تحقيقات مصرع بائع عقب مشاجرة مع أمناء شرطة: العثور على الجثة غارقة بلا محضر ضبط

حصلت «المصرى اليوم»، على التفاصيل الكاملة لتحقيقات نيابة إمبابة في الجيزة، بحادث «مطاردة قوة من قسم شرطة إمبابة لبائع بسوق الجمعة، وغرقه بمياه نهر النيل، بعد ضبطه وبحوزته حشيش».
وأفادت تحقيقات النيابة، برئاسة المستشار عبدالله المهدى، بأن بداية الأحداث كانت بتبادل الضرب بين عامل ويُدعى «م. س»، 27 سنة وأمين شرطة، وإلقاء القبض على العامل وبحوزته المواد المخدرة، واصطحابه داخل دراجة نارية «توك توك»، ليختفى حتى تظهر جثته السبت الماضى، بمياه نهر النيل.
وقال شاهد عيان، ويُدعى «ع. ر»، عامل بسوق الجمعة، إن زميله المتوفى حضر إلى السوق، وبحوزته كلب يريد بيعه، وحدثت بينه وبين أمين الشرطة المكلف بمتابعة الحالة الأمنية بالسوق خلافات لعدم التزام «م» بمكان البيع والعادات المتبعة بالسوق، وسرعان ما تطورت الخلافات إلى اشتباكات بالأيدى تبادل الطرفان فيها اللكمات والضرب العنيف، إلا أنّ شرطيا آخر تمكن من السيطرة على الاشتباكات، وتمكن من وضع «كلابشات» بيد البائع وبتفتيشه عُثر بحوزته على نصف «فرش» حشيش، فما كان منه إلا أن اتصل بزملائه الشرطيين لاصطحاب العامل إلى قسم الشرطة، وبحوزته المضبوطات.
وأضاف الشاهد، في التحقيقات، أن 3 أمناء شرطة قادوا المتهم إلى القسم، حيث حضر شرطى داخل «توك توك» كان يقوده، وجلس إلى جواره أمين الشرطة صاحب الخلاف مع البائع، وثالث تبعهم بدراجة نارية.
وأكد الشاهد، أمام النيابة، أنه عثر على الهاتف المحمول الخاص بالبائع زميله، والذى يبدو أنه تعطل حين سقط منه خلال المشاجرة، ولم يتمكن من التوصل له، حتى علم أمس الأول الثلاثاء، أنه جرى العثور على الشاب متوفيًا، غرقًا في النيل قبل عدة أيام، فقدم إلى النيابة للإدلاء بشهادته وتسليم الهاتف.
وأفادت تحقيقات النيابة أن المتوفى مسجل خطر، سبق اتهامه في 12 قضية، صادر في عدد منها أحكام غيابية ضده، وتم العثور على جثته غارقة في نهر النيل بمنطقة إمبابة، ولم تكن هويته معروفة في البداية، وأمرت النيابة بتشريح جثمانه للتأكد من سبب الوفاة، وقدم أمس الأول الثلاثاء خال البائع بسوق الجمعة وتمكن من التعرف عليه، وبعد ذلك شاعت وقائع مشاجرة الشاب مع أمين الشرطة وإلقاء 3 أمناء شرطة القبض عليه، يوم الجمعة قبل ظهور الجثة في النيل بعدها بيوم، وحدد البائع الشاهد هوية أمين الشرطة.
وباستدعاء الشرطي للتحقيق، أكد واقعة تشاجره مع الغريق، وأكد أنه خلال اصطحاب المتهم إلى قسم الشرطة لتحرير محضر ضده، غافل أمين الشرطة الراكب إلى جواره داخل ال«توك توك»، وقفز خلال تهدئة السرعة في ملف، ولما لحقوا به قفز في النيل، فتركوه وانصرفوا ولم يحرروا محضرا بالواقعة، حتى ظهرت جثته وانتشر خبر الواقعة.
واعترف أمين الشرطة بضربه المتهم خلال تشاجرهما في السوق، نافيا تعذيبه أو إدخاله إلى قسم الشرطة، موكدا أنه هرب قبل بلوغهما ديوان القسم أو تحرير محضر بالواقعة، مشيرا إلى أن «التوك توك»، الذي تم اصطحاب المتهم فيه، تابع للقسم وتمت مصادرته في حملة بوقت سابق.
وبسؤال والد المتوفى وشقيقه، أكدا ريبتهما في مصرع نجلهما «م»، وطالبا بالتحقق من أسباب الوفاة للتأكد من موت نجلهما غرقا بقفزه في النيل بإرادته، أم أن أمناء الشرطة أرغموه على ذلك، أو عذبوه حتى الموت ثم تخلصوا من جثته بالنيل، مؤكدان أنهما لا يستطيعان اتهام الشرطة بشكل صريح، كما لا يستطيعان التغاضي عن اتهامها، خاصة بعد علمهما بمشاجرة السوق، وعملية الضبط التي لم يتم تحرير محضر بها، علاوة على عدم طلب الشرطيين للإنقاذ النهري رغم زعمهما قفز نجلهما في النيل وخطورة ذلك، خاصة لضعفه بعد تعدي أمين الشرطة عليه في السوق وتكبيله.
وأمرت النيابة بسرعة إجراء تحريات إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة، للتحقق من رواية أمناء الشرطة، وزعمهم قفز المتهم في النيل، وتركهم له دون تحرير محضر بتلك الوقائع، بحجة اعتقادهم بقدرة المتهم على السباحة وعدم تمكنهم من الوصول له بعد قفزه في النيل.
وأشارت مصادر قضائية إلى أن النيابة فتحت تحقيقا منفصلا في واقعة تجمهر الأهالي الغاضبين حول قسم إمبابة مساء أمس، بعد علمهم بالواقعة وهوية الشاب المتوفى ومشاجرته مع أمناء الشرطة، بما رجح اعتقادهم بوفاته جراء التعذيب داخل القسم، وتم القبض على 8 متجمهرين جارٍ عرضهم على النيابة للتحقيق.