الحركة تلعب على نغمتى قضية فلسطين ومقاومة الاحتلال لاستعادة تمويل إيران العسكرى والاقتصادى بعد سقوط إخوان مصر أنفاق التهريب فى غزة تتساقط واحدا تلو الآخر، نظام الإخوان المسلمين انمحى من الخارطة السياسية للمنطقة، حزب الله وإيران أوقفا مساعداتهما لحركة حماس، لهذا فقدت الأخيرة كل التمويلات الاقتصادية والعسكرية التى كانت تحصل عليها، ومن ثم لم يبق إلا العودة إلى طهران بعد سقوط الراعى الأكبر فى القاهرة أوائل الشهر الماضى وقيام ثورة ال30 من يونيو. الآن تلجأ حماس من جديد إلى إيران لرأب الصدع وسد الفجوة التى نشأت بينهما بسبب الأزمة السورية. الحركة الفلسطينية التى وقفت مع نظرائها الإخوانيين فى دمشق ضد نظام بشار الأسد وتسبب هذا فى رحيلها برجالها ومكاتبها من هناك، نفس الحركة تعود الآن إلى طهران مقدمة فروض الولاء والطاعة لمرشد الجمهورية الإسلامية وحكومة روحانى للتنازل عن موقفها مما يحدث بسوريا، مدفوعة فى هذا بالخوف من الانهيار اقتصاديا وعسكريا. ووفقا لصحيفة «تليجراف» البريطانية فإن حماس ترتمى مجددا فى حضن طهران بعد أن فقدت حليفا وثيقا ورفيقا أيديولوجيا وهو المعزول محمد مرسى، موضحة أن الحركة الفلسطينية أجرت محادثات سرية مع طهران، لاستعادة العلاقات الوثيقة مرة أخرى التى انهارت إثر الحرب الدائرة فى سوريا، ونقلت عن أحمد يوسف، مستشار رئيس وزراء حماس، قوله إنه «تم عقد عدد من الاجتماعات بين الجانبين لمراجعة ماذا حدث فى الشهور الماضية، حيث تناولوا العلاقة المتوترة وتقلص التمويل الإيرانى لحماس، وقطعت ما يزيد على 15 مليون جنيه إسترلينى تمويلا شهريا وإيقاف برنامج التدريب العسكرى كعقاب لموقف الحركة من سوريا». مقاومة الاحتلال الإسرائيلى ونصرة القضية الفلسطينية هى الذريعة والوسيلة التى تبرر بها حماس الآن العودة إلى المعسكر الإيرانى، فى الوقت الذى يظهر فيه نقص التمويل اقتصاديا وعسكريا هو الدافع الأول والأخير وراء الأمر، وقال مسؤولون بحماس ل«التليجراف» إن جولة المناقشات بين غزةوطهران هدفت إلى تصفية الأجواء وتأكيد أن المصلحة المشتركة للجانبين تتمحور فى معارضة إسرائيل. ويبدو أن الصفقة نجحت بين الجانبين الإيرانى والحمساوى، فرئيس المكتب السياسى لحماس خالد مشعل زار إيران وتم استقباله بترحاب كبير، ملتقيا كبار الجمهورية الإسلامية، كما تزايدات تصريحات المسؤولين الإيرانيين مؤخرا الداعمة للحركة، واعتبارها المقاومة الحقيقية، بل إن على لاريجانى، رئيس البرلمان الإيرانى، أعلن فى تصريحات أخيرة له، قائلا «نحن فخورون بالدفاع عن الشعب الفلسطينى وحماس، نحن فخورون بأن مساعداتنا كانت مالية وعسكرية». حسن عبدو، الباحث السياسى والمتخصص فى شؤون الشرق الأوسط، قال إن عودة حماس لتحسين علاقاتها مع ما يسمى ب«محور الممانعة» أمر طبيعى يأتى فى سياق حاجتها إلى الإمدادات المادية والعسكرية، خصوصا أن طهران لعبت دورا بارزا فى دعمها خلال العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة قبل أشهر.