شاهد: تشاجر مع أمين شرطة بسبب بيع كلب وضربا بعضهما وقيده وطلب زملائه وأخذوه في توك توك الشرطيون: قفز في النيل واعتقدنا أنه يجيد السباحة ولم نحرر محضرا بالحشيش بسبب هروبه منا حصلت «التحرير» على التفاصيل الكاملة، لأزمة غريق قسم إمبابة، الذي عثر الأهالي على جثته في مياه النيل، بعد 24 ساعة من مشاجرة وتبادل ضرب بينه وأمين شرطة، وإلقاء 3 أمناء شرطة آخرين القبض عليه واصطحابه داخل توك توك، ليختفي حتى ظهرت جثته السبت الماضي. بدايات الحادث رواها "م.ر"، البائع بسوق الجمعة، خلال تحقيقات النيابة التي باشرها يوسف عانوس، وكيل أول نيابة إمبابة تحت إشراف عبدالله المهدي رئيس النيابة. لغز الكلب أفاد شاهد العيان أن المتوفى "م.س" 27 سنة، قدم ظهرا إلى سوق الجمعة، ومعه حيوان أليف (كلب)، يريد بيعه، وبسبب عدم التزامه بمكان البيع والعادات المتبعة في السوق، تدخل أمين الشرطة المكلف بمتابعة الأمن لتوجيهه إلى ما ينبغي عليه فعله، لكن وقعت مشادة بينهما، تحولت إلى اشتباك بالأيدي وتبادل الطرفين الضرب العنيف، حتى تمكن الأمين من السيطرة على الشاب وتكبيله، وبتفتيشه عثر معه على مبلغ مالي، وكمية قرابة نصف "فرش" حشيش، فتحفظ عليه والمضبوطات، واتصل بزملائه الشرطيين لضبطه ونقله إلى قسم الشرطة. وفجر الشاهد مفاجأة من العيار الثقيل، بقوله إن أمناء الشرطة الثلاثة الذين قدموا لظبط المتهم، كانوا يستقلون توكتوك، يقوده أحدهم، واحتجزوا الشاب داخل التوك توك، وجلس أمين شرطة بجواره، وقاد آخر التوك توك، ولحقهم أمين شرطة ثالث بدراجة نارية. تليفون الغريق قال الشاهد إنه عثر على تليفون الشاب، الذي يبدوا أنه تعطل حين سقط منه خلال المشاجرة، ولم يتمكن من التوصل له، حتى علم أمس الثلاثاء، أنه تم العثور عليه متوفيا، غرقا في النيل قبل عدة أيام، فقدم إلى النيابة للإدلاء بشهادته وتسليم الهاتف. وباستدعاء الشرطي للتحقيق، أكد واقعة تشاجره مع الغريق، وأكد أنه خلال اصطحاب المتهم إلى قسم الشرطة لتحرير محضرا ضده، غافل أمين الشرطة الراكب إلى جواره داخل التوكتوك، وقفز خلال تهدأة السرعة في أحد الدورانات، ولما لحقوا به قفز في النيل، فتركوه وانصرفوا ولم يحرروا محضرا بالواقعة، حتى ظهرت جثته وانتشر خبر الواقعة. لا تعذيب اعترف أمين الشرطة بضربه المتهم خلال تشاجرهما في السوق، نافيا تعذيبه أو إدخاله إلى قسم الشرطة، مؤكدا أنه هرب قبل بلوغهما ديوان القسم أو تحرير محضرا بالواقعة، مشيرا إلى أن التوك توك، الذي تم اصطحاب المتهم فيه، تابع للقسم وتمت مصادرته في حملة بوقت سابق. وبسؤال والد المتوفى وشقيقه، أكدا ريبتهما في مصرع الشاب وطالبا بالتحقق من أسباب الوفاة للتأكد من موت نجلهم غرقا بقفزه في النيل بإرادته، أم أن أمناء الشرطة ارغموه على ذلك، أو عذبوه حتى الموت ثم تخلصوا من جثته بالنيل، مؤكدين أنهم لا يستطيعان اتهام الشرطة بشكل صريح، كما لا يستطيعان التغاضي عن اتهامهم، خاصة بعد علمهم بمشاجرة السوق، وعملية الضبط التي لم يتم تحرير محضرا بها، علاوة على عدم طلب الشرطيين للإنقاذ النهري رغم زعمهما قفز نجلهم في النيل وخطورة ذلك، خاصة لضعفه بعد تعدي أمين الشرطة عليه في السوق وتكبيله. الشك أمرت النيابة بسرعة إجراء تحريات إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة، للتحقق من رواية أمناء الشرطة، وتجاهلهم تحرير محضرا بتلك الوقائع، بحجة اعتقادهم بقدرة المتهم على السباحة وعدم تمكنهم من الوصول له بعد قفزه في النيل. كانت تحقيقات النيابة، توصلت إلى أن المتوفى مسجل خطر، سبق اتهامه في 12 قضية، صادر في عددا منها أحكام غيابية ضده، تم العثور على جثته غارقة في نهر النيل بمنطقة إمبابة، ولم تكن هويته معروفة في البداية، وأمرت النيابة بتشريح جثمانه للتأكد من سبب الوفاة، وقدم أمس الثلاثاء خال الشاب وتمكن من التعرف عليه، وبعد ذلك شاعت وقائع مشاجرة الشاب مع أمين الشرطة وإلقاء ثلاث أمناء شرطة القبض عليه، يوم الجمعة قبل ظهور الجثة في النيل بعدها بيوم، وحدد البائع الشاهد هوية أمين الشرطة. تجمهر وغضب وأشارت مصادر قضائية إلى أن النيابة فتحت تحقيق منفصل في واقعة تجمهر الأهالي الغاضبين حول قسم إمبابة مساء أمس، بعد علمهم بالواقعة وهوية الشاب المتوفى ومشاجرته مع أمناء الشرطة، بما رجح اعتقادهم بوفاته جراء التعذيب داخل القسم، وتم القبض على 8 متجمهرين جاري عرضهم على النيابة للتحقيق.