..النص التاني في الطريق إن شاء الله مشهد من " موعد مع الوحوش" هل من الطبيعي أن تبدأ في متابعة أحداث الحلقة الأولي من أي مسلسل وأنت تعرف مسبقا طبيعة الشخصية التي يقدمها كل ممثل وشكل دوره، ليس لأنك قرأت عن قصة المسلسل من قبل، ولكن لأن توقعاتك دائما ما تصيب؟! يعني هي يسرا هتعمل دور سكرتيرة لعوب أو رقاصة درجة تالتة مثلا؟! ولّا سميرة أحمد هتعمل دور فتّاحة خزن أو معلمة في قهوة؟! ما هو أكيد اللي بنشوفه كل سنة هو اللي هنشوفه السنة دي. عدد كبير من الممثلين يتعامل مع التعريف العلمي للممثل الشاطر، علي اعتبار أنه الأقدر علي تجسيد انفعالات الشخصية، رغم أن الأهم من ذلك هو قدرته علي المغامرة والتصدي لتقديم شخصية قد تكون أبعد بكثير عن نمط الشخصيات التي نجح في تجسيدها من قبل، وغالبا ما تكون هذه هي الأدوار التي تترك علامات مع المشاهد فلا ينساها أبدا. يحسب لصنّاع مسلسلات هذا العام قدرتهم علي تقديم الأبطال في أدوار جديدة عليهم تماما، ويحسب للممثلين جرأتهم علي التغيير بعد سنوات طويلة من تقديم الأدوار نفسها.. نجد كريمة مختار هذا العام في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» في دور كوميدي لأم «صاحبة نكتة»، بل و«صاحبة مزاج» أيضا، فهي تستمتع برائحة الحشيش الذي يدخنه ابنها، ولا تجد مانعا من أن تطلب من ابنتها "ماهيتها" عشان تشتري بيها «غويشة دهب».. كل هذا بخفة دم تفوقت بها الفنانة القديرة علي نجوم الكوميديا الشباب هذا العام، بينما وافق حسن يوسف علي تقديم دور راجل «فلاتي» وعينه زايغة في نفس المسلسل، مبتعدا قليلا عن شخصية الحاج الصالح التي اعتاد تقديمها في الفترة الأخيرة، فنجد حسن يوسف وقد عاد لأدوار الشقاوة بتاعة زمان، فها هو يعاكس غادة عبد الرازق أثناء وجوده في غرفة العناية المركزة بخفة ظل وبنفس الحماس الذي كان يعاكس به سعاد حسني في أفلام الأبيض والأسود، لكنه هذه المرة «حاج» متزوج من اثنتين ويرغب في الزواج من الثالثة، بل ويحمل لمحات شريرة فهو لا يمانع من الانتقام من عدوه بحرق المخازن بتاعته. أما سامح حسين فقد اكتفي هذا العام بتغيير نصف جلده فقط، من خلال تقديمه لدور «ميشو» الأخ الصايع في مسلسل «اللص والكتاب»، وهو شاب صايع ومجرم، بينما احتفظ سامح بنصف جلده الآخر كما هو من خلال دور «فطين» الأخ التوأم الذي يحمل ملامح الغباء والعبط، وهي السمات الأساسية المميزة لكل أدواره السابقة. كذلك نري شريف منير يقدم شخصية بركات الفلاح الذي يرعي والدته وأخاه الصغير، ويرعي الأرض الزراعية التي ورثها عن والده، لكنه يعاني من إدمانه للمخدرات في مسلسله «بره الدنيا» الذي قام بتأليفه أحمد الفتاح ومن إخراج مجدي أبو عميرة وهي شخصية بعيدة تماما عن الأدوار التي اعتاد شريف منير تقديمها في السنوات الأخيرة ومجازفة كبيرة منه، كما نري خالد صالح في شخصية الصعيدي لأول مرة في تاريخه من خلال دور طلعت التاجر الصعيدي الذي يعمل في أحد أسواق الإسكندرية في مسلسل «موعد مع الوحوش». بينما اختارت هند صبري أن تغير جلدها تماما في مسلسل «عايزة أتجوز» من خلال دور كوميدي من الألف للياء مبتعدة تماما عن الأدوار الجادة التي اعتادت تقديمها. نفس الأمر فعلته مي عز الدين في مسلسلها «قضية صفية» الذي قام بتأليفه أيمن سلامة والمخرج أحمد شفيق والذي تجسد فيه شخصية فتاة ريفية يحاول المحيطون بها الاستيلاء علي ميراثها بعد أن تخلت عن مكياجها وملابس الفتاة الرومانسية الرقيقة في ثاني تغيير حقيقي لها بعد فيلم «كلم ماما» الذي قدمت خلاله دور الفتاة الشعبية العنيفة في تعاملاتها مع الناس.