قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن حقل الغاز الطبيعى «ظهر»، الذى اكتشفته شركة «إينى» الإيطالية فى البحر المتوسط، يمثل انتعاشة للشركة، إذ إن كلا من شركة «رويال داتش شل» كانت قد نقبت عن الغاز فى نفس المكان، وأنفقت نحو 70 مليون دولار، لكن دون جدوى. الصحيفة الأمريكية قالت، فى تقرير حمل عنوان «كيف راهنت إينى على الغاز المصرى وربحت الرهان؟»، إن حقل الغاز «ظهر»، الذى أعلنت الشركة عن اكتشافه فى يوليو 2015 على بعد 120 ميلا من ساحل البحر المتوسط، يعتبر أكبر اكتشاف نفطى على مستوى العالم لهذا العام. الرئيس التنفيذى للشركة، كلاوديو ديسكالزى، سمح بالاستمرار فى التنقيب، على الرغم من الشكوك الخطيرة داخل الشركة، لأن بعض الجيولوجيين لديه كانوا على قناعة بأن هناك شيئا ما غاب عن شركة «شل» والمنافسين الآخرين. ويعتبر حقل الغاز «ظهر» هو الأول من نوعه فى شرق البحر المتوسط، إذ إن إنتاجه يستخرج من الحجر الجيرى، بدلا من الحجر الرملى، الذى غلب على الاكتشافات السابقة. الصحيفة الأمريكية لفتت إلى أن اكتشاف الحقل يزيد من أهمية صناعة البترول ليس فقط فى مصر، بل فى الدول المجاورة مثل إسرائيل وقبرص ولبنان وحتى سوريا، التى قد تحوى مياهها أيضا حقولًا مماثلة. «نيويورك تايمز» قالت إن حقل الغاز قد نتج عنه أيضًا تموجات جيوسياسية. ففى حين أنه قد طغى على الاكتشافات السابقة فى إسرائيل، فإنه بدعم من حكومة الولاياتالمتحدة، هناك أمل بأن دول المنطقة بما فيها إسرائيل وأعداؤها السابقون، ستتعاون، ومن الممكن أن تصدر إحدى الدول الغاز إلى أوروبا. قال جوناثان ستيرن، رئيس برنامج الغاز الطبيعى فى معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، أكد أن العقبات السياسية لا تزال بحاجة إلى الاجتياز. وأضاف «المشاكل السياسية موجودة فى كل مكان، وتفرض على المستثمرين إنفاق أموال ضخمة، ويمكن أن تسير السياسة فى اتجاهات بعكس مصالحك». ديسكالزى قال إنه عندما أصبح مسؤولا عن التنقيب والإنتاج فى عام 2008، كانت «إينى» تواجه خيارين: إما شراء إنتاج شركات أخرى أو إيجاد موارد بنفسها، فاختار التنقيب لأنه الأرخص والأكثر جدوى، فى حال نجاحه.