قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال كلمته باحتفالية تكريم أوائل الثانوية الأزهرية خلال الساعات الماضية، إن الأزهر سيظل ثابتًا على عقيدته المبنية على المنهج الأشعري؛ لأنه منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي عاشت به الأمة الإسلامية قرونًا دون حروب أو منازعات، داعيًا الطلاب إلى أن يخصصوا وقتهم كاملا للدراسة والتعليم والتحصيل بالقراءة والاطلاع المحفوف بالحذر من المؤلفات التي تعد جواسيس على الطالب الأزهري. "التحرير" ترفع الستار عن حقائق المذهب الأشعري تعريف المذهب خرج مذهب الأشاعرة من رحم الفرق الكلامية التي تنسب لأبي الحسن الأشعري الذي خرج على المعتزلة، ويعد من مواليد البصرة 270ه، ويقوم المذهب الذي يعد منهج الأزهر وجموع الأزهريين منذ القدم على البراهين والدلائل العقلية والكلامية وسيلة في محاججة خصومها، لإثبات حقائق الدين والعقيدة الإسلامية على طريقة عبدالله بن كلاب الكلامية. مؤلفات مؤسس المذهب الأشعري مؤلفات أبو الحسن الأشعري، الشيخ الأشعري، كثيرة قيل إنها بلغت ما يقارب الخمسين مصنفًا، منها إيضاح البرهان في الرد على أهل الزيغ والطغيان، والرد على ابن الراوندي في الصفات والقرءان، وتفسير القرءان، وهو كتاب حافل جامع والفصول في الرد على الملحدين والخارجين عن الملّة، القامع لكتاب الخالدي في الارادة. كتاب الاجتهاد في الأحكام. كتاب الرد على المجسمة . و اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع والنقض على الجبائي النقض على البلخي، جمل مقالات الملحدين كتاب الأخبار وتصحيحها، كتاب الإدراك في فنون من لطيف الكلام كتاب الإمامة. الأفكار والمعتقدات يقوم المذهب الأشعري على الجمع بين الكتاب والسنة بالاعتماد على قواعد علم الكلام، ولذلك فإنهم يقدمون العقل على النقل عند التعارض، وعدم الأخذ بأحاديث الآحاد في العقيدة والمتواتر منها يجب تأويله. التوحيد عند الأشاعرة: فسروا الإله بأنه الخالق أو القادر على الاختراع ، وبذلك جعلوا التوحيد هو إثبات ربوبية الله عز وجل دون ألوهيته مع تأويل أكثر صفاته جل وعلا، وهكذا خالف الأشاعرة أهل السنة والجماعة في معنى التوحيد حيث يعتقد أهل السنة والجماعة أن التوحيد أول واجب على العبد هو إفراد الله بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته على نحو ما أثبته تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل. يعتقد الأشاعرة تأويل الصفات الخبرية كالوجه واليدين والعين والقدم والأصابع وكذلك صفتي العلو والاستواء، وقد ذهب المتأخرون منهم إلى تفويض معانيها إلى الله تعالى على أن ذلك واجب يقتضيه التنزيه ، ولم يقتصروا على تأويل آيات الصفات بل توسعوا في باب التأويل حيث أولوا أكثر نصوص الإيمان. أما عقيدة السلف فإنهم يثبتون النصوص الشرعية دون تأويل معنى النص , الأشاعرة مضطربون في قضية التكفير فتارة يقولون لا تكفر أحداً ، وتارة يقولون لا تكفر إلا من كفرنا ، وتارة يقولون بأمور توجب التفسيق و التبديع أو بأمور لا توجب التفسيق ، فمثلاً يكفرون من يثبت علو الله الذاتي أو من يأخذ بظواهر النصوص. الأشاعرة في الإيمان بين المرجئة التي تقول يكفي النطق بالشهادتين دون العمل لصحة الإيمان ، وبين الجهمية التي تقول يكفي التصديق القلبي . ورجح الشيخ حسن أيوب من المعاصرين إن المصدق بقلبه ناجٍ عند الله وإن لم ينطق بالشهادتين ، ( تبسيط العقائد الإسلامية 29-32 ) . و مال إليه البوطي ( كبرى اليقينيات 196 ) . وفي هذا مخالفة لمعتقد أهل السنة والجماعة الذين يقولون إن الإيمان قول وعمل واعتقاد ، ومخالفة لنصوص القرآن الكريم الكثيرة منها : ( أم حسب الذين اجترحوا اليسئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم و مماتهم ساء ما يحكمون ) . عليه يكون إبليس من الناجين من النار لأنه من المصدقين بقلوبهم ، وكذلك أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم كثير. وافق الأشاعرة أهل السنة والجماعة في الإيمان بأحوال البرزخ، وأمور الآخرة من : الحشر والنشر ، والميزان ، والصراط ، والشفاعة والجنة والنار ، لأنها من الأمور الممكنة التي أقر بها الصادق صلى الله عليه وسلم ، وأيدتها نصوص الكتاب والسنة ، وبذلك جعلوها من النصوص السمعية , كما وافقوهم في القول في الصحابة على ترتيب خلافتهم ، وأن ما وقع بينهم كان خطأً وعن اجتهاد منهم. واختلففوا بشأن قضية التكفير,فيعتبرون الأخذ بظواهر النصوص من أصول الكفر . أما أهل السنة والجماعة فيرون أن التكفير حق لله تعالى لا يطلق إلا على من يستحقه شرعاً ,و القرآن ليس كلام الله على الحقيقة ولكنه كلام الله النفسي وإن الكتب المنزلة بما فيها القرآن مخلوقة . أما عقيدة أهل السنة والجماعة فهي: أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه تعالى يتكلم بكلام مسموع تسمعه الملائكة . وحصر الأشاعرة دلائل النبوة بالمعجزات التي هي الخوارق، بينما يرى جمهور أهل السنة أن دلائل ثبوت النبوة للأنبياء كثيرة ومنها المعجزات. ومن جهته برر الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، تمسك الأزهر ودفاعة القوى من حين لأخر بالمذهب الأشعري وذلك على اساس أن المذهب الأشعرى يتمتع بالوسطية والاعتدال. وأضاف كريمة فى تصريحات خاصة ل"التحرير" اليوم الخميس، أن جموع خريجي الأزهر الشريف منذ القدم هم أشاعرة في الأساس، إلا أن هناك فئة قليلة من الزهريين من أبناء التيارات المتشددة كالسلفية والإخوان لا يأخذون بالمذهب الأشعري. وثمن حديث الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال احتفالية رابطة خريجي الأزهر خلال الساعات الماضية بتكريم أوائل الثانوية الأزهرية للقسم العلمي والأدبي والشعبة الإسلامية بحث الطلاب بضرورة التحلي بالمذهب الأشعري، وأن الأزهر وعلمائه متمسكون بالمذهب الأشعري.