أمريكا سعيدة بالأسد «منزوع الأنياب» بدأت، أول من أمس «الأحد»، عملية سعت إليها الولاياتالمتحدة وإسرائيل طويلًا فى سوريا، وهى تجريد الجيش السورى وترسانته من السلاح الكيماوى، بعد التهديد الجاد بتوجيه ضربة عسكرية إلى أركان النظام كان من شأنها أن تغيّر من توازن القوى لصالح المعارضة المسلحة. وأعلنت الأممالمتحدة أن الخبراء الدوليين أشرفوا فى سوريا «الأحد» على تدمير رؤوس صواريخ وقنابل ومعدات تستخدم فى مزج المواد الكيماوية، لتنطلق بذلك عملية تدمير الترسانة الكيماوية السورية، وكان طبيعيًّا أن يشيد وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، ب«امتثال» النظام السورى لقرار تدمير ترسانته الكيماوية. وقالت الأممالمتحدة فى بيان مشترك مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، نُشر فى نيويورك، إن الخبراء أشرفوا على الطواقم السورية التى «قامت باستخدام أنابيب التقطيع والمناشير الكهربائية لتدمير مجموعة من المعدات أو جعلها غير قابلة للاستخدام، وإن العملية ستوواصل فى الأيام القادمة». وكانت قد تشكلت بعثة للإشراف على نزع الأسلحة الكيماوية السورية، وفقًا لقرار من مجلس الأمن أُقر بعد اتفاق بين روسياوالولاياتالمتحدة. وصدر القرار بعد ضغوط دولية وتهديد أمريكى باستخدام القوة ضد نظام الأسد بسبب هجوم مزعوم بسلاح كيماوى على غوطة دمشق يوم 21 أغسطس الماضى. ويرجّح خبراء امتلاك سوريا نحو ألف طن من الأسلحة الكيماوية، بينها غازات السارين والأعصاب والخردل، موزعة على نحو 45 موقعًا. وبعد مباحثاته مع نظيره الروسى سيرجى لافروف فى إندونيسيا، قال كيرى «العملية بدأت فى زمن قياسى، ونحن نقدّر التعاون الروسى، كما أشاد بالطبع بالالتزام السورى. وقال كيرى إنه ولافروف اتفقا على الضغط من أجل تحديد موعد لانعقاد مؤتمر جنيف للسلام فى سوريا فى الأسبوع الثانى من الشهر المقبل. لكن الأسد وإن رضخ فى النهاية لنصيحة حلفائه الروس بالتنازل عن سلاحه الكيماوى، فإنه ما زال يصر على أن قواته لم تستخدم هذا السلاح ضد معارضيه، واتهم الرئيس الأمريكى باراك أوباما، بأن كل ما قدّمه كان محض أكاذيب، وأنه لا يملك دليلًا واحدًا يُدين سوريا، وهو تأكد بفشله فى إقناع الشعب الأمريكى والكونجرس. وقال الأسد فى مقابلة مطولة مع مجلة «دير شبيجل» الألمانية، إنه لا يعتقد أن من الممكن حل الصراع فى سوريا من خلال التفاوض مع المسلحين، وهى تصريحات قد تبدّد الآمال بين القوى الغربية فى إيجاد حل سياسى، كما أكد أن المعارضة السياسية لا يجب أن تحمل السلاح، وأنه إذا كان هناك من تخلّى عن سلاحه، ويريد العودة إلى الحياة اليومية، فحينئذ يمكن مناقشة الأمر. وقارن الأسد بين موقف واشنطن وموقف القيادة الروسية التى يعتبرها أصدقاء حقيقيين، موضحًا أن الروس يفهمون حقيقة ما يجرى فى سوريا، بشكل أفضل، وهم أكثر استقلالية من الأوروبيين الذين يميلون كثيرًا نحو الولاياتالمتحدة.