القيم الأمريكية.. عبارة تلوكها باستمرار ألسنة الساسة الأمريكيين عندما يسعون لتبرير قيام بلادهم بغزو بلدان أخرى وتدميرها والتسبب فى مآس إنسانية لا تحصى.. كان هذا المبرر الذى استخدمه الرئيس الأمريكى باراك أوباما لتهديده باستخدام القوة العسكرية ضد بلد كسوريا من دون موافقة مجلس الأمن الأممى وخارج إطار الشرعية الدولية.. تحدث أوباما عن «القيم الأمريكية» باعتبارها «استثناء» تتفرد به على دول العالم وهو يخول لها التدخل فى سوريا. لكن حادثة إطلاق النار فى مقر عريق تابع للبحرية الأمريكية يوم أول من أمس الإثنين، ربما فضح زيف هذه «القيم» وهذا «الاستثناء» ف«آرون أليكسيس، مطلق النار المفترض فى واشنطن، الذى قتل 12 شخصا، ولقى حتفه أيضا، كان دائم الشكوى من تعرضه لأعمال تمييز عنصرى وواجه صعوبات فى حياته العملية والشخصية كان يحمل الحكومة الأمريكية مسؤوليتها. وقد دفع هذا رئيس الشؤون الخارجية بالبرلمان الروسى إلى التهكم من النموذج الأمريكى وكتب على «تويتر» يقول إن هذا الهجوم يعد «تأكيدا واضحا على الاستثناء الأمريكى!». وركز المحققون على الدوافع التى جعلت أليكسيس يقتل 12 شخصا فى مبنى البحرية، وقالت كاثى لانير، رئيسة شرطة واشنطن إنها على ثقة بأن أليكسيس كان «قد تسبب فى الحادثة بمفرده» رغم تقارير فى وقت سابق ذكرت أنه كان هناك شخص آخر أطلق النار أيضا. وقال عمدة نيويورك فينسينت جراى إنه ما زالت لا توجد دوافع لإطلاق النار ولا مؤشر على أنه عمل إرهابى «رغم أننا لا نستبعد (هذا الاحتمال)». وخصص مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف بى آى» خطا ساخنا للمواطنين للإدلاء بأى معلومات عن أليكسيس. ومساء الإثنين الماضى قامت الشرطة بتفتيش أحد الفنادق جنوب غربى واشنطن، حيث كان أليكسيس يقيم ليومين على الأقل قبل حادثة إطلاق النار. وأفادت تقارير أنه كان يقيم بصحبة خمسة أشخاص، كانت الشرطة قد استجوبت 4 منهم فى السابق. فى نفس الوقت أفادت صحيفة «فورت ورث ستار تليجرام» المحلية فى فورت ورث بتكساس، مسقط رأس أليكسيس، بروايات مختلفة من أشخاص قالوا إنهم يعرفون الرجل. فحسب إحدى الروايات كان أليكسيس ساخطا على الحكومة الأمريكية بسبب نزاع على الأرباح. فى حين قال أحد أقاربه إنه كان يشكو من كونه ضحية للتمييز العنصرى. وقال قريبه، ويدعى وى سوثاميتوكل إن أليكسيس كان يعيش مع زوجته فى فورت ورث فى 2012 لكنهما اضطرا إلى الانفصال لأنه عجز عن تسديد ديونه. فى المقابل تقول البحرية الأمريكية إن آرون أليكسيس قد حصلت معه «سلسلة حوادث مرتبطة بسلوكه» فى أثناء هذه الخدمة، وتشير تقارير صحفية إلى أنه بعد أن ترك أليكسيس الخدمة فى البحرية الأمريكية، فإنه اضطر إلى العمل فى وظائف أقل رتبة بكثير، إذ عمل فى توصيل طلبات بأحد مطاعم فورت ورث. وتعجب آخرون من تورط أليكسيس فى هذه الواقعة من الأساس، فقد قال سومساك سريسان، الذى كان أليكسيس يعيش بأحد العقارات المملوكة له «يا لهذا الصبى، لا أكاد أصدق ذلك.. لقد كان مهذبا على الدوام معى». وقد أعلن مسؤولون فى شركة «هويليت- باكارد» أن آرون أليكسيس، مطلق النار المفترض فى واشنطن، الذى قتل 12 شخصا فى أحد مبانى البحرية الأمريكية، يعمل فى مجال المعلوماتية مع الشركة. وفجر مايكل ثاكر، المتحدث باسم الشركة، فى رسالة إلكترونية مفاجأة، حيث قال إن أليكسيس، الذى خدم فى البحرية من 2007 إلى 2011، كان يعمل مع شركة «إكسبرتس» وهى شركة تعمل لحساب شركة هويليت- باكارد (إتش بى) التى تعمل على تحديث الإنترنت فى سلاح البحرية والمارينز. وأعربت الشركة ومقرها كاليفورنيا عن «حزنها العميق» لعملية إطلاق النار التى وقعت فى أحد مبانى البحرية الأمريكية وسقط فيها 13 قتيلا، بينهم آرون أليكسيس. وأكد ثاكر أن شركة «إتش بى تتعاون كليا مع قوات الأمن». ومن ناحيته، قال مسؤول عسكرى فضل عدم الكشف عن هويته إن آرون أليكسيس قام خلال خدمته العسكرية لمدة أربع سنوات «بسلسلة حوادث على علاقة بتصرفاته». وفى حادثة أخرى منفصلة اعتقلت الشرطة الأمريكية، الإثنين الماضى، رجلا أطلق مفرقعات نارية باتجاه البيت الأبيض فى واشنطن، وذلك بعد حادثة إطلاق الرصاص فى مقر البحرية الأمريكية الذى يبعد بضعة كيلومترات من المقر الرئاسى. وكانت الشرطة قد أغلقت الطرق المؤدية إلى المقر الرئاسى بعد أن أشعل الرجل مفرقعات خارج المبنى، مما أثار الهلع، لا سيما أن الحادثة وقعت بعد ساعات على الهجوم الأول التى أسفرت عن 13 قتيلا بينهم مطلق الرصاص. وأكد الجهاز المسؤول عن أمن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أن الأمر يتعلق بمفرقعات نارية ألقيت فى الحديقة الشمالية من البيت الأبيض، نافيا حدوث أى عملية إطلاق رصاص كما كانت قد قالت بعض وسائل الإعلام.