ليس هناك أصعب من معاناة الفقر والمرض حينما يجتمعا على إنسان، ليحرماه من العيش الهانئ، خاصة في ظل ما يعانيه المواطنين من شبح غلاء الأسعار. "أم حسن"، 65 عامًا، تعيش معاناة مؤلمة، في قرية المحاميد قبلي بمركز أرمنت، محافظة الأقصر، بعد إصابتها بجلطت أثرت على ذراعها وقدمها بالجانب الأيمن من جسدها جعلها عاجزة عن الحركة، لتبقى طريحة الفراش على "كنبة" دون مرتبة تخفف من آلامها. تقول أم حسن، ل"التحرير": "أنا معنديش بوتاجاز ولا غسالة، والسقف حالته تعبانة، خلى بيتي المبني من الطوب اللبن مكشوف، ومش عارفين هنعمل إيه مع المطر لما ييجي". وتضيف: "أنا تعبانة مش بعرف أتحرك ومعنديش سرير، بنام على كنبة ومش قادرة أشتري مرتبة، وضلوعي وجعاني من الخشب بتاعها، بس هعمل إيه، حكمة ربنا". وتذكر السيدة العجوز: "مش معايا ولاد غير بنت واحدة بس متزوجة ومعاها عيال، سايبه جوزها وعيالها علشان تخدمني، ولو خرجت تشتريلي أكل بتجيب حد من الجيران يقعد معايا، ومش بتخليني أقعد لوحدي لدرجة إنها مش بتروح لجوزها". وتوضح: "باخد راتب شهري من الشئون الاجتماعية 400 جنيه كمعاش، وعلاجي في الأسبوع بيكلف 150 جنيه، غير الأكل والشرب"، واختتمت: "نفسي أتعالج وحد يساعدني وأنام على سرير بمرتبة بدل الكنبة اللي بتزود تعبي". من جانبه، قال العميد علي الجزار، رئيس مركز ومدينة أرمنت، إنه من الممكن مساعدتها عن طريق التعاون مع الجمعيات الأهلية بعد عمل بحث اجتماعي عن حالتها، بالإضافة إلى دور مجلس المدينة في المساهمة بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها.