، والعار الذى لحق حكام فرنسا وبريطانيا فى ذلك الوقت. لن تنجح مؤامرتكم التى تتحالفون فيها مع عصابات الإرهاب ضد شعب مصر الذى لم يفعل شيئًا إلا أنه خرج لإسقاط حكم فاشى، والذى لا يريد إلا بناء دولته المدنية الديمقراطية وضمان سيادته الوطنية على كل شبر من أرضه، وعلى كل قرار يمس حاضره ومستقبله. لن تنجح مؤامرتكم.. لن تدمروا مصر كما فعلتم بالعراق وليبيا وسوريا، لن تنالوا من جيش مصر، ولن تضربوا وحدة وطنية صمدت على مدى الزمن لكل المحن وتخطت كل الصعاب. عملاؤكم من الإخوان وحلفاؤهم يحرقون الكنائس ويعتدون على المساجد، لكن ما بين المسلمين والأقباط يظل أكبر من كل تآمر، تنتقمون من شعب مصر لأنه أسقط مخططاتكم وتنتقمون من جيش مصر، لأنه انحاز إلى إرادة الشعب، سوف تكتشفون فى النهاية أنكم ترتكبون جريمة فى حق شعوبكم، وسوف تحاسَبون على ذلك ولن تفلتوا من العقاب. وتبقى الحقيقة الغائبة عن أذهان المتآمرين فى الخارج، والخونة والإرهابيين فى الداخل، وعندما خرجت الملايين فى 30 يونيو لم تكن تخرج للتنزه، ولم تكن تتصور أبدًا أن المعركة سهلة، كنا نعرف أننا نواجه حكمًا فاشيًّا وعصابات إرهابية لا تعرف حرمة للدماء، وكنا نعرف أننا نواجه مخططًا أمريكيا صهيونيا أصبح «الإخوان» جزءًا أساسيا منه، ولن يتم التخلى عنه بسهولة. الملايين التى خرجت كانت تدرك ذلك جيدًا، وكانت تعرف أنها تدخل حربًا حقيقية لإنقاذ الوطن من كارثة محققة، ولاستعادة الثورة من خاطفيها، ولمواجهة الإرهاب قبل أن تتحول مصر إلى قندهار جديدة برعاية أمريكية!! كنا نعرف من البداية أننا نخوض حربًا حقيقية لإنقاذ مصر، ولكننا كنا على ثقة من نصر الله، الآن نواجه الضغوط الخارجية، والخيانة الداخلية والإرهاب بكل فصائله.. لكن مصر لم تكن يومًا أكثر صلابة مما هى عليه الآن، شعبا ودولة فى مواجهة عصابة تريد أن تحرق مصر أو تحكمها. حتمًا سوف ينتصر الشعب مهما كانت التضحيات.