تعيش أسرته في منزل متهالك مكون من طابق واحد فقط وآيل للسقوط، سيطرت الشروخ على جميع حوائطه، تجلس والدته وأسرته فى حالة حزن وبكاء على ما حدث له وتفكر في مصيره، ولا يملكون له إلا الدعاء بعودته سالمًا على "حصير بالية" توسط الصالة ذات الأرضية الترابية الخالية من أي أثاث، هو أحمد محمد إبراهيم أصغر العمال المختطفين في ليبيا والذى لم يتجاوز عمره 16 عامًا. تقول نبأة رمضان "والدة أحمد" فى حديثها ل"التحرير"، إن ابنها كان يحلم بهدم منزله وبناء منزل آخر يليق بحياة الإنسان، وشراء أثاث ليجلسوا ويناموا عليه بدلًا من الأرض التى كسرت عظامهم وأصابتهم بالأمراض. غلبتها دموعها ولكنها أخذت نفسًا عميقًا وتابعت حديثها قائلةً "ابني سافر من 4 أشهر، وبيشتغل عامل فى مصراتة، أول مرة يسافر ويبعد عن البيت أصلًا، خلص 3 إعدادي وقرر يسافر عشان يشوف مستقبله، وإحنا حالتنا على الأد أوي يا دوب بنقدر ناكل بالعافية". وأوضحت "حاولت أقنعه كتير ميسافرش عشان اللي بنسمع عنهم اتقتلوا واتخطفوا دول، بس هو قالي يا أمي أنا لو قعدت هنا مش هعرف أعيش ولا أتجوز ولا أصرف وكان بيشتغل عامل هناك، وآخر مرة كلمنى فيها كان يوم الوقفة وكان مبسوط وقالي إنه كويس وبيشتغل، وبعدها مكلمنيش وأخباره اتقطعت خالص، لحد ما عرفت من واحدة من أمهات العمال اللي سافروا معاه إنه اتخطف مع زمايله، وإن اللى خاطفينه طالبين فلوس كتيرة". واستنكرت قائلةً "طيب وهو إحنا لو معانا فلوس كنت هسفر ابني الكبير وأحرم نفسي منه وأبهدله ليه، أنا بترجي المسؤولين وبقولهم ابني طفل صغير، وأنا مش عايزة حاجة من الدنيا غيره، رجعوه ليا أنا لو أعرف مكانكم كنت آجي أترجاكم بنفسي، مؤكدةً أنّ زوجها فلاح بسيط، ولديهم 3 أبناء وبنتين، وليس لديهم أي مصدر دخل ثابت معلقةً "إحنا عايشين على فيض ربنا". على جانب آخر، أوضح صبحي شعبان "شقيق العامل المختطف راضي" 30 عامًا، أنّ شقيقه سافر إلى دولة ليبيا من 7 أشهر، وكان سبق له السفر قبل ذلك منذ سنوات، وبعدما استقر لفترة وجد أنّ الحياة صعبة، والأعباء كثيرة، خصوصًا أنه متزوج ويعول أسرة فقرر السفر مرة أخرى، وفوجئت ببعض أهالي العمال الذين سافروا معه يخبروني أمس أنّ شقيقي وزملاءه تعرضوا للاختطاف من قبل ليبيين مجهولين وطلبوا فدية 90 ألف دينار عن كل مختطف من الخمسة مقابل إطلاق سراحهم.
وبيّن أحمد عبد الفتاح "زوج شقيقة راضي" أنّ الحكومة لا تقصر، قائلًا "الحكومة اتدخلت قبل كده في قصص مشابهة، وإحنا واثقين من تدخلهم وحل الأزمة، ولكن الفكرة إن الشباب دول، لو لقيوا أي فرصة عمل هنا مكنوش هيدوروا على السفر لدولة فيها كل المخاطر دي"، مُطالبًا بتوفير فرص عمل بديلة للعمال المصريين هنا بدلًا من هروبهم إلى الخارج. وكانت مجموعة مجهولة، اختطفوا 5 عمال مصريين من محافظة الفيوم في مدينة مصراتة بليبيا، وطالبت بفدية تقدر بنصف مليون دينار أو قتلهم في حالة عدم الدفع، وهم أحمد محمد إبراهيم عبد العليم 16 عامًا، ومحمود عبد التواب محمد السيد 28 عامًا، وعلاء محمد ربيع 18 عامًا، وحسين رمضان عبد السيد 17 عامًا، وراضي شعبان عبد المقصود 30 عامًا.