ما لم يفعله الرئيس الأسبق مبارك، يفعله الرئيس السابق مرسى!! يتحصن داخل معسكرات الحرس الجمهورى. تقوده الحماقة إلى تصور أن جنود مصر يمكن أن يرفعوا السلاح على أشقائهم من الشعب أو الجيش!! يرفض الخروج السلمى ويصوّر له الجنون أنه وجماعته قادرون على إدخال مصر فى لهيب الاقتتال!! يعرف أن الشعب عزله، وأن الجيش يقف ليحمى إرادة الشعب، ومع ذلك يرسل مساعديه لتسول الدعم الخارجى ضد شعبه، ويتصور أن الخيانة يمكن أن تبقيه فى موقعه رغم إرادة الملايين التى خرجت لتقول له: ارحل!! ما لم يفعله أعدى أعداء الوطن يفعله الآن مرسى وجماعته. يستقوون بالأجانب ويهددون الشعب بالإرهاب، ويحشدون المخدوعين البسطاء ليواجهوا أشقاءهم فى الوطن. ينسون أن دم المصرى على المصرى حرام، ويتوهمون أنهم سيخيفون شعبا نزع الخوف من قلبه ولن يتنازل عن استعادة ثورته وإنهاء الكابوس الذى استمر عامًا كأنه الدهر. ما لم يقترفه مصرى من قبل نراه الآن من مرسى وجماعته. يهدد عصام العريان جيش مصر بمصير جيش البعث السورى!! «أدون عصام» حبيب الصهاينة وبطلهم القومى يعلن «الجهاد» بالطريقة التى يتقنها الإخوان ضد جيش بلاده لأنه انحاز إلى إرادة شعب أسقط مرسى وحكم الإخوان!! مشكلتنا معهم من البداية أنهم لا يعرفون معنى الوطن ولا الوطنية. يتعاملون بمنطق «طظ فى مصر» وفى مواطنيها، وفى مؤسساتها. «جيشهم» هو عصابات القتل السرية التى نشأت منذ بداية تنظيمهم. «شعبهم» هم الأهل والعشيرة من أبناء الجماعة فقط. ولاؤهم ليس للدولة بل للتنظيم. «جهادهم» ليس للإسلام بل لمصلحة الجماعة حتى لو كان الثمن أنهارا من دماء المسلمين. لهذا لم تفاجئنى الحقيقة المفزعة التى كشفتها الأحداث الأخيرة وهى جهلهم الفاضح بشعب مصر! هذا الجهل صوَّر لهم أنهم يستطيعون خداع الناس للأبد بالاتجار بالدين، وصور لهم أنهم قادرون على ممارسة الكذب والنصب على الناس ونقض الوعود بلا عقاب. وهذا الجهل هيَّأ لهم أن الشعب سوف يتعب مما يقاسيه على أيديهم، وسوف ينسى أن ثورته قد سُرقت، وسوف يستسلم أمام حكم مستبد جديد! وهذا الجهل لم يتوقف حين أعلن الشعب غضبته، بل امتزج بالوقاحة حين تصورت قياداتهم أن ترويع الناس وتهديدهم بالقتل (فى حضور الرئيس السابق ومباركته) سوف يمنع الملايين من النزول للميادين، وحين تبجحت قياداتهم بأن من سينزلون فى 30 يونيو سيعودون لبيوتهم فى المساء، ثم تمضى الأمور كما تريد الجماعة!! لهذا كله لم يكن منتظَرًا على الإطلاق أن يعود الرشد للجماعة، أو أن ينتهز مرسى فرصة الخروج السلمى. الذين يجهلون الشعب لا يدركون قيمة الخضوع لإرداته. والذين لا يعرفون معنى الوطن لا يحرصون عليه. والذين عاشوا عمرهم فى حضن الإرهاب لن يتخلوا عنه!! لكن.. يبقى لهم فضل توحيد مصر كلها شعبًا وجيشًا فى مواجهة عصابة لا مستقبل لها. وسوف تكتشف قيادة هذه العصابة أن كل رهاناتها خاسرة. لن تدخل مصر فى اقتتال أهلىّ رغم جهود الإرهابيين. لن يرفع جندى فى الحرس الجمهورى سلاحه فى وجه جندى أو مواطن مصرى. وسوف يكتشف الآلاف من شباب الإخوان ومن المخدوعين أكاذيب قيادات الجماعة الحقيقية، وسوف يجدون أن مكانهم ليس مع هؤلاء، بل فى صفوف الثورة وفى أحضان الوطن. الله مع مصر وشعبها، والعار لجماعة الشر وعصابة الإرهاب. أنا صاحب الشرعية الوحيد.. لا بل أنا الست شرعية ذات نفسها الله مع مصر وشعبها.. والعار لجماعة الشر وعصابة الإرهاب