ما رأى «المتنطعين» الذين لم يمنعهم رادع من دين أو وطنية من مواصلة جهدهم المدنس لتبرئة الإرهاب؟! ما رأيهم وهم يشاهدون دماء الضحايا والمصابين وقافلة الشهداء التى ينضم إليها فى كل يوم أرواح طاهرة على يد عصابات الإرهاب بقيادة الإخوان؟! قبل أيام كان جيش «المتنطعين» يحاول تبرير الجريمة القذرة التى ارتكبها الإخوان حين ذبحوا سائق التاكسى البرىء فى المنصورة. تقيأت وأنا أقرأ بعض ما نُشر من دفاع عن إرهاب الإخوان، وكيف أن الضحية هو الذى فعل هذا بنفسه حين صدم بعض «الحرائر» اللاتى يخفين السلاح والخناجر تحت النقاب! أحدهم قال إنه رأى المشهد بنفسه، بعينيه اللتين سيدفعه الدور إلى أن يأكلها قرفًا واشمئزازًا. أما أين ذهبت ضحايا السائق الشهيد القاتل عند هؤلاء المتنطعين «فيبدو أنهن ما زلن فى الطريق إلى قناة (الجزيرة) حيث يجلس بقية المتنطعين والخونة فى ضيافة حكام الدوحة وفى حماية أكبر قاعدة أمريكية خارجية فى العالم كله»! فجر أمس كان الانفجار الإرهابى فى مديرية أمن الدقهلية الذى راح ضحيته العشرات من الشهداء والمصابين. الحادثة الحقيرة وقعت على بعد أمتار من المكان الذى ذبح فيه «الإخوان» السائق الشهيد فى مظاهرتهم السلمية بالطبع! سوف نسمع بالتأكيد من نفس المتنطعين ما يحاول تبرير الجريمة الجديدة وتبرئة الإخوان من المسؤولية، وربما ترديد القول الداعر الذى سمعناه من قبل فى حوادث إرهابية أخرى بأن الجيش والشرطة يقتلان جنودهما لإلقاء المسؤولية على الإخوان وأنصارهم والمتحالفين معهم.. وكأن هؤلاء يحتاجون إلى الجديد من الجرائم لإثبات إرهابهم وانحطاطهم وخيانتهم للوطن! كنا نعرف جيدا أن الإرهاب الأسود سيكثف ضرباته لمنع الاستفتاء وترويع المصريين، وأنه سيخوض المعركة باعتبارها فرصته الأخيرة قبل النهاية المحتومة والتى لا بديل عنها، وهى استئصال الإرهاب من جذوره، والانطلاق بعد ذلك لبناء مصر وتحقيق أهداف ثورتنا فى العدل والكرامة والحرية والاستقلال الوطنى. وكنا نعرف أننا نواجه تنظيما إخوانيا يمارس الإرهاب منذ ثلاثة أرباع القرن، وأفكارا تكفيرية سيطرت على الجماعة وانتقلت منها إلى كل التنظيمات الإرهابية التى خرجت من معطفها وتربت فى أحضانها.. ثم عادت إليها الآن ليشكل الجميع تحالف دعم الإرهاب ويحاولون الوقوف فى وجه إرادة شعب مصر التى قضت على أحلامهم المريضة ومخططاتهم لبيع الوطن لأسيادهم الذين جاؤوا بهم للحكم، والذين راهنوا عليهم ووضعوا عليهم آمال واشنطن فى إعادة رسم خريطة المنطقة. والذين يحاولون الآن، بعد السقوط الكبير لكل هذه المخططات- أن يعرقلوا مسيرة شعب مصر وأن يحافظوا على ما تبقى من فلول العملاء القدامى (من الإخوان وغيرهم).. لعل وعسى! لقد أعطت مصر «شعبا وحكومة» كل الفرص لعصابة الإخوان لكى تتوب عن ذنوبها وتتوقف عن إرهابها وتعتذر عما اقترفته من جرائم فى حق الشعب والثورة والوطن، لكنها مضت فى طريق الإرهاب والخيانة حتى النهاية.. نهايتهم ونهاية حلفائهم من عصابات الإرهاب فى الداخل، والرعاة الرسميين وغير الرسميين لخيانتهم من الخارج! لم تكن مصر أكثر ثقة فى قدرتها على استئصال الإرهاب وهزيمة المؤامرة أكثر من الآن. كلما كشف الإرهاب عن وجهه القبيح كلما ازدادت صلابة الملايين وتصميمهم على مواجهته. كلما اقترب موعد الاستفتاء على الدستور سيفقد الإخوان وحلفاؤهم ما تبقى فيهم من عقل، وسيرتكبون المزيد من الجرائم فى حق شعب تآمروا عليه ووطن لا يعرفون معنى الانتماء إليه. لكن كل ما يفعله هؤلاء المجرمون لن يفقد الملايين إيمانهم بحتمية الانتصار، وتصميمهم على أن يكون الاستفتاء على الدستور هو يوم تأييد حكم الشعب بنهاية الفاشية الإخوانية. ستمضى مصر فى طريقها، وستنزل الملايين للموافقة على الدستور وستفشل كل محاولات الترويع مهما بلغت من انحطاط، ولكن السؤال يبقى: إلى متى نترك عصابة «الإخوان» تستنزف جهد الدولة، بينما تحالف الإرهاب الذى تقوده وترعاه يمارس جرائمه الحقيرة؟ وكيف يكون كل قادة عصابة «الإخوان» ماثلين أمام القضاة بتهم القتل والتخريب والتخابر مع الجهات الأمنية، بينما الحكومة ما زالت تبحث (حتى كتابة هذه السطور) فى ما إذا كانت عصابة «إخوان المولوتوف» جماعة إرهابية، أم جمعية خيرية تنشر البر والإحسان؟! قلبى مع الحكومة، فالسؤال صعب، والإجابة غير موجودة فى «سلامح التلميذ!