موجة من الجدل صاحبت الإعلان عن هوية منفذ حادث تفجير الكنيسة البطرسية، والتي أسفرت عن مصرع 23 شخصًا، وإصابة آخرين، ففي أقل من 24 ساعة توصلت أجهزة الأمن إلى أن منفذ العملية هو "محمود شفيق محمد مصطفى" 22 سنة، فجر نفسه بحزام ناسف داخل الكنيسة، كما تم ضبط ثلاثة من المتعاونين معه، وجار ضبط باقي المتهمين. وما ساعد على انتشار حالة الجدل عدم إعلان أي جهة مسئوليتها عن الحادث حتى الآن، بالرغم من مرور أكثر من 52 ساعة، وذلك على خلاف معظم العمليات الإرهابية، والتي يعلن منفذوها عن تفاصيل الحادث بعد مرور عدة ساعات، كما حدث في تفجير كمين الهرم الجمعة الماضية، والتي أعلنت حركة "حسم" مسئوليتها عن الحادث في نفس اليوم؛ خاصة أن جماعة الإخوان نفت علاقاتها بالحادث. وينتظر المصريون أي جهة مسئوليتها عن الحادث، لمعرفة ما وارء الحداث، فهناك فريق يدعم ويصدق رواية الداخلية، وفريق آخر يرفض تلك الرواية، ويشكك فيها، لذلك ينتظر الجميع إعلان جهة ما مسئوليتها عن الحادث وأن تكون مدعومة بالفيديو. يقول الدكتور أحمد مهران مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، إنه ليس بالضرورة أن تعلن جهة ما مسئوليتها تجاه تفجير الكاتدرائية، فربما تكون عملية فردية، ولا يقف خلفها تنظيم، من أحد التنظيمات الإرهابية، ويكون منفذها عمل منفرداً. ويضيف "مهران" في حديثه ل"التحرير": "ربما يكون السبب وراء عدم إعلان أي جهة مسئوليتها عن الحادث حتى الآن، أن يكون وراء الحادث كيان إرهابي جديد وُلِد من رحم أحد الكيانات الإرهابية الموجودة، ولم يكتمل الهيكل التنظيمي له، ولم يتشكل له ذراع إعلامية بعد للإعلان عن الحادث". في حين قال اللواء أسامة الطويل، الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق، أنه لا يجب أن نستبق الأحداث، فربما تعلن جهة ما وهي على الأرجح "أنصار بيت المقدس" مسئوليتها عن الحادث، وخاصةً وانه لم تمر على الحادث فترة طويلة. واختتم "الطويل" حديثه قائلًا، "علينا أن لا نستبق الأحداث وأرد على المشككين في رواية الداخلية، دعوا الأمر للمختصين، ولا نفعل مثل ما فعلنا في قضية ريجيني، وضررنا بمصالح مصر أكثر ما أفدناها". وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلن أن منفذ تفجير الكنيسة شاب يبلغ من العمر 22 عاما ويدعى محمود شفيق محمد مصطفى ومعه 3 شباب وسيدة. وقال خلال تشييع جنازة ضحايا تفجير الكاتدرائية أمس الإثنين إن الشاب دخل الكنيسة وفجر نفسه بحزام ناسف، وأن أجهزة الأمن تقوم منذ الأمس بتجميع جثة الشاب ورفقائه للوصول لكافة المعلومات، متوعدا بالوصول لكافة الجناة والقصاص منهم.