هاجم رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي جامعة كامبريدج البريطانية، متهمًا إياها بعدم التعاون الكامل في تحقيقات الطالب الإيطالي جوليو ريجيني الذي عثر على جثمانه مقتولًا في مصر، فبراير الماضي، مطالبًا الحكومة البريطانية بالتدخل من أجل ضمان التعاون الكامل، بحسب ما نقلته صحيفة "التلجراف" البريطانية. وقال رينزي - في حوارٍ مع صحيفة "الريبوبليكا" الإيطالية: "لا أفهم لماذا يعتقد أساتذة في جامعة ذات سمعة عالمية أنَّ إيطاليا يمكن أن تقبل صمتهم؟.. إنَّه أمر يتعذر تفسيره". وأضاف: "عائلة ريجيني تستحق الحقيقة، نحن في حاجة إلى أي شخص يمتلك ولو جزء صغير من تلك الحقيقة". وطالب رئيس وزراء إيطاليا، نظيرته البريطانية تيريزا ماي بتقديم المساعدة في قضية ريجيني خلال زيارتها إلى روما مؤخرًا. وأشارت "التلجراف" إلى أنَّ التوتر بين إيطاليا وجامعة كامبريدج ارتفعت حدته في منتصف شهر يونيو الماضي، عندما سافر سيرجيو كولايوكو رئيس فريق التحقيق الإيطالي بصحبة والدي ريجيني إلى كامبريدج. ولفتت الصحيفة إلى أنَّ مها عبد الرحمن مشرفة رسالة الدكتوراه لريجيني بجامعة كامبريدج رفضت الخضوع للاستجواب، بحسب ما أفادت به السلطات الإيطالية، واكتفت بإرسال "إيميل" لا يحتوي على إجابات كافية. وذكرت "التلجراف": "مها عبد الرحمن كانت هي من أعطت ريجيني قائمة اتصال تتعلق بالنقابات العمالية في مصر، وفقًا للمحققين، كما كانت حلقة الوصل بينه وبين الدكتورة رباب المهدي بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، التي عملت بها عبد الرحمن أيضًا". وأشارت إلى أنَّ تحليلًا ل"حاسوب ريجيني" أظهر شكوكًا اعترته حول بعض الأساليب البحثية لأساتذته، وأنَّه كان يلتقي بشكل منتظم المهدي لإطلاعها على التقدم الذي حققه في البحث. من جانبه، قال متحدث باسم كامبريدج: "جامعتنا لم ترفض التعاون مع المحققين الإيطالين ومستمرة في استخدام كافة السبل لاكتشاف الحقيقة حول القتل الوحشي لريجيني". وأضاف: "لنكن واضحين، الجامعة المركزية لم تستقبل أي طلب مساعدة من المحققين الإيطاليين، وتمد يدها لتقديم أي دعم". وتابع: "تلقت أكاديمية بكامبريدج طلبًا من النيابة الإيطالية، واستجابت لكافة أسئلتهم.. والجامعة تظل مستعدة لرد فعل سريع على أي طلب مساعدة من السلطات الإيطالية، لكن أي إشارة لغير ذلك يؤلم عائلة وأصدقاء ريجيني ويبعدنا عن التوصل لمرتكب الجريمة الوحشية التي استهدفت أحد طلابنا الأعزاء". وأعرب "المتحدث" عن تفهمه لإحباط المحققين الإيطاليين من الاستنتاجات التي وضعتها السلطات المصرية حتى الآن، موضِّحًا أنَّ الجامعة تمارس ضغوطًا على القاهرة لتفسير مقتل ريجيني، مطالبًا الحكومة البريطانية للضغط من أجل دعم جهود إيطاليا للتوصل إلى حقيقة مقتله.