أمر يوسف عانوس، وكيل أول نيابة إمبابة، برئاسة المستشار عبد الله المهدى رئيس النيابة وبإشراف المستشار أحمد البقلى المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة بانتداب الطبيب الشرعى لتشريح جثة غريق إمبابة التى عثر عليها صباح يوم الأحد الماضى. كما أمرت النيابة بالاستماع إلى أقوال والد ووالدة المجنى عليه حول مزاعمهما بمسئولية الأجهزة الأمنية عن وفاة نجلهما كما سيستمع فريق من النيابة إلى أقوال طفل يبلغ من العمر عشر سنوات بعد أن عثر معه على الهاتف المحمول الخاص بالمجنى عليه لبيان كيفية وصوله إليه وذلك بتكليف رجال المباحث شرطة الاتصالات بتتبع الهاتف المحمول كما سيستمع فريق من النيابة إلى اثنين من مخبرى القسم للوقوف على حقيقة ما حدث. كما أمرت النيابة بالتحقيق فى البلاغ المقدم من الأجهزة الأمنية بالجيزة والذى افاد بتجمهر عدد من المواطنين أمام مبنى قسم إمبابة بالمخالفة لقانون التظاهر، وضلوع بعض المشاركين فى الاعتداء على الخدمات التأمينية والتشابك بالأيدى خلال محاولة إقناعهم بفض تجمهرهم. وتسلمت النيابة تقرير مفتشى الصحة الذى أكد عدم وجود إصابات ظاهرة تدل على تعذيب بدنى بجسد المتوفى، وأن الجثة فى حالة تيبس بسبب الغرق. أكدت التحقيقات الأولية، التى باشرتها نيابة قسم إمبابة، أن الشاب غرق خلال محاولته الفرار من قوات الشرطة عقب القبض عليه لحيازته مواد مخدرة. واكدت والدة الشاب المتوفى أنه يعمل بائع طيور بسوق إمبابة وأثناء تواجده فى السوق القى أحد أمناء الشرطة القبض عليه للاشتباه فيه، ثم اقتاده فى «توك توك» إلى قسم شرطة إمبابة أمام البائعين فى السوق مضيفة انه عندما توجهوا إلى القسم فى اليوم التالى للسؤال عنه أبلغنا ضباط القسم بعدم وجوده ثم تلقينا اتصالا بوجوده فى مشرحة زينهم مصابا بطلق نارى بعد غرقه فى النيل. ونفت الأجهزة الأمنية بالجيزة مزاعم أسرة المتهم تعرضه للتعذيب مؤكدين أن المتهم هرب من الحراسة أثناء اقتياده إلى القسم حيث تمكن من الصعود إلى احد الكبارى إلا أنه سقط فى النيل ولم يتم العثور عليه . بدأت الواقعة يوم الجمعة الماضى، بورود بلاغ من رواد سوق الحمام، بمنطقة إمبابة بقيام أحد الأشخاص بالإتجار بالمخدرات. انتقلت قوة أمنية لفحص البلاغ، وتبين وجود شاب بحوزته كمية من المخدرات، وأثناء ضبطه واقتياده إلى قسم إمبابة، وقعت مناوشات بينه وبين مخبرين من القسم، وألقى المتهم بالمخدرات بعيدًا ولم يتم العثور عليها، وتم اقتياده بمعرفة المخبرين مستقلين توك توك إلى قسم شرطة إمبابة لتحرير محضر بالواقعة. وأثناء ذلك غافل المتهم الحراسة وتمكن من الهرب، تجاه روض الفرج، وأثناء صعوده إلى احد الكبارى سقط فى النيل، ويوم الأحد الماضى عثرت القوات على جثته طافية على الماء بمنطقة شبرا وبتفتيشه لم يتم العثور على أى بيانات له، وتم تحرير محضر وعرضه على النيابة، وقررت النيابة تشريح الجثة وقيده ضمن المجهولين لحين التعرف عليه. وفى صباح أول أمس تقدم خال المتهم ببلاغ إلى قسم إمبابة أكد خلاله أن ابن شقيقته مختفى منذ يوم الجمعة الماضية، بعد القبض عليه وبفحص البلاغ وأوصاف المختفى تبين أنه الغريق الذى عثر عليه يوم الأحد الماضى، وتعرف عليه من خلال ملابسه التى كان يرتديها وبالكشف عنه تبين أنه متهم فى تسع قضايا سرقات بالإكراه وتجارة فى المخدرات. وبعد مرور عدة ساعات فوجئت قوات الأمن مساء الثلاثاء بتجمهر مجموعة من أهالى المتهم بسبب اعتقادهم أن وفاته جاءت نتيجة تعرضه للتعذيب داخل القسم، حيث قاموا برشق القسم بالطوب والحجارة، ورددوا هتافات معادية لرجال الشرطة الأمر الذى تسبب فى إغلاق الطريق أمام حركة سير السيارات. وعلى الفور دفع اللواء خالد شلبى، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بقوات أمنية للسيطرة على الموقف، كما أطلق رجال الشرطة الأعيرة النارية فى الهواء لتفريق الأهالى وبالفعل تم إقناع الأهالى بفض التجمهر وفتح الطريق مرة أخرى أمام السيارات دون حدوث أى مشكلات وتم فرض كردون أمنى بالمنطقة والدفع بسيارات الأمن المركزى لمنع تجمهر الأهالى مرة ثانية.