كتبت: شيماء محمد "كلا الحزبين في الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يعملان على أساس مبادئ أخلاقية محترمة، لذلك لا يمكن الثقة بأي منهما، بل ومن الخطأ الاعتقاد بأن الحوار مع أحدهما سيجدي نفعًا، فالتجربة أثبتت أن الأمريكان يعملون على تحقيق أهدافهم بفرض آرائهم على الآخرين بالقوة ولا يعيرون للمحادثات أية قيمة تذكر"٫٫ هكهذا وصف "على خامنئي" قائد الثورة الإيرانية الإسلامية والقائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية، الولاياتالمتحدةالأمريكية أثناء تفقده معرض صناعات وزارة الدفاع الإيرانية يوم الأربعاء الماضي، في إطار فاعلية (أسبوع قوات الدفاع الجوي) . واعتبر "خامنئي" أن تعزيز القوة الدفاعية والهجومية حقًا مُسلَّمًا به، وصرح بالقول: إن "العالم اليوم يشهد نفوذًا واسعًا للقوى المتعجرفة التي لاترحم أحد، وتقصف حفلات الزفاف والمستشفيات بذريعة مكافحة الإرهاب وتقتل مئات الأطفال (في إشارة منه إلى دور السعودية باليمن)، وجميع المنظمات الدولية تلتزم الصمت، لذلك لا مفر لنا من رفع كفاءاتنا الدفاعية لكي يشعر هولاء بأننا لقمة عصية عليهم. وأكد "خامنئى" أن إيران لا تنوي بتاتًا امتلاك أسلحة دمار شامل - كالأسلحة الكيمياوية أو النووية، وذلك من منطلق عقيدة إيران الدينية التي تُحرم ذلك. وأفادت وكالة "تسنيم" الدولية للأنباء الإيرانية، أن تصريحات خامنئى، جاءت خلال تفقده معرض إنجازات وزارة الدفاع الجوي وشمل هذا المعرض الكثير من المعدات الحربية الحديثة ومنظومات إلكترونية تم تصنيعها بأيادي إيرانية و رادرات ومعدات بحرية وبرية وجوية وطائرات موجهة، كما تم الإعلان أيضًا عن تدشين أول طائرة بدون طيار عمودية باسم "رهام" . ونشر التلفزيون الإيراني تقريرًا مُتلفزًا يوم الأحد من الأسبوع الماضي لمنظومة صواريخ (إس300) التي دخلت إيران قادمة من روسيا، وذلك بعد إتمام صفقة الشراء التي كانت قد تعطلت فترة بسبب العقوبات المفروضة قبل الاتفاق النووي. وأوضح التقرير أن منظومة صواريخ "إس300” مضادة للأهداف الجوية، وتستطيع رصد مئتي هدف جوي في آن واحد والاشتباك مع 12 هدف مرة واحدة . واظهر "التقرير المتلفز" أنه تم نشر جزء من تلك المنظومة في محيط منشأة "فردو" النووية جنوبي العاصمة طهران، والتي كانت مُخصصة لتخصيب اليورانيوم سابقًا، لكن بعد الاتفاق النووي تم تحويلها إلى مركزًا لأغراض البحث العلمي والنووي. وذكرت وكالة أنباء "فارس" أن هذا الأمر جاء بمناسبة ذكرى تأسيس قاعدة "خاتم الانبياء" العسكرية للدفاعات الجوية. الجدير بالذكر أن تلك القاعدة هي من أهم أربع قواعد جوية تابعة للجيش الإيراني. وأثار هذا الأمر استياء الولاياتالمتحدة وخوفها من استخدام طهران لتلك المنظومة لأغراض خاصة بنشرها حول منشأة نووية تم إيقاف العمل بها . وفي هذا الصدد، صرح "خامنئي" أثناء لقاءه بعدد من القادة العسكريين من قاعدة "خاتم الانبياء" أن كل تلك الضجة الإعلامية والسياسية المفتعلة بخصوص أمر منظومة "إس300” ومنشأة "فردو" نوع من الخباثة الأمريكية، مضيفًا أن تلك المنظومة دفاعية وليست هجومية، ولكن مع ذلك نجد الأمريكان يبذلون قصارى جهودهم لحرمان إيران منها، مؤكدًا أن طهران تواجه أعداء يحاولون تجريدها من حق الدفاع عن النفس ليقولون بصراحة (لا حق لكم في الدفاع عن أنفسكم لكي نتمكن من ضربكم متى شئنا). كل تلك الأمور والتصريحات من جانب قائد الثورة الإيرانية، تُظهر عدم ارتياحه للاتفاق النووي، على الرغم من الإنجازات التي تمت من خلاله وشكوكه الدائمة في الولاياتالمتحدة ورئيسها المقبل أيًا كان وتأكيده الدائم أن قوة إيران لابد أن تكمن في الصواريخ والأسلحة وليست المفاوضات.