شارك فى سبعة أعمال خلال الموسم.. ونجاح مسلسل «الكبير» يعتمد بشكل كبير على دكتور ربيع سبعة أعمال درامية تضم بين فريق عملها اسم بيومى فؤاد منها «آدم وجميلة»، و«بدون ذكر أسماء»، و«تحت الأرض»، لكن على الرغم من هذا الظهور المكثف لا يمكن أن تطلق عليه لقب «نَحّيت» يلقى بجمله الحوارية فى المسلسلات ويهرب لعمل آخر، على العكس يقع بيومى تحت مظلة ممثلين قلائل ينحتون أدوارهم بحرفية ويحملون مسؤولية الظهور فى أكثر من عمل مراعين طبيعة كل شخصية ومقدمين ما يملكون من موهبة وأدوات لتظهر شخصياتهم على أكمل وجه. بالتأكيد شخصية «الدكتور ربيع» عامل أساسى فى إعطاء مسلسل «الكبير» قبلة الحياة هذا العام، فمستوى المسلسل المتدنى عن الأعوام السابقة وبَهَتان شخصية الكبير وعدم تقديم جديد حمَّل شخصيات المسلسل «فزاع» و«أشرف» و«هجرس» و«ربيع» مسؤولية الكوميديا فى المشاهد التى جذبت ضحكات حقيقية كانت تتضمن واحدا من أربعتهم، بيومى فؤاد تميز بأنه كان يقف وحيدا فى بعض المشاهد محملا المتفرجين وحدهم مسؤولية تهدئة أنفسهم من الضحك بعد انتهائه، مشهد حادث التسمم الذى أصاب أطفال المزاريطة وإجابته المستنكرة بوجه جاد عن سؤال المذيعة بأن الفريق الطبى الذى تسأل عنه يوجد فى «Greys Anatomy» و«ER» (مسلسلات طبية أمريكية شهيرة) أو مركز مجدى يعقوب، ليستمر الحوار مطلقا إفيهاته بلهجة وأسلوب اختاره ل«ربيع» منذ البداية، حتى عندما يدخل مكى للمشهد ويتحدث لا ينجح فى اجتذاب الضحك قدر ما جذبته كلمة «أرتفيشال» والتى نطقها ربيع تعليقا على كلام الكبير للمذيعة. لا يقتصر أداء بيومى على الكوميديا التى يمارسها فى «الكبير» منذ ثلاث سنوات، أو العام الحالى من خلال «الرجل العناب»، لكنه يقرر أن يُبكى من يشاهده خلال عبوره أمام أعين المشاهدين فى الحلقات الأولى من مسلسل «اسم مؤقت» مكونا ملامح رب أسرة متوسطة، ابنته إحدى أعضاء فريق حملة «رأفت الراوى» الرئاسى، يخشى عليها من السياسة، جافًّا وقاسيا معها ومع خطيبها عضو فريق نفس الحملة، الفتاة تتورط رغما عنها بسبب صدفة تؤدى إلى موتها، ليذهب والداها مع خطيبها للتعرف على جثتها، يرسم ملامح طبيعية حتى لا تشعر زوجته، حتى ينزل لخطيب ابنته ويسأله إذا كان يعرف طريق المشرحة ويعقبها بالبكاء، سؤال يقطع تماسكه ويعبر عن الشخصية وما تحمله من ثقافة ومواقف ضخَّمها طريقة إلقاء بيومى ممهدا لمشهد من الأفضل تمثيلا فى الموسم بأكمله وهو يتعرف على جثة ابنته ثم انهياره والبكاء وسقوط هالة القسوة والجفاف وتبدلهم بحزن وألم. الصورة الثالثة لبيومى هى دور جاد من خلال مسلسل «موجة حارة» يقدم شخصية «سعد العجاتى» شيخ صناعة أمن الدولة ويتميز هذا السعد بأنه يعيش حياة مزدوجة دائما، ما بين ظهوره بمظهر الداعية القاسى المتشدد الغيور على دينه وعمالته لأمن الدولة، ما بين زوجته التى تحبه وتردد أفكاره وكلماته وتدافع عنه دون تفكير وزوجته السرية الثانية صاحبة الأعمال التجارية المتعددة ظاهرا والقوادة باطنا، ازدواجية الشخصية على حبلين لعب عليها بيومى باقتدار يقف صامتا أمام حجة زوجة أخيه الأكبر «دولت»، التى ساهمت فى تنشئته أحيانا، ويؤلبها على ابنها نبيل باتهامه بأنه شيوعى ملحد محتدا فى أثناء مناقشة ابن أخيه نبيل، تاركا المجال لها فى الانتقام منه عما بدر منه ليحمل وجهه ابتسامة تشفٍّ تعبر عن حقيقة طباع الشخصية، مؤكدا أنه يمسك خيوطها جيدا متمكنا من الانفعالات التى تظهرها، بالإضافة إلى التزلف الدائم لشخص ضابط أمن الدولة الذى قدمه القدير ياسر على ماهر فى المسلسل، النماذج الثلاثة السابقة تكفى وتفيض للتأكيد أنك أمام نموذج للممثل القدير الذى ينتمى إلى مجموعة من الممثلين تظلمهم دائما شروط اختيار البطل الأول فى أى عمل فنى وتظلمهم ملامح الوجه والجسد الذى تمنعهم من التنوع فى التنقل بين المراكز فى الأعمال الفنية، ويمنعهم تأخر فرصة الشهرة والانطلاق من الوجود بين الكثير من الممثلين الذين لا يستحقون ما هم فيه من شهرة ونجاح على الصعيد المهنى.