أكَّد محمد سعفان وزير القوى العاملة اهتمام الدولة وقيادتها السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالصناعة بصفة عامة وصناعة الغزل والنسيج بصفة خاصة، وما يستتبعه من الاهتمام بزراعة القطن باعتباره المادة الخام الرئيسية لهذه الصناعة. وقال سعفان - خلال المؤتمر الوطني حول "دعم زراعة القطن والنهوض بصناعة الغزل والنسيج"، اليوم الاثنين - إنَّه في إطار ذلك نظَّمت الوزارة هذا المؤتمر تحت رعاية المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وبالتعاون مع اتحاد جمعيات المستثمرين، والاتحاد العام لنقابات عمال مصر، لتحقيق التنمية الشاملة ودعم الاقتصاد الوطني على مختلف الأصعدة والتي من بينها زيادة الصادرات، ولا سيَّما في مجال صناعة الغزل والنسيج التي طالما تميزت بها المنتجات المصرية على مدى عقود طويلة مضت وما يتمتع به القطن المصري من سمعة عالمية في جودته وتميزه مقارنة بغيره من الأصناف الأخرى. وأضاف: "هذه الصناعة تتوافر مقوماتها في مصر من المواد الخام والعمالة، وتتسم بتكامل طاقاتها بدءًا من حلج القطن ثمَّ الغزل والنسيج والتبييض والطباعة والتجهيز وحتى الملابس الجاهزة، فضلًا عن ارتباطها رأسيًّا وأفقيًّا بكثير من الصناعات الأخرى ما يعزِّز ويخلق فرص عمل جديدة للشباب بالاستثمار في الصناعات المكملة "سلاسل القيمة" والتي تلاحظ الاهتمام بها مؤخرًا، مما دعا منظمة العمل الدولية للتفكير في استصدار اتفاقية أو توصية بشأنها". وتابع: "التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر حاليًّا تفرض علينا العمل سريعًا على تبني استراتيجية واضحة للنهوض بالصناعات التصديرية ومستلزماتها من خلال تضافر جهود كافة الجهات، وفي سبيل تحقيق ذلك تمَّ بالتعاون مع منظمة العمل الدولية تنفيذ مشروع يهدف إلى تعزيز القدرات التنافسية للصناعات التصديرية المصرية ولا سيَّما القطاعات الاقتصادية كثيفة العمالة في قطاعات الملابس الجاهزة والمنسوجات والصناعات الغذائية، وذلك من خلال تحسين العلاقات الثنائية بين العمال وأصحاب الأعمال بما يحقق مستوى عالٍ من الإنتاجية قادر على المنافسة في الأسواق العالمية". ولفت إلى أنَّ مشروع القدرات التنافسية يهدف - أيضًا - إلى تدريب مفتشي العمل والسلامة والصحة المهنية في بعض مكاتب العمل كتجربة رائدة على استخدام أحدث التقنيات في مجال التفتيش على هذه المصانع، فضلًا عن وضع استراتيجية وطنية للسلامة والصحة المهنية سيكون لها بالغ الأثر في تقليل نسبة إصابات وحوادث العمل في كافة الصناعات. وتابع: "لقد بدأت بعض الجهات المعنية في تنفيذ خطة إصلاح منظومة إنتاج وتسويق القطن المصري للنهوض به حتى يعود إلى سابق عهده وجودته المعروفة عالميًّا وبخاصةً وزارتي الزراعة والتجارة والصناعة وذلك بوضع سياسة تصنيفية جديدة لمحصول القطن بالاعتماد على تطبيق جميع التوصيات الفنية التي من شأنها زيادة الإنتاج وتحسين صفات الجودة، وعلى التوازي بذلت جهودًا في اتجاه إعادة تشغيل مصانع الغزل والنسيج التي توقفت عن العمل عقب ثورة يناير 2011، كما أزالت وزارة القوى العاملة التشوهات الموجودة بقوانين العمل والمنظمات النقابية بما يحقق الاستقرار في علاقات العمل بكافة المنشآت". وأعرب سعفان عن تطلُّعه إلى دور أكبر وخطة طموحة لكافة الأطراف المعنية بمجال زراعة القطن وصناعة لمنسوجات من جهات حكومية ومنظمات العمال وأصحاب الأعمال من أجل الوصول لمستويات جودة زراعية وصناعية تجعل صناعة المنسوجات المصرية في مقدمة الدول الرائدة في هذا المجال.