على بركة الله وبعنايته انطلقت بطولة الدورى العامّ لتعلن عن تمسُّك هذا الشعب العظيم بحقه فى الوجود والاستمرار والاستمتاع بالحياة رغم أنف الكارهين وحقد الحاقدين أعداء الدنيا والدين! هذا الدورى سيكون هو الأعظم فى تاريخ الرياضة المصرية من حيث القيمة، والأقل من حيث أهمية النتائج! قيمته لن تكون فى عدد مبارياته ولا فى حجم منافساته، بل ستكون فى ما يمثله من تَحَدٍّ وبداية لخطوة فعلية نخطوها أمام أنفسنا وأمام العالم لنثبت أننا نعود.. وحتما سنعود! مكاسب عودة النشاط ستكون (بإذن الله) عديدة.. أهمها: أولًا: وصل الرزق الذى انقطع عن فئات عديدة من الناس تعيش على هذه الرياضة بداية من اللاعبين والمدربين وانتهاءً بالراجل اللى بيبيع أعلام وحاجة ساقعة فى المدرجات! ثانيًا: سيجد قطاع كبير من الشعب المصرى متنفَّسًا لإخراج بعض من مشاعره المحبطة المرهقة، اللى زهقت من السياسة والكلام عنها وفيها، عندما يجد فريقه يلعب فيندمج معه ويتفاعل مع مبارياته فينسى أو يناسى إلى حين مشكلاته الشخصية وهمومه الوطنية! بالتأكيد أنا لا أقصد التغييب أو الهروب من الواقع، وإنما أقصد أن نستريح قليلًا و«ناخد نَفَسنا» كى نستطيع مواجهة ما يجب أن نواجهه. ثالثًا: هو بداية لعودة الثقة بأنفسنا وبقدرتنا على التنظيم، وأيضا سيكون فرصة لاختبار قوانا الأمنية ومدى قدرتها على التعامل مع حالات الخروج عن النص داخل الملاعب (طبعا فى إطار من التحضر والحزم فى نفس الوقت). أرى أن تتعامل الشرطة مع الجماهير طبقًا لميزان العدالة الشعبية الصميمة: حقّك وحقّى.. أهون عليك تهون علَيّا! رابعًا: صورتنا أمام العالَم ستتحسن بلا جدال (بلد بتلعب كورة وبتنظّم دورى تبقى مش مستقرة ازَّاى؟)، وسنعود لتنطيم البطولات الكبرى ونستضيف أشهر الفِرَق العالمية مما سيُسهِم فى إعادة السياحة اللى وحشتنا بجد! خامسًا: سيرتفع المستوى الفنى للاعبين مما سيدعم الفريق الوطنى بعناصر مميزة جديدة تعيد له مجده الضائع وبطولاته المفقودة منذ سنوات. سأقترح اقتراحًا أرجو منكم جميعًا أن تساعدونى عليه (على رأى الزعيم جمال عبد الناصر)، هو أن نعتبر دورى هذا العام مجرد دورى ودّى! بمعنى إنه مش مهم مين هيكسب ومين هيخسر (هنمشّيها السنة دى رياضة من أجل الرياضة زى الناس ما بتعمل بره).. مش ضرورى نعلق المشانق للحُكَّام لو غلطوا فى بعض قرارتهم (وأكيد هيغلطوا).. هنتسامح مع جمهور الفريق المنافس ونبطل نشتمه أو نرفع له لافتات تسىء له أو لفريقه... لما تروح الملعب اعتبر يا أخى إنه بيتك اللى ماينفعش تكسره وتجيب عاليه واطيه! اللعيبة والمدربين مش لازم يعتبروا المباريات معارك حياة أو موت لازم يكسبوها بالذوق أو بالعافية.. إنتو كسبتو كتير، خلُّوا البلد هى اللى تكسب المرة دى! رجال الأمن اللى فى الملعب دول مش أعداء ولا كفرة، دول ناس مخلصة ومحترمة جايين علشانك وعلشانى.. احترامهم واجب ومساعدتهم فرض! أما الإعلام الرياضى من كُتَّاب ونُقَّاد ومعلِّقين ومحللين فأبوس إيديكم راعوا ربنا وضميركم فى اللى هتقولوه! بلاش السنة دى تحيُّز لأهلى أو زمالك أو إسماعيلى أو أى فريق تانى.. الدورى ده لازم يمشى ودّى ف كل حاجة.. والنبى مش ناقصة نولّعها علشان أوفسايد أو بنالتى أو لاعب أو مدرب... وعلى رأى الفيلسوف المصرى «البلد بلدنا.. واللى يحبنا مايضربش نار»! مباريات الأسبوع الأول كانت على مستوى جيد لم أتوقعة بصراحة! كان من الطبيعى أنه بعد فترة توقف دامت لأكثر من سنتين وفى ظل عدم تأكد الفرق من إقامة المسابقة حتى وقت قريب، مما أثر على استعداداتها، أن تكون البداية متواضعة، ولكن لحسن الحظ كانت المباريات فى معظمها على قدر مقبول جدًّا من الإثارة والندّية، بل وأُحرِزَ فى أغلبها أهداف بنسبة قد تصل إلى المعدل الطبيعى فى الأحوال العادية، مما يبشر بموسم قوى ولقاءات ممتعة. يا رب كملها على خير.. وعلى قد نية «معظمنا» ادّينا.